لا يزال التوتر يخيم على مديرية أرحب شمال العاصمة اليمنيةصنعاء بعد فشل جهود الوساطة بين قبائل المدينة وجماعة الحوثي في أعقاب القتال الذي اندلع بين الطرفين وبلغ ذروته صباح اليوم بين الطرفين في عدة نقاط بالمديرية. وأفاد سعيد ثابت بأن حدة القتال بين الطرفين تراجعت في أرحب -وهي جزء من محافظة صنعاء- بعد أن قرر عدد من مشايخ قبيلة أرحب وقف القتال، بينما لا يزال البعض الآخر يصر على مقاومة اقتحام الحوثيين للمنطقة.
وأوضح مراسل الجزيرة أنه قد يكون هناك عدم التزام صارم باتفاق جديد بين الطرفين يسمح للحوثيين بالمرور من الطريق العام بالمديرية شريطة عدم لجوئهم إلى أعمال ثأرية من قبيل تفجير منازل الناس وخاصة أعيان القبيلة.
وتتباين رواية طرفي القتال بشأن الأوضاع في أرحب حيث يقول الحوثيون إنه تم حسم الموقف عسكريا وتمكن مقاتلو الجماعة من بسط سيطرتهم على المديرية بعد أن اقتحموها من نحو عشرين نقطة، لكن شيخا قبليا يؤكد أن القبائل "ستواصل الدفاع عن شرفها ومنطقتها في وجه الحوثيين".
وقال عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثي (التي تسمى أيضا جماعة أنصار الله) محمد البخيتي، إن القتال في أرحب تجدد في الأيام القليلة الماضية بعد انهيار اتفاق أُبرم قبل أشهر بين قبائل أرحب والحوثيين إثر وساطة قامت بها لجنة رئاسية.
ووصف البخيتي -في حديث مع الجزيرة- القتال بأنه يجري بين الحوثيين ومن سماهم التكفيريين الذين حملهم مسؤولية تجدد القتال. وقال إنه تم حسم الموقف عسكريا في المنطقة التي أصبحت تحت سيطرة الحوثيين على غرار مناطق في وسط وغربي البلاد.
"محمد العرشاني:لا وجود للتكفيريين في أرحب ولكن قبيلة المنطقة تدفع ثمن وقوفها إلى جانب شباب الثورة في وجه نظام الرئيس المخلوع على عبد الله صالح" الرواية الأخرى
في مقابل تلك الرواية قال محمد العَرَشاني -وهو أحد وجهاء قبيلة أرحب- إن الحوثيين هم من تسببوا في تجدد القتال بعد أن خرقوا أحد بنود الاتفاق بين الطرفين حيث أقاموا نقطة تفتيش على مشارف المدينة واعتدوا على أحد وجهاء القبيلة عندما كان بصدد عبور تلك النقطة.
وفي تلك الحادثة التي وقعت الأربعاء الماضي أصيب الشيخ محمد مبخوت نوفل ونجله وثلاثة من مرافقيه إثر إطلاق نار من نقطة تفتيش استحدثها الحوثيون قرب معسكر جبل "الصمع" الذي كان تابعا لقوات الحرس الجمهوري سابقا.
وقال العرشاني -في حديث هاتفي مع الجزيرة- إنه لا وجود للتكفيريين في أرحب ولكن قبيلة المنطقة "تدفع ثمن وقوفها إلى جانب شباب الثورة في وجه نظام الرئيس المخلوع على عبد الله صالح"، وأشار إلى أن الحوثيين "يستعملون معزوفة التكفيريين لتبرير اقتحام بيوت الناس".
يشار إلى أن الحوثيين يسعون منذ دخولهم إلى العاصمة صنعاء إلى توسيع سيطرتهم على عدة مناطق في البلاد بعد أن سيطروا كليا أو جزئيا على محافظات غربي اليمن ووسطه، بينها الحديدة وإب والبيضاء, وباتوا على مشارف مدينة تعز.
ويواجه الحوثيون مقاومة مسلحة كما هو الحال في محافظة البيضاء، حيث تكبدوا خسائر كبيرة في معارك لا تزال تدور بينهم وبين مسلحين من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وعناصر