مثال الحمادي، فتاة جامعية تدرس الطب البشري، من محافظة تعز وتقيم في صنعاء. مثال فتاة قوية كسرت حاجزاً اجتماعياً مهماً، فقد قررت أن تعزف "الغيتار" وسط مجتمع معروف بتحفظه، ولا يتقبّل أن تمارس المرأة الفن، وبخاصة إذا كانت متعلمة ومن عائلة تخاف على سمعتها. كانت بداية حب مثال للموسيقى في أيام دراستها الثانوية، ولكنها لم تستطع الإنضمام لأي معهد متخصص نظرا للرسوم العالية التي يتطلبها المعهد الموسيقي الوحيد في العاصمة، ولكن مثال لم تستسلم، فاشترت "الغيتار" وتركته جانباً الى أن أتت الفرصة وأصبح لديها خط إنترنت في المنزل. قررت مثال أن تعلّم نفسها العزف على الغيتار، وكانت صفحة اليوتيوب هي المنفذ الوحيد الذي أدخلها الى هذا العالم الساحر. قضت مثال ما يقارب الثلاثة أعوام وهي تتعلم العزف. مثال من أبوين متعلمين، فوالدها طبيب متقاعد، ووالدتها طبيبة أيضا، وأغلب شقيقاتها متخرجات من الجامعة، ولحسن حظ مثال أن والديها يمتلكان عقلية منفتحة، حيث سمحا لها بالعزف لأول مرة في أحد المحافل في "المنتدى المعرفي" الشبابي الثقافي. وتوالت بعد ذلك الحفلات، ولكنها لم تتعدَّ الحفلات الرسمية التي تحضرها طبقة معينة من المثقفين الذين يقدّرون الفن ويتفهّمون رؤية فتاة تعزف أمامهم على الغيتار. وعلى الرغم من أن مثال تعمدت ألا تصل لكل فئات المجتمع، الا أنها تعرضت لكثير من المضايقات وتشويه السمعة، ولكنها تقول في حديثها ل"NOW" إن هذا لم يجعلها تستسلم أيضًا، فهي تعلم أن المجتمع يحارب المرأة القوية، وأنه لا يرى في الفتاة الا زوجة فقط، وهي لا تهتم بهذه الشائعات، فأغلب الفتيات المتميزات في المجتمع يتعرضن للقيل والقال بالإضافة لاقتناعها بأن ما تفعله لا يعيبها. يرافق عزف مثال الغيتار أحياناً الغناء، ولكن أهلها يخافون من الغناء حيث يفضلون أن تعزف الغيتار فقط حتى لا تهمل دراستها وتتجه إلى الغناء. مثال لا تفكر في مزاولة الفن كمهنة في الوقت الحالي ولكنها تراها هواية تستمتع بها، وتخفّف عنها ضغوط الدراسة. طموح مثال أن تكمل دراستها في مجال الطب، ولكنها لا تعرف اذا كان سيأتي اليوم الذي تغيّر فيه قرارها وتصبح هواية العزف مهنتها. لم تندم مثال على قرارها بمخالفة المجتمع، وتنصح كل فتاة أن تبتعد عن الخوف وأن تفعل ما تقتنع به، ففي النهاية هذا قرار شخصي ولن يتضرر من فشله أو نجاحه الا صاحب الشأن فقط.