تصدر خلال أيام عن دار نشر سما الكويتية رواية "أبنة الريح" وهي الرواية الثالثة للروائية اليمنية الشابة التي تعيش في بلد المهجر (شذى الخطيب ) بعد روايتيها الزنبقة السوداء وأوراق رابعة اللتين صدرتا خلال عامين وكتبتهما خلال الخمس السنوات الأخيرة. رواية شذى الخطيب الأخيرة تحمل الكثير من المعاني الإنسانية ، فأبنة الريح رواية تتطرق إلى معاني الحب المختلفة العشق والشوق والولع و الوجد ما بين شخصيتين رئسيتين وهي ابنة الريح "عبق " الطالبة في كلية الفنون الجميلة وبين الرسام والاستاذ الجامعي " رعد ". تدور الأحداث في قبرص حيث تجمع العديد من الجنسيات العربية فيها والتي تغوص في المجتمع الغربي فتنفصل عن هويتها الدينية و تحيى حياة لا دين فتعيش لهواها تاركة كل القيم و الأخلاق وتسيطر عليها ما تشتهيه النفس من مباح و حرام ، فتعيش الشخصيات هذا الموج من المعاني الإنسانية كموج بحر ليماسول، و تسير الاحداث بنا ما بين الفرح و الحزن و الأمل و الألم حتى ندرك رحمة الرب و حكمته في تدبيره و قضاءه و قدره فينا كبشر . وترسم الروائية الشابة شذى الخطيب روايتها الجديدة مفعمة بصور من الإبداع الروائي ممزوجا بصيغ شعرية فيها من السحر الذي تعشقه النفوس لأنها تخاطب النفس بصدق تحاور كل إنسان بما فيه من خير و شر ،و من صدق و كذب و من حلال و حرام ، إنها رواية جسدت النفس الإنسانية بطبيعتها دون مبالغة فهي رواية رسمت لنا طريق الحب و السلام رغم الألم. و قد قال عنها الدكتور أنور عبيدين الاستشاري النفسي في مستشفى الملك عبد العزيز بمكة المكرمة أنها رواية تعيش معها الجمال تشتهي العبق منها في قراءتك لسطورها ، تسمع صوت البحر يداعب إحساسك مع الريح العذبة في طيات كلماتها ، تعيش الحكاية وكأنك واحد منهم تشاركهم ضحكاتهم و احزانهم. ويضيف عبيدين:" تسافر مع عبق ابنة الريح على بساط السندباد إلى قبرص عروس البحر الأبيض إنها لجزيرة تسكن الوجدان ، فأحداث القصة مستلهمة من مناخها و جغرافيتها التي انعكست على شخصياتها ، فجاءت عبق الطفلة البريئة لتكبر في أحضانها فيضمها البحر الذي تخاف منه في صغرها ، فتقوى على هذا الخوف بعشقها لرعد الرجل الذي أغرمت به امام البحر ،فاصطدمت به لكي تلفت الانتباه إليه ، و كان لها ذلك فأطلق عليها ابنة الريح لأنها خطفت قلبه كما يخطف الريح منك أغلى ما تملكه ،فلا يمكنك استرداده، و كذلك فعلت ابنة الريح بي و بكل من يقرأها ، فتنصت إلى وجدانك فتسمع صوت الريح لتغرق في هواها ، فتجد أنها الأنثى التي يتمناها أي رجل بكل إحساسها و نقائها. فهي حقاً ابنة الريح لأنها وصلت إلى ما تريده بقوة كالريح رغم العذاب". فإن كانت ابنة الريح فهي ابنة العذاب ، فمنها ندرك للعذاب راحة بعد صبر و كفاح . فابنة الريح رواية تقرأ من البداية حتى النهاية لنستشف أين تكمن رحمة الرب.