ذكرت صحيفة "الوطن" السعودية، إن عودة المبعوث الأممي جمال بنعمر، إلى اليمن وتعبيره عن أسفه الشديد لإصدار الإعلان الدستوري، الذي أصدره الحوثيون او من يسمون انفسهم "أنصار الله" الجمعة، لن يفيدان، لافتة إلى أن الحوثيين "يريدون الفوضى لأنها طريقهم الوحيد لاستمرار السيطرة على الحكم، أما الشعب اليمني فلم يقل كلمته بعد، ولا مناص من الاستعداد لما هو أسوأ ما دام الحوثيون مصممين على متابعة طريق العنف". وأشارت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر اليوم بعنوان "اليمن.. مغالطات الحوثي والاستعداد للأسوأ" إلى أن زعيم الحوثيين أخطأ في تحديد طبيعة المؤامرة وفاعلها، عندما قال في خطابه الاخير إن "الفراغ في السلطة كان مؤامرة ضد اليمن وشعبه"، موضحة أن "الفراغ ما كان له أن يحدث لو لم يفعل الحوثي ما فعله، والعنف الذي مارسته ميليشياته وهو الذي قاد إلى رد الفعل باستقالة الرئيس ورئيس الحكومة، لأنها الخيار الوحيد لكبح جماح العنف الحوثي، وعلى الرغم من ذلك أكمل زعيم الحوثيين انقلابه وأصدر إعلانه الدستوري الذي لم يعترف به اليمنيون". وأضافت "وكي تكبر الأزمة أكثر وتبدأ ملامح الكارثة التي يسحب الحوثيون اليمن إليها، فقد جعلوا من التهور وغياب الوعي والعنف وسائل مواجهة، وعدّوا أنفسهم حكاما لليمن، فأطلقوا أمس مثل أي نظام دكتاتوري الرصاص الحي على متظاهرين رفضوا إعلانهم الدستوري في العاصمة صنعاء، واعتقلوا عددا من الشباب أمام جامعة صنعاء، والمظاهرات ضدهم امتدت لتصبح غضبا شعبيا انتشر في مختلف المدن اليمنية. تعز، إب، الحديدة، البيضاء.. وغيرها". وتابعت "كذلك ليس غريبا أن يعتقد زعيم الحوثيين بمشروعية أعماله، ويتناسى أنه من أحدث الفوضى في اليمن بنشر ميليشياته المسلحة بالتواطؤ مع أطراف داخلية، ويتناسى أنه ينفذ تفاصيل مؤامرة ضد اليمن نسجت خيوطها في طهران، وينكر أن أوامره باختطاف قيادي في مكتب الرئاسة واقتحام القصر الرئاسي من أسباب فراغ السلطة الذي أدى إلى تعطيل عمل مؤسسات الدولة". وقالت "ليس غريبا أن ينسى كل ذلك ليكيل في كلمته أول من أمس الاتهامات إلى الآخرين بأنهم سبب الفوضى، لأنه لو اعترف بالحقائق لأحرج نفسه أمام أتباعه وأسياده في إيران، وفقد كثيرا من مكاسبه". واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن "بيان دول مجلس التعاون الخليجي أول من أمس الذي دان استيلاء الحوثيين على السلطة في اليمن بصورة نهائية لم يكن إلا تعليقا منطقيا على انقلاب الحوثيين على الشرعية في اليمن، فالأمر كما صوره البيان "تصعيد خطير ومرفوض ويهدد أمن واستقرار اليمن والمنطقة بأسرها"، وعليه فإن لدول مجلس التعاون الحق في اتخاذ "الإجراءات الضرورية لحماية مصالحها"، ولديها الحق أيضا في دعوة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته لإدانة الانقلاب الحوثي. وأصدر الحوثيون او من يسمون انفسهم "أنصار الله" الجمعة، من القصر الجمهوري إعلانا دستوريا فوضوا بمقتضاه "اللجان الثورية" بإدارة شؤون البلاد لمدة عامين، وحل المؤسسات القائمة حاليا، في خطوة قال متابعون إنها قد تدفع باليمن إلى المزيد من المعارك بين مختلف الخصوم، فضلا عن أنها قد تقود إلى إعلان انفصال الجنوب من جانب واحد وأزمة مع المجتمع الدولي. وأعلن الحوثيون حل البرلمان وإقامة مجلس رئاسي من خمسة أعضاء، ما يعني أنها أغلقت أبواب الحوار مع الفرقاء السياسيين وتولت الالتفاف على العملية السياسية المستمدة من المبادرة الخليجية المدعومة إقليميا ودوليا.