التقى القياديّ في الحراك الجنوبي، ناصر النُّوبة، للمرة الثانية في أقل اسبوعين، بالرئيس عبدربه منصور هادي، إلا أنها هذه المرة كانت برفقة عدد من الشخصيات في الحراك الجنوبي، الذين أعلنوا عن دعمهم الكامل للإجراءات التي يتخذها وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، في خطوة أثارت الجدل داخل الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال. ويعد النوبة أول قيادي ميداني في احتجاجات الحراك المطالب بانفصال جنوباليمن يؤيد هادي في تنفيذ مخرجات الحوار. وكان قد التقى هادي في صنعاء لأول مرة مطلع الشهر الجاري. وأثارت هذه الخطوة الكثير من الجدل في الشارع اليمني، وسط تساؤلات عمّا إذا كانت بداية لتصدّع فعاليات الحراك الذي بدأ بمطالب حقوقية في العام 2007 وتطور إلى دعوات للانفصال نتيجة إهمال السلطات لتلبية مطالبه. واعتبر الصحافي، فتحي بن لزرق، في حديث لصحيفة "العربي الجديد" الصادرة في لندن، أن "تقاطر الجنوبيين اليوم إلى صنعاء هدفه إسناد جبهة هادي والوقوف إلى جانبه ومساندته ودعمه في مواجهة التحديات الماثلة". ورأى لزرق، الذي ينشط في الحراك الجنوبي، أن "التفاف الجنوبيين حول هادي يمكنهم من أشياء كثيرة، بينها تقوية جبهته في مواجهة الأطراف السياسية في شمال اليمن". وأضاف "الأمر الأخر هو تمكنيهم من إدارة مناطقهم عقب بدء تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني"، مشيراً إلى أن "هذه خطوة وإن كان كثيرون يرون بأنها لا تلبي مطامح شعبية ذات سقف أعلى فإنها خطوة ايجابية". وتوقع لزرق أن "يعزز الجنوبيون حضورهم السياسي وقدرتهم على المشاركة في صناعة التحولات السياسية في اليمن، وقد يتحولون إلى قوة سياسية فاعلة ومؤثرة وسينتقلون من دور الفئة المهمشة إلى الفئة الفاعلة". اجتهاد شخصي من جهته، اعتبر القيادي في الحراك الجنوبي في محافظة الضالع، علي شايف الحريري، في تصريح ل"العربي الجديد" أن "توجه بعض قيادات الحراك إلى صنعاء هو اجتهاد شخصي من قبلهم". وأضاف "لهم كامل الحق في ذلك، لكن دون ادعاء تمثيل شعب الجنوب، فهم يمثلون أنفسهم". وتابع : "نحترم قرار أي فرد بانتهاج الطريق الذي يراه مناسباً للوصول إلى الهدف الذي يناضل من أجله، هذا إذا كان لا يزال هدف التحرر ماثلاً أمامه". وأضاف الحريري أن خطوة النوبة وعدد من الشخصيات في الحراك "لا تمثل الحراك الجنوبي"، معتبراً أن القياديين الذين صعدوا إلى صنعاء "نافرون من سياسات مورست داخل الحراك الجنوبي، إذ أن بعضهم مورس ضده التهميش الإعلامي والإقصاء المتعمد من قبل وسائل إعلام يملكها (نائب الرئيس السابق علي سالم) البيض". وأضاف "لقد حذرنا دائماً من سياسة الإقصاء التي تأتي دائماً بنتائج سلبية"، في إشارة إلى النوبة الذي كان على خلاف مع البيض. وخلص إلى القول "نعترف أن هناك ضعفاً في الكادر القيادي الجنوبي، وفي المقابل هناك شعب عظيم انتهج النضال السلمي للتعبير عن مطالبه في التحرير". وأضاف "طالما الشعب ينشد الحرية من الميدان، فلن يكون هناك أي انقسام لتوجه البعض إلى صنعاء، فالنصر يأتي من ميادين النضال وفي أيدي السواد الأعظم من الشعب".