صدرت رواية ابنة الريح ( الرواية الثالثة لشذى الخطيب ) لدار نشر سما الكويتية في اول اصدراتها الادبية و التي ستشارك لأول مرة في معرض الكتاب الذي سيقام في الشارقة في 6.11.2013 وتمتاز الرواية التي تحمل الكثير من المعاني . ما بين شخصيتين " عبق " الطالبة في كلية الفنون الجميلة و ما بين الرسام و الاستاذ الجامعي " رعد " حيث تدور الاحداث في قبرص حيث تجمع العديد من الجنسيات العربية فيها و التي تغوص في المجتمع الغربي ،فتعيش الشخصيات هذا الموج من المعاني الانسانية كموج بحر ليماسول، و تسير الاحداث بنا ما بين الفرح و الحزن و الأمل و الألم .و الحب و الخيانة . والقدر في خيره و شره . وقد قال عنها الطبيب السوري دكتور أنور عبيدين الاستشاري النفسي في مستشفى الملك عبد العزيز في مكة ( السعودية) أنها رواية تعيش معها الجمال تشتهي العبق منها في قراءتك لسطورها ، تسمع صوت البحر يداعب إحساسك مع الريح العذبة في طيات كلماتها ، تعيش الحكاية وكأنك واحد منهم تشاركهم ضحكاتهم و احزانهم . تسافر مع عبق ابنة الريح على بساط السندباد إلى قبرص عروس البحر الأبيض إنها لجزيرة تسكن الوجدان ، فأحداث القصة مستلهمة من مناخها و جغرافيتها التي انعكست على شخصياتها ، فجاءت عبق الطفلة البريئة لتكبر في أحضانها فيضمها البحر الذي تخاف منه في صغرها ، فتقوى على هذا الخوف بعشقها لرعد الرجل الذي أغرمت به امام البحر ،فاصطدمت به لكي تلفت الانتباه إليه ، و كان لها ذلك فأطلق عليها ابنة الريح لأنها خطفت قلبه كما يخطف الريح منك أغلى ما تملكه ،فلا يمكنك استرداده، و كذلك فعلت ابنة الريح بي و بكل من يقرأها ، فتنصت إلى وجدانك فتسمع صوت الريح لتغرق في هواها ، فتجد أنها الأنثى التي يتمناها أي رجل بكل إحساسها و نقائها. فهي حقاً ابنة الريح لأنها وصلت إلى ما تريده بقوة كالريح رغم العذاب . فإن كانت ابنة الريح فهي ابنة العذاب ، فمنها ندرك للعذاب راحة بعد صبر و كفاح . فابنة الريح رواية تقرأ من البداية حتى النهاية لنستشف أين تكمن رحمة الرب . فشكرا لشذى الخطيب على هذه اللوحة الجميلة التي رسمتها بالكلمات كما رسم رعد مع عبق بريشة واحدة ،فرسمها في صورة ، و رسمته هي في صورة صورت البحر فيها لأول مرة في لوحة ، و كانت تلك البداية التي أطلقت العنان لمشاعرها ، فرسمت لنا شذى الخطيب صورا من الإبداع الروائي ممزوجا بصيغ شعرية فيها من السحر الذي تعشقه النفوس لأنها تخاطب النفس بصدق تحاور كل إنسان بما فيه من خير و شر ،و من صدق و كذب و من حلال و حرام ، إنها رواية جسدت النفس الإنسانية بطبيعتها دون مبالغة فهي رواية رسمت لنا طريق الحب و السلام رغم الألم وقال عنها الناقد الجزائري وليد عثماني استاذ النقد الادبي في جامعة سطيفالجزائر تتطايرُ الكلماتُ من ريشة الفنان، تفر منه، من عنف الزمانِ. لترسم ما لم تقُلْه العِبَارات، وخَطَّتْه سيول العَبَرَاتِ... فراشاتٍ محلّقة في رياض الأحلام، وفي الغاب، وفي أمواج البحر.. وفي أرجاء الدنيا، والمدينة السابحة، المترامية... الراقصة. لتحط الرحال عند بحيرة الإبداع يغترف الناهل من خيالها العذب ما يروي ويغري... ابنة الريح صورة لإحدى فراشات العالم. يتجلى جمال الكون فيها على رفة من ذلك الجناح الفواح عبقا، المتناثر دررا... رسمتها الروائية شذى بسحر من الكلمات، وألوان من فنيات التعبير. تراوحت بين الرمزية في ثوبها الميثولوجي؛ الذي يتمازج ببراعة متناهية في التداخل مع الخيال. وبين الواقع بمجرياته ومقتضياته.. مُشَكِّلة بذلك فسيفسائية من رحلات السندباد، وجمال فينوس، والحكمة، والصبر الجميل، والدمع الرقراق.. على أرض الواقع المتاخم لحدود الكمال والتمام. ليتواشجا معا ويرسما لوحة أبدعتها ريشة مقتدر.. ابنة الريح قبسة من عالم شذى الخطيب السردي رسمت فيها بكل فنية عالم عبق المرح المكتنز.. الثري بكل ألوان الحياة من فرح، وسرور، ودموع، وفن، ورسم، ورقص، ونحت وحب، وعشق، وعطف، وحنان. وأمومة... ساعيت شذى إلى تقديم لوحة مرسومة بدقة وتفان متكامل؛ وذلك على مستوى ألوان الشخصيات، وتمازجها بعضا ببعض. فكرة تتجسد بتجلياتها المعتادة وغير المعتادة، تتجلى بظلالها وانعكاساتها، ألوان تسعى وتتحرك قصد التحرر والحرية، ألوان وُجدت لتُلون وتُبهج ولتُسعد الناظر وتُسلي عن صنوف الاكتئاب والتجهم.. ألوان وُجدت لتُثمد مقلة سُهِّدت بالدمع والسواد... فابنة الريح مرة أخرى رسم بالكلمات، ودفقة فن حينما تتآلف الألوان عبارات تتطاير مع الريح أبطالا تطل بحب، وعوالم للأنس... فكم جميل أن تُخرجَ من لوحةِ الفنان قناديلَ للحريةِ والحبِّ والجمالِ.. تتحدّى الليل العاجز، وتُفَتِّقَ عبق المُهَجِ توهّجا لعيونِ المحبين...