أعلنت قيادة قوات التحالف أنها غير معنية بالهدنة التي أعلنتها الأممالمتحدة في اليمن، طالما أنها تفتقر للحد الأدنى من الشروط الواجب توافرها، وطالما أن الطرف المضر بالشعب اليمني "الحوثيين وقوات صالح" لم يعلن الالتزام بها. وطبقا للمتحدث باسم التحالف المستشار بمكتب وزير الدفاع العميد ركن أحمد عسيري، فإن الأممالمتحدة لم تقدم آلية واضحة لتنفيذ الهدنة. وقال عسيري في تصريحات صحفية، اليوم، "نحن غير معنيين بهدنة ليس بها الحد الأدنى من الشروط ولا التزام من ميليشيا الحوثيين". ورد عسيري على سؤال حول ما إذا كانت الأممالمتحدة تقدمت بضمانات ما لإنجاح الهدنة، بالقول "الأممالمتحدة تتحدث عن تطمينات لكن نحن نتحدث عن أفعال.. لا يمكن المضي بهدنة يكون فيها الالتزام من طرف واحد فقط". وفيما استبق الحوثيون الهدنة بتكثيف هجماتهم ضد المدنيين، عدّ المتحدث باسم قوات التحالف ذلك ردا عمليا على الأممالمتحدة بعدم رغبة تلك الميليشيا في الالتزام بالهدنة. وأضاف: "هذا عمل عبثي يجب ألا تلتزم به قيادة قوات التحالف. نحن في (إعادة) الأمل، غير معنيين بهذه الهدنة، لأنه ليس فيها التزام من قبل الميليشيات الحوثية ولا من قبل القائمين عليها، وفي نفس الوقت عدم وجود آلية للتطبيق، إضافة إلى رصد الكثير من المخالفات على الأراضي اليمنية". وتابع العميد عسيري، أن أي هدنة يجب أن تكون مرفوقة بوجود مراقبين من الأممالمتحدة، في داخل المدن لرصد المخالفات المحتملة. وأوضح أنه عندما يكون هناك جهد من الأممالمتحدة في هذا الاتجاه، فإن قوات التحالف ستكون أول من يرحب به، شرط أن يكون العمل حقيقيا ومنظما. وأكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن قيادة قوات التحالف، لم تلتق بأحد من الأممالمتحدة، للتنسيق حول الهدنة الإنسانية التي أعلنت عنها الأممالمتحدة، خصوصا على المستوى السياسي. وأشار أيضا إلى عدم وجود أي ضمانات أممية، ولا آلية تطبيق فعلية.. و"بالتالي فلا أعتقد أن هدنة من طرف واحد، ستكون في صالح المواطن اليمني". وأوضح العميد عسيري أن تحالف إعادة الأمل رصد صباح أمس عدة تحركات للميليشيات الحوثية وأتباع صالح، نحو المناطق التي طلب الرئيس عبد ربه منصور هادي، في خطابه الذي أرسله إلى الأممالمتحدة من أجل البدء بوقف إطلاق النار، بالانسحاب منها، وبالتالي فإن "هذا رد عملي على مبادرة الأممالمتحدة، ويجب أن نعي جميعا أن التحالف لديه التزام مع القيادة الشرعية اليمنية بحماية المدن، ومنع دخول الميليشيات الحوثية داخل المدن، وإلا سترتكب فظائع مثل ما حدث في محافظتي المنصورة والتواهي في مدينة عدن". وشدد المتحدث باسم قوات التحالف على وجود "بعد عسكري" للموضوع، مضيفا أن "توقف العمليات العسكرية للتحالف، معناه زيادة تحركات وإعادة تكوين الميليشيات الحوثية ودخولهم إلى المدن واستهداف المواطنين". وأوضح المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن خطابات المتمردين بخصوص نجاح الهدنة يوم أمس، عارية عن الصحة، و"قيادة قوات التحالف اعتادت على هذه الأكاذيب، والهدف منه رسالة إلى الشعب اليمني بأن من يعيق الهدنة هي قوات التحالف، وهذا غير صحيح". وأكد أن "المتمردين يقولون ما لا يفعلون، والعكس صحيح، وهدفهم الرئيسي هو إحكام (قبضتهم) على الأراضي اليمنية، وإرغام المواطن اليمني بالقوة، وهذا غير مقبول". وقال عسيري من ناحية أخرى، إن النتائج العسكرية لتحالف "إعادة الأمل"، خلال الأسابيع الماضية، كانت إيجابية. وأضاف أنه "لو لا الله سبحانه وتعالى ثم دعم التحالف الجوي، لأصبح الوضع في اليمن كارثيًا". وبحسب مصادر في مدنية ذمار، فإن ميليشيا الحوثي زرعت كثيرا من الجواسيس في شوارع المدينة على هيئة مشردين لأغراض استخباراتية.