أكد وكيل محافظة صنعاء، للقطاع الشمالي علي الغشمي، انهيار اتفاق وقف اطلاق النار بمحافظة عمران الذي أعلنته اللجنة الرئاسية، مساء أمس، موضحا أن الاشتباكات تجددت، في حين أحبط أفراد موقع شبام العسكري عمليات تسلل ومحاولات تهريب الأسلحة من والى العاصمة. جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة الأمنية بمحافظة صنعاء، أمس الاثنين، برئاسة محافظ صنعاء عبدالغني جميل الذي كرس لمناقشة الأوضاع الأمنية في عدد من مديريات المحافظة. ولم تعلن اللجنة الرئاسية الراعية لاتفاق وقف اطلاق النار في عمران، حتى اللحظة انهيار "الاتفاق" (نص الاتفاق)، وأعلنت في وقت سابق اليوم، عن تشكيل أربع لجان تقوم برفع جميع الاستحداثات القتالية في مدينة عمران وما جاورها من قبل جميع الأطراف بما في ذلك الاستحداثات الممتدة إلى ارحب وهمدان وبني مطر وحصر ومعالجة الأضرار والتحقيق في الأحداث منذ بدايتها على أن تباشر هذه اللجان عملها بأسرع وقت ممكن. وأشار الغشمي إلى سقوط ضحايا في الارواح وخسائر في الممتلكات جراء الاشتباكات. إلا أنه لم يكشف عن عدد الضحايا والطرف الذي أخل بالاتفاق. وشددت اللجنة الأمنية على ضرورة رفع الجاهزية لدى كافة الأجهزة الأمنية بهدف تطويق أي أحداث تخل بأمن واستقرار المحافظة. ووجهت اللجنة مدير عام شرطة المحافظة بتوفير الإمكانيات الفنية والبشرية لأمن المديريات ومتابعة أداء مديري الأمن في المديريات أولا بأول، والتأكيد على أهمية الجاهزية العالية واليقظة الدائمة لأجهزة الأمن بما يمكنها من أداء مهامها على أكمل وجه . وأشادت اللجنة الأمنية بمحافظة صنعاء بأداء الضباط والأفراد المرابطين في موقع شبام العسكري التابع لقطاع المنار وتصديهم بشجاعة لعمليات التسلل ومحاولات تهريب الأسلحة من والى العاصمة. ولم تكشف اللجنة عن الجهة التي قامت بمحاولات تهريب الاسلحة. وقالت مصادر محلية ل"المشهد اليمني" في وقت سابق أمس، إن الاشتباكات تواصلت، اليوم، في محافظاتعمران بين مسلحي الحوثي أو من يسمون أنفسهم "أنصار الله" والقبائل المسنودة بقوات اللواء 310 مدرع، رغم اعلان اتفاق وقف اطلاق النار. وقالت المصادر إن الحوثيين خرقوا الاتفاق بإطلاق قذائف الهاون على جبل المحشاش أمس، لافتة إلى أنهم أقدموا على قتل جندي في خط الاربعين باتجاه منطقة شبيل حيث تدور مواجهات عنيفة، موضحة أن مسلحي الحوثي تمركزوا في دار الايتام بمنطقة شبيل وأن اشتباكات وصفت ب"العنيفة" تدور حاليا في في خط الاربعين غرب مدينة عمران. وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين قاموا بمهاجمة منطقة بيت بادي مستخدمة مختلف الاسلحة الثقيلة والمتوسطة، لافتة إلى سقوط عدد كبير في صفوف مسلحي الحوثي. وأكد وكيل محافظة عمران احمد البكري أن ما تم إعلانه وتسميته ب"الاتفاق" هو عبارة عن "رؤية" ولا يعتبر "اتفاقا صحيحا"، موضحا أن ما تم تقديمه هي رؤية عمدها وزير الدفاع حول انهاء الحرب"، مشيرا إلى أن اطراف الحرب "مسلحي الحوثي والجيش" لم يوقعا على الرؤية. تشكيك من جهتها، شككت قيادات قبلية، بالاتفاق بين الجيش ومسلحي الحوثي، مؤكدين بأن الاتفاق لا يزال هشا ولم تتوقف المعارك والحشد في مواقع المواجهات بمحافظة عمران شمال اليمن أمس. وقال الشيخ عنتر الذيفاني ل"عكاظ السعودية" في عددها الصادر اليوم، عقب الاتفاق تواصلت المعارك العنيفة حتى الفجر، فيما يواصل الحوثي حشده للمسلحين على كافة المحاور، والحوثي بطبيعته دائما ينكث الاتفاقيات بل يجعل من الهدنة خطوة للتزود بالسلاح، موضحا أن المواجهات في منطقة بيت بادي في ذات المنطقة مستمرة حيث قتل جندي ظهر أمس في تلك المعارك. بدوره، أوضح الشيخ حسين الغولي أحد المشايخ المناصرة للحوثي أن الهدنة أكذوبة فالوضع لا يزال متوترا والمواجهات مستمرة ولا وجود للجنة الوساطة على أرض الواقع. وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن أكثر من 20 ألف شخص نزحوا من محافظة عمران منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2013 وحتى مايو/ أيار 2014. ورجّح تضاعف هذا العدد بعد اندلاع المواجهات الأخيرة. وأشارت المفوضية إلى أن آلاف المدنيين في محافظة عمران يعيشون أوضاعاً صعبة جراء المواجهات الدائرة، داعيةً إلى حل سلمي.