طالبت 35 دولة من الدول الاعضاء بالامم المتحدة الليله بتحقيق دولي عاجل ومحايد بشأن مجزرة غوطة دمشق وقالت مصادر المعارضة السورية ان نحو 1300 شهيد سقطوا في أعنف قصف بالأسلحة الكيماوية والصواريخ والأسلحة الثقيلة استهدف منطقتي الغوطة الشرقية والغوطة الغربية في ريف دمشق, التي تشهد معارك عنيفة منذ أشهر. وافادت لجان التنسيق المحلية عن سقوط 1360 شهيداً جراء القصف بالأسلحة الكيماوية على مدن وبلدات الغوطة وبث ناشطون أشرطة فيديو عدة على موقع "يوتيوب" الالكتروني, يظهر في أحدها أطفال يتم اسعافهم عبر وضع أقنعة أوكسجين على وجوههم وهم يتنفسون بصعوبة, فيما اطفال آخرون يبدون مغمى عليهم من دون آثار دماء على اجسادهم, ويعمل مسعفون أو أطباء على رش الماء عليهم بعد نزع ملابسهم وتمسيد وجوههم وصدورهم. وفي شريط آخر, تظهر عشرات الجثث بعضها لأطفال مغطاة جزئياً بأغطية بيضاء ممددة على أرض غرفة, في حين يصرخ المصور "إبادة مدينة معضمية الشام بالسلاح الكيماوي". ووسط حالة واضحة من الهلع, يسأل المصور أحدهم "أهلي? أبي وأمي? أين هم?". من جهته, أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن انه "بعد منتصف الليلة (قبل) الماضية, بدأت قوات النظام تصعيداً عسكرياً واسعاً في منطقتي الغوطة الشرقية والغوطة الغربية في ريف دمشق استخدمت فيه الطيران وراجمات الصواريخ, ما أوقع عشرات القتلى والجرحى". وأشار الى ان الحملة تركزت على مدينة معضمية الشام جنوب غرب العاصمة, مضيفا انه "القصف الاعنف الذي تتعرض له البلدة منذ بدء الحملات العسكرية للنظام" في المنطقة قبل اشهر طويلة, لافتاً إلى أن "القوات النظامية تحاول استعادة السيطرة" على المعضمية. ولاحقاً, ذكر المرصد, الذي يعد من أكثر الجهات صدقية في توثيق الأحداث, ان "الطيران الحربي نفذ سبع غارات جوية على مناطق في مدينة معضمية الشام, ترافقت مع قصف عنيف على معضمية الشام ومدينة عربين, وسط اشتباكات على أطراف مدينتي معضمية الشام وداريا". كما اشار الى قصف على مناطق في داريا ومدينتي زملكا وسقبا وبلدات جسرين والمليحة وبيت جن بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ, والى غارات على مدينة كفربطنا وعين ترما. من جهتها, تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن "مجزرة مروعة" في الغوطة الشرقية "ارتكبتها قوات النظام راح ضحيتها عشرات الشهداء والاصابات جراء القصف بالغازات السامة". بدورها, ذكرت لجان التنسيق المحلية, في بيان, أنه "سقط مئات الشهداء ومثلهم من المصابين جلهم من المدنيين وبينهم العشرات من النساء والأطفال نتيجة للاستخدام الوحشي للغازات السامة من قبل النظام المجرم على بلدات في الغوطة الشرقية". واضافت ان "النظام وجه بإجرام لا يوصف أسلحته الكيماوية ضد العائلات في تلك المناطق ليختنق الأطفال في أسرتهم ولتغص المشافي الميدانية بمئات الاصابات في ظل نقص حاد باللوازم الطبية الكافية لاسعافهم وخاصة مادة الاتروبين". ونتيجة لهول المجزرة غير المسبوقة ربما في التاريخ الحديث للعالم العربي, تضاربت الأرقام بين الهيئات والمنظمات الناشطة على الأرض, وسط إجماع على سقوط مئات الشهداء. وما عزز هذا التضارب هو ارتفاع الحصيلة بشكل دائم طيلة يوم أمس, نتيجة وفاة العشرات بسبب النقص في الكوادر والمواد الطبية. وفي هذا الإطار, ذكر مكتب دمشق الإعلامي أنه جرى إحصاء 150 جثة في حمورية ومئة في كفر بطنا و67 في سقبا و61 في دوما و76 في المعضمية و40 في عربين, مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من المدنيين تعرضوا لغازات وأن أعداد الضحايا استمرت في التزايد بسرعة طيلة النهار مع اختناق الناس نتيجة نقص الإمدادات الطبية اللازمة لإنقاذهم. ودعا المرصد السوري اللجنة الدولية الخاصة بالتحقيق في استخدام الاسلحة الكيماوية الموجودة في سورية الى "زيارة المناطق المنكوبة والعمل على ضمان وصول المساعدات الطبية والاغاثية لهذه المناطق في أسرع وقت ممكن" والتحقيق في ما ينقله الناشطون عن استخدام السلاح الكيماوي. بدورها, توجهت لجان التنسيق "بنداء عاجل الى كل المنظمات الدولية الانسانية بما فيها الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر ومنظمات حقوق الانسان والمجتمع الدولي للتحرك العاجل من أجل انقاذ المدنيين في غوطة دمشق واسعاف المصابين وفك الحصار الطبي والغذائي المفروض على هذه المناطق التي تغص بالمدنيين".