أجمعت قيادات سياسية وبرلمانية يمنية ومشايخ في استطلاع ل«عكاظ»، أن المصالحة ضرورية ومهمة في المرحلة الراهنة وستهم بالدفع باليمن من النفق المظلم الذي تعيشه، معتبرة أن مباردة الرئيس وضعت الخطوط الرئيسية لتحقيق المصالحة الشاملة، وتنتظر موقف الأحزاب السياسية والقوى والمكونات السياسية. واعتبر الشيخ سلطان البركاني أمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام المساعد ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب، أن ما حدث في مسجد الصالح يعتبر مصالحة في إطار حزب المؤتمر الشعبي العام، تهدف إلى الخروج بالبلاد إلى بر الأمان وبناء الدولة القوية. وأوضح أن الرئيس وجه دعوة ووضع الخطوط الرئيسية وعلى كل القوى السياسية الأخرى أن تستجيب بسرعة وتتحمل مسؤولياتها، فالبلاد لم تعد تتحمل المزيد وهي على وشك الخراب، مبينا بأن الاصطفاف الوطني سيكون واسعا ولا يستثني أحدا. وأشار إلى أن دعوة الرئيس لا تزال في البداية وهي عبارة عن مشروع وطني وعندما تستكمل الردود سيتم عقد لقاءات لكل الأطراف. بدوره، قال عضو البرلمان الشيخ عوض العولقي، إن المصالحة ضرورة ومهمة وجاءت في توقيت مهم وتهدف لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني على أرض الواقع بعد أن ظهرت الصراعات، فدعوة الرئيس تشكل خطوة رئيسية ومهمة، وعلى كافة الأطراف أن تستجيب لهذه الدعوة لإخراج البلاد إلى بر الأمان لكي تنعم بالاستقرار وبناء أسس الدولة المتينة. وأبدى تفاؤله قائلا: «نحن متفائلون رغم أنه حتى الآن ما أطلقه الرئيس مجرد دعوة، والجو غير واضح ولا تزال هناك مشاكل واتجاهات عدة وأصبح الجانب الشخصي والحزبي هو الطاغي أكثر من الوطني وهذا يؤثر على البلاد، ولكنني أعتقد أن تلك الأحزاب والقوى الأخرى قد جربت وتنصلت عن مخرجات الحوار في وقت سابق، لذا أرى بأنها قد تستجيب للدعوة وستعمل على الخروج بالبلاد إلى واقع أفضل». من جهته، أوضح البرلماني وأحد مشايخ عمران صغير عزيز، أن دعوة الرئيس للمصالحة مهمة وفي توقيت حرج ومهم للخروج بالبلاد من النفق المظلم، وبالتأكيد سيكون لها انعكاسات طيبة على مستقبل اليمن إن لقيت الاستجابة المثلى من كافة القوى والمكونات السياسية والحزبية التي لا تزال تفكر بمصالحة شخصية وحزبية أكثر من مصالحة وطنية. وقال: «نأمل أن تستجيب هذه القوى والمكونات الحزبية للدعوة وأن تعمل من أجل مستقبل اليمن وأبنائهم، فلم يعد الوضع يحتمل المزيد من المكايدات وإنما بحاجة إلى أصطاف وطني يسهم في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ويعمل على انتزاع فتيل الفتن». مؤكدا بأن ما يعصف بالبلاد من صراعات وأزمات سببها الرئيسي الخلافات السياسية وتباعد كبار القيادات عن بعضهم البعض، ولذا فإن الاصطفاف سيعمل على توحيد الرؤى والمنطلقات والتوجه لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، ومن يخرج عنها سيواجه سخط الجميع حينه، لذا ينبغي على كافة القوى الاستجابة لدعوة الرئيس التي وضعت خطوطا رئيسية للمصالحة وبالتأكيد خطوة طيبة تكللت بجهد مثمر في مسجد الصالح.