نفت كوريا الشمالية ضلوعها في الهجوم الإلكتروني الذي استهدف شبكة حواسيب شركة سوني بيكتشرز اليابانية للإنتاج السينمائي في الولاياتالمتحدة قبل أيام والذي أسفر عن اختراق واسع لتلك الشبكة وتسريب نسخ من أحدث أفلام سوني السينمائية والبيانات السرية لأكثر من 45 ألف شخص. وكانت عمليات التحقيق في هذا الاختراق -والتي شارك فيها مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي (إف بي آي)- ألقت بالشبهات في الهجوم الإلكتروني نحو قراصنة من كوريا الشمالية.
وأدانت لجنة الدفاع الوطني الكورية الشمالية ما وصفتها ب"الشائعات الكاذبة" التي تشير إلى تورط بيونغ يانغ في الهجوم على سوني الذي وصفته مع ذلك ب"العمل المشروع".
كما وصفت وسائل إعلام كورية شمالية تلك الاتهامات بأنها "شائعات جامحة" رغم أنها أقرت بأن الهجوم ربما يكون من صنع مؤيدين ومتعاطفين مع كوريا الشمالية ردا على إنتاج سوني بيكتشرز فيلما يسيء لرئيس الدولة.
وتمت قرصنة خمسة أفلام حديثة من إنتاج سوني بيكشترز في هذا الهجوم من بينها فيلم "المقابلة" (ذي إنترفيو) الكوميدي الذي يتناول قصة خيالية لصحفيين جندتهما وكالة المخابرات المركزية الأميركية لاغتيال زعيم كوريا الشمالية، وكانت كوريا احتجت على هذا الفيلم ووصفته بأنه "عمل عدائي" وهددت بالانتقام "بلا رحمة".
ورغم أن سوني اشتبهت بكوريا الشمالية في تنفيذ الهجوم على شبكتها للثأر من نشر هذا الفيلم فإن خبراء استبعدوا تورطها ورجحوا أن يكون الهجوم محاولة للابتزاز وإنذارا موجها إلى شركات أخرى. خاصة وأن موظفي الشركة تلقوا بعد هذا الهجوم تهديدات عبر البريد الإلكتروني من مجموعة قراصنة معلوماتية تطلق على نفسها اسم "حراس السلام".
وذكرت شركة "آيدنتيتي فايندر" المتخصصة بالأمن المعلوماتي أن القراصنة المسؤولين عن الهجوم كشفوا معلومات سرية عن 47 ألف شخص بينهم شخصيات مهمة، مضيفة أن عملية القرصنة شملت سرقة أسماء وعناوين وأرقام الضمان الاجتماعي وتواريخ الميلاد وهي تفاصيل تسمح باستغلال هوية أية شخص.
وقال خبراء شركة فاير آي للأمن الإلكتروني -الذين تعاقدت معهم سوني للتحقيق في هذا الهجوم- إنه اختراق "غير مسبوق في طبيعته"، ويختلف عن أي هجوم عرفته شركتهم في الماضي لأن "غرضه كان تدمير الممتلكات ونشر معلومات سرية".
وكان مكتب التحقيقات الفدرالي حذر كذلك في نشرة وجهها إلى الشركات مساء الاثنين الماضي بأن متسللين استخدموا برنامجا إلكترونيا خبيثا لشن هجمات "مدمرة" في الولاياتالمتحدة، منبها أن بإمكان البرنامج الخبيث حذف البيانات الموجودة على الأقراص الصلبة وإيقاف الحاسوب عن العمل وكذلك إغلاق الشبكة.