قافلة عين الحقيقه تقدم تقريريها عن الوضع في صعده وتروي بعض الانتهاكات وتتهم الحوثيين بقطع مهمتها وجه منظموا قافلة عين الجقيقه اتهاما لجماعة الحوثي التي تسيطر على محافظة صعده بمنعهم من دخول مدينة صعدة، اثناء توجههم في قافلة الى المحافظة، في محاولة للوقوف الحصار المفروض منذ أكثر من شهرين على منطقة دماج. وأوضح رئيس اللجنة المنظمة لقافلة عين الحقيقه عرفات الصمدي خلال مؤتمر صحفي، إن القافلة المكونة من اربعون ناشطا وصحفيا، انطلقت السبت الماضي بعد تنسيق مع جميع الاطراف والجهات، لكن جماعة الحوثي رفضت دخولهم صعدة، وهو ما اعتبرها المشاركون في الحملة توجها حوثيا لإخفاء حقيقية الانتهاكات التي تمارسها الجماعة بالمحافظة. وأضاف ان القافله جاءت "استجابة ملحة للضرورة الوطنية في ظل الصراع المسلح الذي نشب مؤخراً في صعدة منطقة دماج بين جماعة الحوثي والجماعة السلفية التي تمتلك مركزاً سلفياً في دماج هو مركز دار الحديث، فمنذ نشوب الحرب الأخيرة تحديداً بتاريخ 8/ 10 / 2013م بدأ التفكير الجاد في تقصي الحقيقة في تلك المناطق الملتهبة، وقد زاد من ضرورات خروج القافلة توسع دائرة الصراع لتشمل مناطق كثيرة ما بين مدينة صعدة ودماج وكتاف وحوث وحتى حرض. واشار الى ان القافله "مساهمة وطنية من تنظيمية الرقابة الثورية لإعطاء المجتمع اليمني والجهات المعينة صورة حقيقية صادقة طبقاً للواقع .. مضيفها انه تم التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لضمان سلامة القافه وتسهيل مهمتها ومنها السلطات المحلية في محافظة صعدة وزارة الداخلية ، الحوثيون (أنصار الله) ممثلة في صالح هبرة رئيس المكتب السياسي للحركة، ونائبه محمود الجنيد، وقد أبدو استعدادهم وترحيبهم بالقافلة للمرة الأولى،و تم التواصل مع الجماعة السلفية في دماج وأصحاب دماج عبر ممثليهم في مؤتمر الحوار الوطني، ثم عبر اتصال هاتفي إلى دماج مع سرور الوادعي الناطق الرسمي باسم دماج، وقد أبدوا استعدادهم وترحيبهم بالقافلة بالاضافه الى جبهة حاشد ممثلة في الشيخ حسين الأحمر، وأبدى ترحيبه واستعداده، وأبلغ النقاط التابعة له بالتعاون مع القافلة وتسهيل مهامها.
