أطلع وفد الصحفيين من البلدان العربية الذي يزور الصين حالياً اليوم على عدد من المواقع السياحية والتاريخية والدينية والطبيعية ومحطات توليد الطاقة عبر الرياح والطاقة الشمسية التي تتميز بها مدينة نينغشيا بمقاطعة بيتشوان ذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة أحد المهود القديمة للحضارة الصينية العريقة و الواقعة على بعد حوالي 1300 كيلو متر غرب العاصمة بكين وذلك ضمن برنامج تغطية أعمال منتدى التعاون العربي –الصيني السادس المنعقد حالياً في الصين . حيث تعرف الوفد على محطات ومزارع توليد الطاقة عبر الرياح والطاقة الشمسية في جبل الشمس في المدينة البالغ مساحتها نحو 100 كيلومتر مربع وعلى ارتفاع بنحو ألف متر فوق مستوى سطح البحر والتي تم إنشاءها من قبل مجموعة توليد الكهرباء النينغشية المحدودة بتكلفة اجمالية ثلاثة مليار يوان صيني مايعادل قرابة 500 مليون دولار، وتبلغ قدرة توليد نحو 350 ميجاوات في المزرعة الواحدة. واستمع الوفد من فنيي المحطة ومسئولي المنطقة إلى شرح موجز حول طبيعة المهام وتاريخ ومراحل انشاءها وعدد المحطات والمزارع الموجودة في المنطقة والبالغ عددها 10 مزارع للرياح والطاقة الشمسية التي تولد قرابة 16 مليون كيلو وات ويتم إرسالها إلى الشبكة الوطنية للكهرباء ومن ثم إعادة توزيعها على المناطق المتحاجة.. مؤكدين أن ربع كهرباء الصين تعتمد على الطاقة المتجددة، فيما تعتمد ثلاثة أرباع الصين على توليد الطاقة عبر الفحم الحجري والطاقة الكهربائية. وأكد المسئولين أن مميزات الصناعة الصينية لوسائل ومعدات انتاج الطاقة عبر الرياح والطاقة الشمسية عن بقية انحاء العالم بأنها تستطيع تشغيل وانتاج الطاقة لأربع ساعات مقارنة ب 3ساعات ونصف في جميع الصناعات العالمية، وستصبح هذه المنطقة مجمع الطاقة الخضراء في المستقبل، كما ستفتح آفاق واسعة للتعاون مع البلدان العربية مستقبلاً في مجال الطاقة النظيفة المتجدددة، وكذا في مجالات الثقافة والإعلام والنشر والسياحة والتبادل الاستثماري والاقتصادي. كما تعرف الوفد العربي على متحف الثقافة لقومية هوي المسلمة المنطقة السياحية على مستوى الدولة البالغ مساحته الاجمالية بنحو 7 آلاف متر مربع، ويقع على جناح مسجد ناجياهو الشمالي بمحافظة يونغ نينغ بالقرب من مخرج الطريق السريع ينغ نينغ، والذي تم أفتتاحه 2005م، وتم بنائه بسبب مسجد ناجياهو القديم وقرية ناجياهو التي تتميز بخصائص فريدة وعادات وتقاليد قومية هوي المسلمة الغنية بعرض مميزات من الثقافة المعمارية الإسلامية من حيث الثقافة والآداب والمعاشرة، والثقافة الغذائية والدينية والزراعية والتجارية والحديث الخاص عن تاريخ قومية هوي المسلمة في الصين، وثقافتها العميقة والعريقة في جذور التاريخ القديم. وتشتهر المدينة بكثرة المساجد البالغة عددها بأكثر من 4 آلاف مسجد مزخرفة بكل أشكال الفنون والزخارف الإسلامية القديمة والجديدة، وفي مقدمتها مسجد ناجياهو التاريخي الذي يعود بناءه إلى قبل 400 سنة ويتسع لأكثر من 1500 مصلي ويتميز بطابعه المعماري الصيني الممزوج بالنقوش والزخارف الإسلامية التي كتبت باللغة العربية والصينية والمكون من البوابة والمسجد والمساكن والحمام والمشكل كباحة الصين القديمة، وتميزه ايضاً بالبوابة الرئيسة المطعمة بالزخارف الصينية القديمة مثل القبعة وعمودة اللوتس ونقش البلوك الاسلامي والمئذنه التي تقع وف البوابة الرئيسية والمكونة من ثلاث طوابق بجانبها برجان على الطراز المعماري العربي . واستمع الوفد إلى شرح من قبل إمام الجامع الشيخ صلاح الدين حول وضع الدين الإسلامي في مدينية نينغشيا وطبيعة المهام التي يقومون بها المسلمون في المدينة والبالغ عددهم أكثر من 2 مليون مسلم بنسبة 36 بالمائة من اجمالي عدد السكان البالغ عددهم 6 ملايين و300 ألف نسمة وكذا الخدمات والمميزات والتسهيلات التي تقدمها الحكومة لهم وطريق التعايش مع القوميات المختلفة بكل ود ومحبة وتسامح يسوده الحب والتفاهم والوئام ويجمعهم رابط الأرض والوطن . كما تطرق إلى مبادئ الإنصاف والتضامن التي تقدمها الحكومة لهم ومساعدتهم في عدة مجالات، وتقديم سياسة أفضيلة ومميزات خاصة بالمسلمين بالمنطقة حيث يمنع القانون الصيني الزواج تحت سن 22 للرجل ، و20 للمراة، وحدد نظام لكل أسرة بإنجاب طفل فقط نتيجة الكثافة السكانية، بينما المسلمين بهذه المدنية سمح لهم بسن الزواج ب20 سنة للرجل، و18 سنة للمرأة، كما سمح بإنجاب للمسلمين بطفلين في داخل المدينة وفي المناطق الجبلية يسمح بإنجاب أكثر من طفلين ، اضافة إلى سياسة تفضيلية في الاقتصاد حيث يبلغ الدخل المالي للحكومة نحو 30 مليار يوان مايعادل 5 مليار دولار، بينما يتم الانفاق المالي السنوي قرابة 70 مليار يوان مايعادل 11 مليار دولار وذلك بدعم كبير من الحكومة المركزية الصينية.
