هدد قيادي في الجناح الانفصالي المتشدد في "الحراك" الموالي للرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض، بثورة شعبية شاملة بعد عيد الفطر، تتضمن العصيان المدني وإغلاق الحدود مع الشمال إلى حين استعادة الدولة الجنوبية وفك الارتباط مع الشمال. ويأتي التهديد في وقت تشير فيه تقارير دولية ومحلية إلى أن الجناح الذي يرفض اية محادثات مع السلطة المركزية في صنعاء لا تعترف له بحق تقرير المصير وإعادة إحياء دولة اليمن الجنوبي، قد شرع منذ مدة في إعداد العدة عسكريا بالتعاون مع إيران وحزب الله ومع بقايا نظام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، لتنفيذ تهديده بالثورة على حكومة صنعاء المركزية. وشكك حسن زيد يحيى في رؤية ممثلي "الحراك" التي قدمت لمؤتمر الحوار الوطني في صنعاء السبت للمطالبة باستعادة الدولة الجنوبية وحق تقرير المصير. ونقلت صحيفة "السياسة الكويتية " عن حسين زيد بن يحيى قوله إن "ما طرحه الجنوبيون في مؤتمر الحوار لا يهمنا وهو مجرد مزايدات على القضية الجنوبية ونحن نرفضها، لأن في ذلك خلطا للأوراق إذ أن الجنوبيين الموجودين في فريق بناء الدولة بمؤتمر الحوار سعوا إلى دولة لا مركزية، كما أن الحوار بأكمله ينعقد تحت مظلة المبادرة الخليجية التي تؤكد وحدة اليمن وأمنه واستقراره". وأضاف زيد أن "الجنوبين الموجودين في مؤتمر الحوار حاليا هم جزء من نظام صنعاء ومن أتباع الرئيس عبد ربه منصور هادي وغير مقبول منهم أي شيء. واتهم هذه العناصر و"كل المحسوبين على الحراك الذين دخلوا الحوار جميعهم متآمرون ومخبرون يتبعون جهاز أمن الدولة السابق في عدن أو ما يسمى جهاز الأمن القومي في صنعاء، ولا علاقة لهم بالثورة الجنوبية أبداً بل هم من أدوات التآمر عليها، وشعبنا واثق كل الثقة أنه لن يأتي منهم أي خير وإذا ما عادوا إلى الجنوب لن يستطيعوا حضور أي مناسبة أو فعالية لأنهم بلا قاعدة جماهيرية". وكانت تقارير قد تحدثت في واقت سابق من يوليو/تموز قد تحدثت عن ذهاب شباب من الحراك الجنوبي المسلح إلى لبنان وإيران للتدرب على السلاح، مما اعتبره البعض توجها جديدا قد يلمح إلى دعم إيراني لجناح انفصالي بالحراك الجنوبي يقوده علي سالم البيض، نائب الرئيس اليمني الأسبق علي عبد الله صالح في إعلان الوحدة اليمنية عام 1990. وقال مصدر عسكري يمني إن "إيران تسعى لإيجاد موطئ قدم لها بجنوب اليمن كما في الشمال عبر حلفائها الحوثيين". وفي نفس السياق، حذر تقرير صادر عن مركز "أبعاد" للدراسات الأمنية بصنعاء من ظهور تنظيم مسلح مدعوم من إيران في البلاد يسعى إلى انفصال الجنوب بالقوة العسكرية. وقال التقرير إن "التنظيم الجديد يسعى حاليا لخلق مشروعية لسلاحه في تحقيق انفصال جنوب اليمن من خلال إحداث انشقاقات داخل معسكرات الجيش والأمن لتأسيس ما يعرف بالجيش الجنوبي الحر". وشهدت عدن مؤخرا أعمال شغب وتفجيرات وقطع طرقات، قالت مصادر جنوبية موالية لصنعاء إن من "يقف وراءها عناصر الحراك التي تدربت في إيران وبدعم من بقايا نظام الرئيس السابق". وقالت هذه المصادر إن نجل صالح، الذي كان قائدا للحرس الجمهوري، وأعوانه وراء تسهيل تصدير سيارات وأطقم عسكرية محملة بالسلاح والأموال لعناصر الحراك المسلح "لتحقيق مقولة علي عبدالله صالح بأنه إذا رحل عن السلطة ستدخل اليمن في حرب أهلية".