تدهورت الأوضاع الإنسانية في عدن إلى أدنى مستوياتها، حيث بات السكان في معظم الأحياء ولليوم الثامن على التوالي يعيشون تحت إقامة جبرية في منازلهم في ظل القتال الدائر بالمدينة بين اللجان الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي ومسلحي جماعة الحوثي. وقال سكان في أحياء خور مكسر والمنصورة ودار سعد، إن قتال الشوارع الجاري منذ أيام أجبرهم على الدخول في "كارثة إنسانية"، فإضافة إلى أجواء الرعب جراء دوي الانفجارات، نفدت المواد الغذائية في المنازل، وبات من المستحيل التفكير بالخروج لجلب مواد غذائية أو مياه شرب. وبدت الشوارع، شبه خالية في عدد من أحياء مدينة عدن، كما لو أن فيها حظر تجول، كما أن أغلب مستودعات بيع المواد الغذائية مغلقة أبوابها. وأدت الاشتباكات إلى انقطاع المياه بعد تعرض الأنابيب لأضرار بالغة، وهو ما جعل المديرية والأحياء المجاورة لها تعيش ثلاثة أيام متتالية من دون مياه، قبل أن تصلح مؤسسة المياه (حكومية) أنابيب الإمداد. وكانت عدن سابقا، تمتاز بكونها المحافظة اليمنية الوحيدة التي لا تشهد أزمات في المشتقات النفطية التي تعيشها محافظاتاليمن في الغالب، لكن خلال اليومين الماضيين شوهدت طوابير أمام محطات تعبئة الوقود، بينما أغلقت الكثير منها أبوابها أمام السيارات. وعلى الصعيد الصحي، تكتظ مشافي عدن بمئات الجرحى القادمين من مناطق القتال، بينما تعرضت مستشفيات خاصة في المناطق الملتهبة لقصف عشوائي من قبل القوات الموالية للحوثيين. وبدأ الكثير من سكان عدن، أول أمس الثلاثاء، عملية نزوح كبيرة صوب مدينة تعز (وسط) التي تشهد هدوءا نسبيا، مقارنة بالمحافظات الجنوبية التي باتت مسرحا لعمليات قتال شوارع بين موالين لهادي ومسلحي الحوثي. وقالت منظمات حقوقية يمنية: إن " الجوع والأمراض " تهدد سكان المحافظات الجنوبية، منها مدينة عدن العاصمة المؤقتة لليمن.مشيرةً إلى "مخاطر انتشار الأوبئة والأمراض نتيجة تناثر الجثث والأشلاء في الشوارع وعدد من المباني وتكدسها تحت أنقاض بعض المنشآت المدمرة ". وأكد المرصد اليمني لحقوق الإنسان ومقره مدينة صنعاء، في مناشدة وزعها على الصحفيين عبر الايميل "أن المستشفيات لم تعد قادرة على استيعاب أعداد الجرحى والمصابين ويترافق ذلك مع نفاد للأدوية وتلاشي المواد الأساسية المائية والغذائية". محذراً في ذات الوقت من انتشار " الجوع " الذي قال إنه يتهدد سكان عدنوالمحافظات المجاورة لها "، حد تعبيره. منوهاً إلى أن "عدد من المحافظات تواجه كارثة إنسانية جراء القصف والحروب التي تعيشها البلاد". وناشد المرصد، كافة المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية والوطنية وعلى وجه الخصوص " المنظمة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الإغاثة الدولية ومنظمة أطباء بلا حدود " بسرعة التحرك لإغاثة سكان العاصمة عدن وما جاورها من المحافظات وإمدادها بالماء والغذاء والدواء ووسائل الإسعافات الأولية والإنقاذ.