لطالما تباهى الحوثيون وعلى لسن ناطق الجماعة في خطبهم الدعائية بإحكام سيطرتهم على صنعاء وجعلها عاصمة آمنة بعد اجتياحها على الطريقة البربرية في الحادي والعشرين من سبتمبر الماضي. لكن الواقع المعاش يقول غير ذلك فصنعاء اليوم أسوأ حالاً من أمسها ويكفي أن تسأل أحد المارة في شوارعها وستكشف لك اجابته مدى السخط الذي يكنه ساكنوها لتواجد عناصر الحوثي المسلحة تحت مسمى اللجان الأمنية بعد أن تحولت حياتهم إلى جحيم. قبل يومين فقط من اغتيال الشهيد الدكتور محمد عبدالملك المتوكل كان ناطق جماعة الحوثيين وكعادته يدعي زوراً أن اللجان الشعبية تتواجد في صنعاء , مستجدياً اشادات المواطنين الكارهون أصلاً لهذا التواجد, وفي الوقت الذي يواصل الحوثيون تدليسهم ويختلقون المبررات لبقاء ميليشياتهم في العاصمة وعدد من مناطق البلاد جاءت حادثة اغتيال المتوكل لتؤكد زيف ادعائهم وتكشف فشلهم الذريع في تأمينها وحمايتها , حيث اغتيل الدكتور المتوكل في وضح النار وعلى بعد أمتار من مليشياتهم المشنشغلة بحسابات وأجندة أخرى. وهنا يؤكد مراقبون أن خروج المليشيات المسلحة من العاصمة صنعاء وضواحيها صار مطلباً ضروريا وملحاً ليعود الأمن لصنعاء ولا أمان إلا برجال أمن مؤهلين وقادرين على التعامل مع الخروقات الأمنية التي تصاعدت في صنعاء بوتيرة عليه منذ اجتياح المليشيات الحوثية , علاوة على الانتهاكات التي ترتكبها تلك المليشيات بشكل يومي في حق المواطنين الأبرياء ولعل نظرة واحدة على التقارير الحقوقية الراصدة لتلك الإنتهاكات والاعتداءات تكفي لمعرفة حجم الكارثة التي عاشتها وتعيشها العاصمة صنعاء ومثلها بقية المدن جراء الاجتياح الحوثي لها, هذا الاجتياح الذي يهدد السلم الاجتماعي بعد أن تكشفت النوايا السيئة لزعامات الجماعة التي لم يعد خافيا على لبيب سعيها لتدمير وطن واستعباد شعب.