أعربت سفارة روسيا الاتحادية بصنعاء عن استغرابها لما تناولته بعض وسائل الاعلام اليمنية من أنباء زعمت فيها وصول شحنة أسلحة روسية إلى ميناء الحديدة استحوذت عليها جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "انصار الله". وقالت السفارة في بلاغ صحفي أصدرته اليوم ونقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) إن "الجانب الروسي لا علاقة له بتوصيل مزعوم للأسلحة إلى ميناء الحديدة مخصصة لطرف سياسي بحسب ما تناقلته وسائل اعلام يمنية". وأكدت السفارة الروسية ان التعاون العسكري القائم بين روسياواليمن مرتكز بدقة على الاتفاقات الموقعة بين البلدين الصديقين وعبر القنوات الرسمية فقط. ودعت جميع وسائل الإعلام اليمنية إلى الحرص على انتهاج المهنية في تغطياتها الإخبارية والابتعاد عن التحيز والترويج للمزاعم المغرضة. وكشفت وسائل إعلامية عربية، أمس، عن وصول شحنة أسلحة نوعية روسية الصنع لجماعة أنصار الله المعروفة ب"الحوثي"، على متن سفينة أوكرانية لميناء الحديدة غربي اليمن. ونقل موقع "عربي 21" عن مصدر يمني اشترط عدم الإفصاح عن اسمه تفاصيل الشحنة التي وصلت اليمن يوم الخميس الماضي، وما تزال عملية إفراغ الشحنة مستمرة حتى الاثنين. وأوضح المصدر أن "شحنة الأسلحة الروسية نوعية متوسطة، وتنوعت بين قنابل يدوية وصواريخ كتف من نوع (لو) الروسية، وكذلك إلى صورايخ مضادة للطيران، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر"، على حد قوله. ولفت المصدر إلى أن "السفينة الأوكرانية، مازالت في ميناء الحديدة غربي البلاد، حتى اللحظة، ويجري تفريغها بشكل تدريجي من قبل مسلحي جماعة الحوثي، التي سيطرت على مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي". وذكر المصدر أن مسلحي الحوثي يقومون بتفريغ شحنة الأسلحة الروسية، وتوزيعها على مخازن تابعة لهم في مناطق مختلفة شديدة الولاء للجماعة، منها منطقة تابعة لمدينة حجة، ومنطقة حرف سفيان في محافظة صعدة (معقل الحوثيين) أقصى الشمال، ومحافظة عمران شمال العاصمة صنعاء، التي سقطت رسميا بأيديهم في تموز/ يوليو العام الماضي. ورجّح المصدر أن "يكون تاجر السلاح المقرّب من الحوثيين، فارس مناع (محافظ صعدة السابق)، هو المسؤول عن عقد هذه الصفقة من الأسلحة المتطورة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) مع الجانب الأوكراني، كونه كان يشغل سابقاً مسؤول مشتريات الأسلحة في وزارة الدفاع اليمنية في عهد الرئيس اليمني الأسبق علي صالح"، بحسب المصدر. وتعدّ هذه السفينة أول شحنة من نوعها للحوثيين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في 21 أيلول/ سبتمبر الماضي، الذين سبق أن استولوا على ميناء الحديدة غربي اليمن، وعزلوا المسؤول فيه القبطان محمد إسحاق، وعيّنوا مكانه شخصا مواليا لهم، يدعى جمال عايش. وأعلنت عدة سفارات عربية وأجنبية إغلاق أبوابها في العاصمة صنعاء بعد إصدار جماعة الحوثي "إعلانا دستوريا" في 6 فبراير الماضي، حلت بموجبه مجلس النواب (البرلمان) وشكلت مجلسا وطنيا بديلا عنه قوامه 551 عضوا ومجلس رئاسيا من 5 أعضاء. يشار إلى أن الحوثيون أسقطوا العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر الماضي واحتلوا جميع مؤسساتها دون أي مقاومة تذكر. جدير بالذكر ان جماعة الحوثي سيطرت في 20 يناير الماضي على مبنى دار الرئاسة والقصر الجمهورية وحاصرت منزل الرئيس عبدربه منصور هادي الذي قدم استقالته في 22 من الشهر نفسه بالتزامن مع استقالة رئيس حكومة "الكفاءات" رفضا لما أقدم عليه الحوثيون.