مشاهدات القافلة وواقع المشهد الأمني على طول خط سير القافلة تبدأ المشكلة الحقيقية من وجهة نظر فريق القافلة من منطقة ذيفان، فمن تلك المنطقة بدأ شعور الفريق بغياب الدولة بشكل كبير، حيث بدأت النقاط القبلية علة خط سير القافلة كبديل عن النقاط العسكرية، فقد واجهتنا نقطتان قبليتان في كل نقطة عدد (10) فأكثر من المسلحين القبليين، يحملون أسلحة آلية وبعضهم يحمل قنابل يدوية، وقد قاموا بالاطلاع على بطائق الفريق الشخصية ثم سمحوا لنا بالمرور، وكان بعضهم يحذرنا من الذهاب إلى صعدة ويقولون أن ما نقوم به مخاطرة. وفي ريدة وجدنا نقطة عسكرية يبدو عليها الإعياء، وكأنها غير موجوده، ومن ثم اتجه الفريق في الطريق إلى خمر صادف الفريق قبائل مسلحة على يمين الخط وشماله، وكانت تحمل أسلحة نوع آلي وبعض القنابل. وما إن تجاوز الفريق منطقة خمر صادف الفريق طقم قبلي مسلح يلحق بالقافلة ويرافقها، طوال الخط حتى وصلنا إلى نقطة عسكرية في منطقة الصنعانية، وقد تعجبنا كيف تجاوز الطقم القبلي تلك النقطة العسكرية دون أدنى تفتيش. وفي خيوان التقى الفريق بنقطة قبلية سلفية مسلحة بالآليات والقنابل والرشاشات تمارس مهمة التفتيش، وأوقفونا ليتأكدوا من هوياتنا، ثم سمحوا لنا بالعبور. وسارت القافلة باتجاه منطقة حوث، وفيها التقينا ثلاث نقاط عسكرية متقاربة، وبجوارها معسكر، وهنالك شعرنا بوجود الدولة جزئياً. وبعد حرف سفيان وتحديداً من منطقة السوق تفاجئنا بمسلحين كثر يركبون مترات وطقومات شبح مسلحة عبارة عن دوريات تجوب الخط ذهاباً وإياباً، فلما سئلنا عن هويتها قيل لنا أنها تابعة للمجاهدين حسب كلامهم، وهم يقصدون بهم مليشيات الحوثي. وفي أول نقطة حوثية فوجئنا بعد حرف سفيان فوجئنا بعدد كبير من المسلحين القائمين على النقطة العسكرية الخاصة بالحوثية، وهي مموهة باللون الأخضر والأبيض، ومكتوب عليها شعار الجماعة الحوثية، وفيها صور كبيرة مبروزة بالزجاج مدبسة في الأرض فوق أعمدة، وفي النقطة مظلة تشبه مظلات المرور مموهة باللون الأخضر والأبيض، وكانت الأسلحة التي بحوزتهم خفيفة ومتوسطة. وفي هذه النقطة الحوثية تم ايقافنا والتأكد من هوياتنا، ولم يتركونا نغادر حتى تواصلنا مع مندوبيهم في الحوار الوطني، ومن ثم جاءت أحد دورياتهم التابعة لأبي علي مسؤولهم الأمني وسمحوا لنا بالدخول، وطلبوا منا نقل الحقيقة كما هي. وما إن تجاوزنا تلك النقطة متجهين إلى مركز المدينة حتى تفاجئنا بدوريات كثيرة مموهة باللون الأخضر والأبيض وعليها سفتيات شرطة، وعلى جنبات الخط أناس مسلحون على المترات والسيارات المموهة، ولم نشاهد إنساناً واحداً بدون سلاح بعد ذلك. وما إن وصلنا النقطة الثانية التي تبعد عن النقطة صعدة بحوالي ثلاثين كيلو متر حتى تم ايقافنا، وكان ذلك وقت صلاة المغرب من يوم السبت الموافق/4/1/2014م، وتم أخذ هوياتنا ومنعنا من النزول من على ظهر الباصات، واستمر ايقافنا لعدة ساعات، وكنا نتواصل مع مندوبي الحركة الحوثية في الحوار الوطني وبأبي علي المسؤول الأمني للحركة الحوثية فأفادوا بأنها مجرد إجراءات بسيطة، وبعد أخذ البطائق وتسجيلها وحجزنا لساعات أفادوا بأنه يجب إعادتنا إلى صنعاء لأننا لسنا منسقين مع مكتبهم في صنعاء، رغم أننا في الحقيقة كنا منسقين معهم، وقد أعطونا ربع ساعة فقط للتواصل مع مكتبهم أو