أعلن الروائي اليمني الشباب وليد دماج دخول روايته "ظلال الجفر" الصادرة مؤخراً عن دار الآداب للسوق اليمنية. وفيما أكد بيعها عبر مكتبة أبو ذر الغفاري في شارع حدة , ابدى الروائي دماج إعتذاره لكافة الصديقات والأصدقاء "لأن الأمر لم يتم عبري وكم كنت أتمنى لو أهديتكم إياها مجانا" حسب منشور له على صفحته الشخصية على الفيس بوك. وصدرت رواية "ظلال الجفر" للروائي وليد دماج عن دار الاداب في 343 صفحة, وهي واحد من الأعمال الإبداعية التي تنبش في قعر التاريخ العربي لما بعد الإسلام عن أسطورة شغلت حيزا في حياة بعض الأذهان الخاصة و العامة, و شكلت مادة للحكايات و الخيالات. و قد تمكنت الرواية, بلغتها الشعرية العذبة و بوقائعها الزمانية و المكانية, من أن تقبض على أسطورة "الجفر" و تجليات ظلاله, و أن تعبر بالنص من شبه المجهول إلى عالم المعلوم, و منه إلى عالم الفكر و الأدب. وبحسب نقاد فإن دماج يحيي في "ظلال الجفر" قوة الإنتماء إلى المعتمد الديني وهو يبحث عن جذوره، يدفعه إلى ذلك استبطان سيرة الفرد في التاريخ وعلاقته بالظواهر الدينية، ويبرز ذلك من خلال كمٍ هائل من الشخصيات والأحداث والوقائع التي ينتمي بعضها إلى عالم الإنسان، والبعض الآخر إلى عالم السماء. وينتمي هذا العمل إلى مخطوط قديم اسمه "الكشف عن الجفر" لمؤلفه جعفر بن منصور اليمن، ويتعلق بعلم غامض شديد التعقيد يخوض في طلاسم الحروف المؤبجدة وأرقامها وعلاقتها بالأبراج والكوامب، وقد رأت أخرى لأصحاب الولاية والراسخين في العلم؛ "الجفر" على ما يرى المؤلف: في أحد جوانبه يتعلق بآلية تبلغ بمن يفهمها القدرة على تأويل المتشابه في القرآن الكريم وفي الكتب السماوية الأخرى. ومهما يكن من أمر "طلال الجفر" وروايها فهي تحيل إلى تغييب العقل والمنطق في تفسير الأحداث واختيار الأفعال والسلوكيات، ونسبة كل ما يجري للإنسان إلى عالم الغيبيات. وهو ما يجافي السياق الطبيعي لتطور الفهم عند الإنسان عبر سياقات وسيرورات تكمل بعضها بعضاً، ولكن يحسب للروائي أنه اجتهد في نبش التراث وأمعن في تحليله وتقديمه بلغة أدبية ممتعة، لا يعدم من يقرأها من الوقوع على المتعة والفائدة. يبقى أن نشير أن وليد أحمد دماج –شاعر وقاصَ وروائي من اليمن، حازت روايته "ظلال الجفر" جائزة دبي الثقافية في حقل الرواية عام 2011.