لا يبدو الأمر مألوفاً حين تحترف فتاة سعودية العزف على آلة "الغيتار" وتصدر ألبوماً متكاملاً يضم 15 معزوفة متنوّعة. العازفة أضوى الدخيل شكّلت استثناء حين أصدرت ألبوماً موسيقياً، ليصبح بوابة عبور لها في هذا المجال، بعدما كان العزف مجرد هواية تمارسها في حدود بيتها وأسرتها، فبعد 13 سنة من الارتباط بهذه الآلة، أقدمت على خطوة الاحتراف وهي لم تتجاوز ال 21 سنة. لم يكن الطريق نحو إصدار الألبوم الموسيقي ممهداً أمامها، وإنما واجهت بعض العقبات النابعة من محيط أسرتها ومجتمعها، إلا أن الأساليب التي اتّبعتها لإقناع والديها جعلتها تحظى بالدعم والتشجيع منهما. تقول أضوى وفق ما ذكرت صحيفة "الحياة":"في طفولتي كانت في منزلنا آلة بيانو، إلا أنني لم أستطع التعامل معها، ومنذ ذلك الحين كنت أستمع إلى عدد من المطربين الذين يوظّفون آلة الغيتار في أغنياتهم، فوجدت أنها تستهويني وتجذبني، فاقتنيتها وأنا في الثامنة من عمري". وتضيف:"مع مرور الوقت وجدت أن عزفي يتطوّر، حتى وصلت إلى مرحلة تأليف المعزوفات. وحين تجاوزت العشرين وجدت أن لدي ما يصل إلى 50 لحناً، لذا سجلتها واحتفظت بها، وانتقيت في ما بعد مجموعة منها لإصدارها في ألبوم، وهذا ما حدث، إذ تعاونت مع شركة ليبرا برودكشن لإنتاج الألبوم وتوزيعه". أضوى التي تقترب من إنهاء مرحلة البكالوريوس في إدارة الأعمال وريادة المشاريع الصغيرة في جامعة "سافولك" في مدينة بوسطن الأميركية، تقرّ بأن هناك قيوداً اجتماعية قد تقف أمام كثير من الأفراد وتمنعهم من تحقيق رغباتهم، إلا أنها في الوقت ذاته تعتبر أن عدداً من هذه القيود ليس صحيحاً. وتقول:"من الضروري احترام العادات والتقاليد، لكن المقبولة منها فقط، فمن حق كل فرد أن يعمل على تحقيق رغباته وميوله ما دامت لا تسيء إلى أحد، وأظن أن هناك كثيرين لم يتمكنوا من تحقيق رغباتهم بسبب تلك القيود. أنا واجهت بعض العقبات، إلا أنني تجاوزتها حين وجدت التشجيع والدعم من والديّ، فالفتاة ليست مجرّد زوجة مكانها المنزل فقط، بل إنسان له الحق في فعل ما يريد في حدود الأدب والاحترام". وظّفت أضوى موهبتها في كتابة الشعر في معزوفات الألبوم، إذ تنطلق كل معزوفة من إحدى قصائدها، لتصنع بذلك تنوعاً في الأفكار الموسيقية. وهي لا تجد اللون المتّبع في ألبومها غربياً، بل مزيجاً بين الغربي والشرقي، تماماً كما سيكون ألبومها المقبل الذي تعمل عليه حالياً، ويضم إلى جانب الغيتار آلات أخرى مثل العود والقانون. وتستبعد أضوى أن يكون لإقامتها في أميركا للدراسة دور فاعل في إصدار الألبوم، غيرَ أنها تعترف بأن وجودها هناك ساهم في زيادة انتشاره، وتقول:"تسجيل الألبوم وإنتاجه كانا في السعودية وتحديداً في جدة، لكن وجودي في أميركا كان له دور في انتشار الألبوم، فمن خلال تطبيق "آيتيونز" يبدو معدّل تحميل الألبوم جيّداً".