عقد بوزارة الدفاع، اليوم، اجتماعا "توفيقياً" لإعادة اللحمة بين "قيادتها" التي جرى تعيينها مؤخرا، وبعد ايام من "رفض" الحوثيين او من يسمون انفسهم "أنصار الله" دخول رئيس هيئة الاركان حسين ناجي خيران مزاولة مهامه في مقر وزارة الدفاع، وتراجعوا عن رفضهم بعد تعيين نائبا له. وناقش الاجتماع الذي حضره برئاسة رئيس هيئة الاركان العامة اللواء الركن حسين ناجي خيران، وضم المفتش العام للقوات المسلحة اللواء الركن عبدالباري الشميري ونائب رئيس هيئة الاركان العامة اللواء الركن زكريا يحيى الشامي ورؤساء الهيئات، القضايا والأولويات الملحة أمامها، وعلى رأسها إعادة لحمة القوات المسلحة ومعالجة التضخم الحاصل في القوة البشرية والاختلالات في صندوق التقاعد العسكري وتفعيل جوانب التدريب والتأهيل وتعزيز الجاهزية القتالية وتحسين مستوى الخدمات الطبية العسكرية. وقال رئيس هيئة الاركان العامة إن "المرحلة الماضية كانت شديدة الوطأة على القوات المسلحة وأثرت سلباً على انضباطها باعتباره عنوان الحياة العسكرية". وأكد على "ضرورة العمل على اعادة مراتب الاقدمية والتسلسل القيادي وتوحيد الاجراءات وان يتعاون الجميع من أجل تجاوز الحالة غير المقبولة في القوات المسلحة وتعزيز جاهزيتها ورفع كفاءة منتسبيها في كافة الجوانب العسكرية". وحث رئيس هيئة الاركان العامة رؤساء الهيئات والدوائر على اهمية وضع خطط وبرامج دقيقة في مختلف الجوانب التخصصية العسكرية خلال العام الجديد بحيث يتم العمل انطلاقاً من هذه الخطط والبرامج والتي على ضوءها سيتم تقييم النجاح والاخفاق منذ العام 2011م. من جانبه، حمّل المفتش العام للقوات المسلحة اللواء الركن عبدالباري الشميري "القادة والضباط" الاختلالات الحاصلة في القوات المسلحة، لافتا إلى أنها "ناتجة عن القصور في أدائهم"، وفق ما اورده موقع "26 سبتمبر نت" التابع لوزارة الدفاع. وشدد الشميري على "ضرورة تفعيل جوانب الهيكلة والجوانب المالية كون اغلب ميزانية وزارة الدفاع مخصصة للباب الاول مما ينعكس سلباً على الجوانب الاخرى". من جهته أوضح نائب رئيس هيئة الاركان العامة زكريا الشامي - الذي عين مؤخرا بضغط من الحوثيين وساد جدل كبير إزاء ذلك - أن القوات المسلحة ملك الجميع وانه ابن هذه المؤسسة الوطنية وجاء من داخلها منذ ان التحق بها في الكلية الحربية وان على الجميع ان يبذل جهده لما فيه مصلحة وبناء القوات المسلحة. وأشار نائب رئيس الاركان الى أن مخرجات فريق الجيش والامن في مؤتمر الحوار الوطني حرصت على ان تكون القوات المسلحة مؤسسة وطنية حيادية وان العقبات والصعوبات سيتم تخطيها وتجاوزها بتعاون الجميع. وقال الشامي إن "هناك أولويات عاماً لاحداث نقلة نوعية في القوات المسلحة خلال العام 2015م؛ أهمها محاربة الفساد ومكافحة الارهاب وتنفيذ اتفاق السلم والشراكة واعداد الخطط لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني فيما يخص القوات المسلحة". واستعرض رؤساء الهيئات خلال الاجتماع جملة من القضايا والصعوبات والاختلالات الحاصلة وما تتطلبه من ارادة وتكاتف ومصداقية من الجميع وفق فكرة ورؤية جديدة وموحدة لتصحيح الوضع في القوات المسلحة ومعالجة كافة الاختلالات والصعوبات التي تعترض سير تنفيذها لمهامها على الوجه المطلوب. وكان الرئيس اصدر، في 7 ديسمبر قرارا جمهوريا قضى، بتعيين العميد الركن حسين ناجي هادي خيران رئيسا لهيئة الاركان العامة، وأغلق المسلحون الحوثيون في التالي لصدور القرار وزارة وجه رئيس هيئة الاركان المعين. وأصدر الرئيس في 28 ديسمبر قراراً بتعيين زكريا يحيى الشامي، أحد ممثلي جماعة انصار الله "الحوثيين" في مؤتمر الحوار الوطني، نائباً لرئيس هيئة أركان القوات المسلحة.