نعود، وتواصلنا مع صالح هبرة ومع محافظ المحافظة، أما مكتبهم في صنعاء فقد أغلق محمود الجنيد تلفونه بعد اتصالنا به، وأما عمليات المحافظة فقد أفادوا بعد اتصالنا بهم بأن المحافظ لن يعطينا حق الدخول إلى صعدة. والغريب أننا رأينا عسكر نقاطهم المتعددة أطفالاً ما بين سن الثانية عشر فما فوق، ولا تتجاوز أعمارهم العشرين عاماً. وبعد مجادلات كبيرة معهم في النقطة العسكرية الحوثية ومحاولات متعددة معهم رفضوا دخولنا بتاتاً، وطلبنا منهم مكاناً آمناً نبات فيه، ولكنهم أرغمونا على العودة مجبرين إلى صنعاء حاملين أرواحنا فوق أكفنا، فمجرد الكلمة أو الحركة قد تودي بحياتنا، ومن ذلك أن أحد أعضاء القافلة فتح جهازه (الكمبيوتر المحمول) فرفعوا عليه البنادق، ما جعلنا في كل لحظة نتوقع أن تقع على رؤوسنا الكارثة، وهناك انقطع سيرنا وعجزنا عن مواصلة مسيرنا إلى المناطق المحددة للقافلة، ولكننا خلال الرحلة تلمسنا أوضاع الملتهبة التي تدور فيها أحداث الصراعات المسلحة في طريقنا ذهاباً وإياباً، ومن ذلك ما يلي: 1- وجدنا وسمعنا عن صراعات مسلحة ومواجهات دامية تدور رحاها بين أتباع الحركة الحوثية والأهالي المناصرين للسلفيين في منطقة خيوان وحوث وكتاف ودماج وحرض. 2- قمنا بالتواصل مع بعض الأطراف والتقينا بعض الشخصيات وسألنا عن الضحايا الذين سقطوا في هذه الأحداث التي تدور في هذه المناطق، وأخبرنا أن مئات القتلى والجرحى قد سقطوا من كل الأطراف. 3- كما أفاد البعض عن مئات المنازل المهدمة ومئات الأسر المشردة، ولا تزال المواجهات المسلحة بين الأطراف آخذة في التصاعد. 4- أخبرنا عن صلح تم توقيعه بين الحركة الحوثية وأهالي دماج، ولكننا بعد عودتنا إلى صنعاء فوجئنا بأخبار تؤكد اندلاع المواجهات بين الطرفين من جديد. 5- تبدو الأمور مرشحة لمزيد من التوتر والصراع المسلح إن لم تتدخل الدولة بشكل مباشر في حسم الصراع.
بعض الانتهاكات التي خلفتها المواجهات في منطقة دماج من خلال التواصل مع بعض الاهالي في منطقة دماج أثناء الرحلة أفادنا البعض بإحصائيات أولية عن بعض الضحايا في بعض تلك المناطق الملتهبة، وفيما يلي بيان تلك الأرقام حسب رواية الأهالي وبعض المراقبين: أولاً: ضحايا منطقة دماج م نوع الضحايا العدد ذكور إناث أطفال ملاحظات 1 قتلى 204 171 4 29 2 جرحى 607 526 9 72 3 أسر مشردة 200 انتقل بعضها إلى صنعاء والبعض لجأت إلى بعض القبائل المحيطة بدماج 4 بيوت مهدمة 364 5 آبار مياه مدمرة 6 6 مدارس مدمرة 2 1 1 7 مزارع محروقة 2 كيلو متر عنب ورمان 8 مستشفيات مدمرة 1 مستشفى دماج 9 حالات اجهاض 41 10 مساجد مدمرة 6 ثانياً: ضحايا منطقة كتاف م الضحايا والانتهاكات العدد 1 القتلى 300 2 الجرحى 500 3 الأسر المشردة 420 4 البيوت المدمرة 19 5 مساجد مدمرة 2 6 بيوت منهوبة 150 7 الجثث المرمية في الجبال دون دفن 70 جثة ثالثاً: ضحايا منطقة حرض أفاد بعض المراقبين الذين تواصل معهم الفريق بأنه سقط في جبهة حرض عدد(20) قتيلاً، ولم نستطع الحصول على معلومات وبيانات كافية نتيجة منع القافلة من مواصلة رحلتها التحققية. هذا ما استطاع الفريق الحصول عليه من معلومات أولية عبر التواصل مع بعض المراقبين والأهالي من داخل المنطقة، ويأسف الفريق أشد الأسف لعدم تمكنه من استكمال مهمته والتحقق من الانتهاكات من الواقع.