بدأت وكالات الاغاثة الجمعة بالاستعداد للاسراع في ايصال المساعدات التي يحتاج اليها ملايين اليمنيين المهددين بالمجاعة، مع امل بهدنة انسانية تستمر ستة ايام وتدخل حيز التنفيذ منتصف الليل. واعلنت الاممالمتحدة الخميس "هدنة انسانية غير مشروطة" في اليمن بدءا من منتصف ليل الجمعة السبت حتى نهاية شهر رمضان المرجحة في 17 تموز/يوليو. ولكن قبل ساعات من هذا الموعد، قصفت طائرات حربية تابعة لقوات التحالف الذي تقوده السعودية مواقع للمتمردين الحوثيين المدعومين من ايران، بعد مرور اكثر من ثلاثة اشهر على الحملة العسكرية التي انطلقت لدعم الرئيس المنفي عبد ربه منصور هادي. وقالت المتحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي عبير عطيفة لوكالة فرانس برس ان الهدنة هي "املنا الاخير" للوصول الى المناطق التي تحتاج الى مساعدة. واضافت ان سفينتين تحملان المواد الغذائية والوقود تنتظران الرسو قبالة سواحل مدينة عدن الجنوبية. واعلنت الهدنة بعد تلقي الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ضمانات من هادي والحوثيين بأنها ستحترم بالكامل. وتأتي هذه الهدنة بعد اكثر من اسبوع على اعلان الاممالمتحدة ان اليمن في الدرجة الثالثة من حالة الطوارئ الانسانية، وهي الاعلى، حيث يواجه نحو نصف البلاد ازمة غذائية. وقال المتحدث باسم الاممالمتحدة ستيفان دوجاريك "من الضروري والملح ان تصل المساعدة الانسانية الى جميع الاشخاص المستضعفين في اليمن من دون عوائق ومن طريق هدنة انسانية". ووكالات الاغاثة التابعة للامم المتحدة مستعدة لتوسيع نطاق عملياتها خلال الهدنة، رغم ان الاستجابة الى الاحتياجات التي تبلغ 1,6 مليار دولار كانت بطئية وضئيلة، اذ وصل 13 في المئة فقط من المبلغ حتى الآن. وبحسب الاممالمتحدة بات اكثر من 21,1 مليون يمني بحاجة الى مساعدة انسانية اي 80% من السكان، فيما يعاني 13 مليونا من نقص غذائي و9,4 ملايين من شح المياه. وبحسب الاممالمتحدة، فان النزاع في اليمن ادى الى مقتل اكثر من 3200 شخص، نحو نصفهم من المدنيين، منذ اواخر اذار/مارس. وستكون هذه الهدنة الثانية، منذ بدأ التحالف العسكري في 26 اذار/مارس غارات جوية ضد مواقع للحوثيين وحلفائهم الذين سيطروا على مناطق واسعة من اليمن، من بينها العاصمة صنعاء. وكانت هدنة سابقة في منتصف ايار/مايو استمرت خمسة ايام سمحت بوصول المساعدات الى المدنيين المحاصرين جراء المعارك، لكن جهود الاممالمتحدة لاطالة امدها فشلت. وقال رئيس اللجنة الثورية العليا للمتمردين محمد علي الحوثي "نأمل ان تمهد هذه الهدنة الطريق امام انهاء العدوان السعودي". وسيطر الحوثيون على صنعاء في ايلول/سبتمبر الماضي، ومنذ ذلك الحين وسعوا سيطرتهم على مناطق عدة بمساندة القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عيد الله صالح. وبعدها تقدموا الى محافظة عدن في اذار/مارس، حيث كان يلجأ هادي بعد فراره من الاقامة الجبرية في صنعاء، ودفعوه الى المنفى. ولم يصدر اي تعليق رسمي من الرئاسة اليمنية في اعقاب اعلان الهدنة، غير ان وزير حقوق الانسان عز الدين الاصبحي شكك في امكان التزام الحوثيين وحلفائهم بالهدنة. وقال لوكالة فرانس برس ان "هؤلاء يمارسون اعلى درجات المراوغة حتى مع المجتمع الدولي، وتحركاتهم العسكرية المتواصلة على الارض لا تنم عن نيات حسنة، او توجهات حقيقية وصادقة لتثبيت هدنة انسانية كما يسعى المجتمع الدولي من اجل مساعدة المحتاجين والمتضررين من ابناء الشعب اليمني". وعبر محمد الجحيفي، احد سكان صنعاء، عن خوفه من نهاية الهدنة المقبلة. وقال الجحيفي لفرانس برس "لا نريد هدنة من خمسة ايام او عشرة ايام نظل نحتسب ساعاتها ودقائقها. نريد حلا جذريا للازمة اليمنية". والجمعة، اكد مسؤول سعودي لوكالة فرانس برس اعلان الهدنة الانسانية في اليمن، لكنه اعتبر انها "بلا فائدة" لان المتمردين لم يظهروا استعدادهم لاحترامها. وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه "اعتقد ان التحالف لم يتلق (…) اي تأكيد بالتزام الطرف الآخر"، مضيفا "نعتقد ان هذه الهدنة ستكون بلا فائدة". من جهة ثانية، قال شهود عيان الجمعة ان طائرات حربية قصفت مواقع المتمردين في شمال صنعاء، وكذلك شمال معقلهم صعدة. واستهدفت الغارات الجوية ايضا الحوثيين في محافظاتمأرب وذمار والبيضاء. وقالت مصادر عسكرية في عدن، حيث تتواصل الاشتباكات العنيفة بين المتمردين والمقاتلين الجنوبيين المتحالفين مع هادي، ان الطائرات قصفت مواقع للمتمردين في حي المعلا والضواحي الشمالية والغربية للمدينة الساحلية. وقال مسؤول محلي لوكالة فرانس برس ان تسعة مدنيين قتلوا الجمعة عندما اصابت غارة جوية من طريق الخطأ مدرسة تأوي عائلات نازحة في قرية تبن في محافظة لحج الجنوبية.