فشلت سلطنة عمان في إيجاد تقارب بين جماعة "أنصار الله" (الحوثي) او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، والساسة في المملكة العربية السعودية. وذكرت صحيفة عربي 21" الصادرة في لندن، نقلا عن مصادر وصفتها ب"الخاصة"، أن سلطنة عمان رعت مباحثات بين الجانبين مطلع الشهر الجاري، إلا أنها "فشلت". وتعتبر سفارة سلطنة عمان الوحيدة التي ماتزال تعمل من صنعاء، في حين أن دول مجلس التعاون الخليجي أعلنت نقل سفاراتها إلى مدينة عدن التي باتت بحكم الأمر الواقع العاصمة السياسية لليم، وذلك بعد تمكن الرئيس عبدربه منصور هادي من كسر الاقامة الجبرية التي فرضتها عليه جماعة الحوثي. ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي أن "بقاء السفارة العمانية مفتوحة، ربما يكون جزءا من الاستراتيجية الخليجية لإبقاء قناة اتصال مع الحوثيين وحليفتهم إيران، استكمالاً للدور الذي بدأته السلطنة في ما يخص ملف الأزمة في اليمن". وأوضح التميمي في حديث ل"عربي21" أن "هناك خشية من دور عمان، نظرا لأن مسقط عرف عنها انتهاج خط يبدو مستقلا في ما يتعلق بعلاقاتها الخارجية، ولا يتطابق بالكامل مع موقف شركائها الخمسة في مجلس التعاون الخليجي". وقال إنه "لا يمكن أن يقبل اليمنيون بأي مبرر من سلطات مسقط لإبقاء سفارتها مفتوحة في صنعاء، وهو ما قد يفهم أنه يشكل إسنادا سياسيا لمجموعة الحوثي الانقلابية المرفوضة على نطاق واسع". ولفت إلى أن "ذاكرة اليمنيين القريبة، لم تغفل الدور العماني السيئ الذي خدم مخطط التمكين للجماعة الحوثية المسلحة، وشكّل رافعة إقليمية لها"، محذرا من "استمرار هذا المسار، لتداعياته السلبية على جار اليمن الصغير سلطنة عمان". من جهته، قال الباحث في العلاقات الخليجية اليمنيةعدنان هاشم في حديث ل"عربي21" إن "موقف سلطنة عمان المغاير لمواقف دول الخليج، يتناغم من قريب مع التوجهات الإيرانية في الملف اليمني بشكل كبير"، على حد قوله. وبيّن هاشم أن "مسقط تبحث عن دور يماثل دور الرياض في الخليج العربي، وسبق أن وقفت حجر عثرة أمام الاتحاد الخليجي أكثر من مرة"، غير أنه لم يستبعد أن "تلعب السلطنة دورا آخر في حال فشلت الخطة الخليجية القائمة ضد الحوثيين"، وفق تعبيره. وكشفت يومية "اليمن اليوم" المملوكة للرئيس السابق ورئيس حزب المؤتمر الشعبي العام علي عبد الله صالح، في عددها الصادر امس، إن "سلطنة عمان، وهي الدول الخليجية الوحيدة التي لم تغلق سفارتها بصنعاء، تسعى إلى استضافة الحوار بين القوى السياسية اليمنية". وكانت عمان قامت بدور الوساطة بين صنعاء وطهران والحوثيين مؤخرا، في قضية الإفراج عن مسؤول كبير في المخابرات اليمنية اعتقله الحوثيون، وجرى نفيه إلى خارج اليمن بعد إطلاق سراحه بوساطة عمانية.