تعتبر قاعدة العند من أهم القواعد العسكرية، ليس في اليمن وحسب، ولكن في المنطقة، وذلك بسبب تجهيزاتها العسكرية ومساحتها الواسعة التي تبلغ أكثر من 15 كيلومتراً، اضافة إلى موقعها الاستراتيجي القريب من باب المندب. أُسست قاعدة العند في فترة الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن، وبعد خروج بريطانيا من الجنوب عام 1967 استكملت روسيا بناء القاعدة وتجهيزها بأحدث الأجهزة والآليات العسكرية إبان الحرب الباردة. وبعد أن وقعت الولاياتالمتحدة اتفاقية التعاون مع الحكومة اليمنية في مجال مكافحة الإرهاب أسست وحدة عسكرية خاصة بالجيش الأميركي في قاعدة العند تكون نقطة انطلاق في الحرب على الإرهاب في اليمن، وذلك باستخدام طائرات بدون طيار وجمع المعلومات الاستخباراتية، واستمرت حتى سيطرت مليشيات الحوثي على صنعاء. وتشكل قاعدة العند حماية لمحافظتي عدنولحج من الجهة الشمالية، إذ لا تفصل بينها وبين محافظات الشمال سوى كيلومترات قليلة، وبرزت أهمية قاعدة العند أخيراً في حرب صيف 1994، التي تمكنت القوات الشمالية بعد سيطرتها على العند من إحكام السيطرة على لحج ثم عدن. مليشيات الحوثي بعد حرب صيف 1994 التي اجتاحت فيها القوات الشمالية الجنوب، أصبحت القاعدة تخضع لسيطرة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وكان يُعين قادة لها من المقربين منه، حتى بعد ثورة التغيير في اليمن ظلت قاعدة العند خاضعة له، وبعد اجتياح الحوثي للجنوب سلم ضباط موالون للرئيس المخلوع قاعدة العند لعناصر مليشيات الحوثي. وأصبحت القاعدة بمطارها الجوي ومحورها العسكري تخضع لعناصر مليشيات الحوثي، حيث استخدموها نقطة انطلاق لشن عملياتهم العسكرية على محافظتي عدنولحج، ومركز تدريب لاستقطاب عناصرهم وإعادة تأهيلهم، ولا سيما المقاتلين الجدد الذين يتم استقطابهم من المحافظات الشمالية. كما حولت المليشيات القاعدة الجوية إلى معتقل كبير تحتجز فيه أسرى المقاومة الجنوبية وبعض المدنيين من أبناء عدنولحج كدروع بشرية، حيث أفادت مصادر مطلعة أن عدد الأسرى في القاعدة بلغ أكثر من ألف أسير لم يتم الإفراج إلا عن عدد صغير عبر مبادلة أسرى مع المقاومة في محافظة لحج. معركة المقاومة بدأت المقاومة في منطقة بلة شرق قاعدة العند ترتيب صفوفها منذ الأيام الأولى للحرب، وتشكلت من مقاتلين من أبناء يافع وردفان في المراحل الأولى، وهدفت إلى تأمين جبهة الضالع من الجهة الجنوبية ومنع توسع المليشيات صوب مناطق جديدة في ردفان ويافع ونجحت في ذلك. وبعد أن بدأ التنسيق مع قوات التحالف تحولت المقاومة من الدفاع الى الهجوم، حيث بدأت معركة السيطرة على القمم المطلة على معسكر العند، حيث يحاط معسكر العند من الجهة الشرقية بسلسلة جبلية وعرة وصعبة، سيطرت عليها مليشيات الحوثي بهدف منع تقدم المقاومة صوب العند. تمكنت المقاومة وبدعم من التحالف العربي السيطرة على معظم المرتفعات المطلة على قاعدة العند بنسبة 90 في المئة تقريباً، وهو ما يعني تأمين أي هجوم تنفذه المقاومة صوب قاعدة العند خلال الأيام المقبلة. تسعى المقاومة لاستكمال السيطرة على كافة المرتفعات الجبلية الشمالية والشرقية خلال الأيام المقبلة ومن ثم الدفع بالمئات من المقاتلين صوب القاعدة لتطهيرها. معوقات وصعوبات تعاني جبهة بلة – العند من الكثير من الصعوبات خصوصاً مع تدفق الآلاف من المتطوعين للانضمام الى جبهات القتال، حيث يعتمد عدد من المتطوعين على أسلحتهم الشخصية، ولكن الكثير لا يوجد لديه سلاح وبالتالي عدم الاستفادة منهم في جبهات القتال. كما ينقص الجبهة أجهزة اتصالات حديثة، حيث يعتمد المقاتلون على الاتصالات الخلوية وعند حدوث الاشتباكات تعمد مليشيات الحوثي إلى قطعها، مما يصعب مهمة المقاتلين في المواقع المتقدمة في التواصل مع قيادات الجبهة. المرتفعات الجبلية التي يسيطر عليها المقاومون تبعد عن موقع الجبهة ما يعادل ثلاث ساعات مشياً على الأقدام ولا توجد إليها طريق سيارة، وهذا الأمر يُصعب عملية نقل الإمداد والتواصل مع المقاتلين على سفوح هذه الجبال. التكاليف المادية للتغذية والتنقل للجبهة التي يبلغ عدد أفرادها أربعة آلاف مقاتل شكل ضغطاً على القيادة، ولكن تبرعات المغتربين في الخارج والمدنيين كان لها دور بارز في الحفاظ على تماسك الجبهة ودعمها مادياً معنوياً.