كشفت لجنة الإغاثة والمتابعة، في تقرير أطلقته امس الخميس من مكتبها في الأردن أن الألغام والذخائر تم زرعها من قبل ميليشيا الحوثي وصالح في الطرق العامة وبعض الشوارع بداخل المدن، ونتيجة لذلك كان تضرر المدنيين يفوق بشكل كبير تضرر أفراد الجيش ورجال المقاومة. واوضحت اللجنة، في تقريرها، أن مليشيات الحوثي زرع الألغام في بعض المناطق السكنية والقرى الريفية على امتداد الأربع المحافظات الجنوبية، وفي مديرية لودر بمحافظة أبين حيث نزح السكان خوفاً من الاشتباكات الكثيفة التي شهدتها المديرية. وأشارت اللجنة إلى أن بعض التقارير الأولية أكدت أن عدد ضحايا الألغام الأرضية لا يقل عن 100 قتيل و225 جريحا في محافظاتعدنوأبين والضالع ولحج خلال الشهر المنصرم فقط. وتشير بعض التقارير إلى أن الشوارع الفرعية والأزقة الصغيرة مليئة بالألغام الأرضية التي تم زراعتها خلال الأسابيع الماضية، لافته أن هذه الألغام أصبحت عائقا أمام العديد من النازحين الذي يرغبون بالعودة إلى مناطقهم. وذكرت اللجنة أن مشكلة الألغام لم تقتصر على هذه المحافظات فقط، بل طالت بعض المحافظات الأخرى أيضاً، حيث ظهرت حوادث الألغام الأرضية في كل من تعز والبيضاء ومأرب وشبوة. عبر مصدر مسؤول في وزارة حقوق الإنسان عن قلقه من مشكلة الألغام الأرضية والذخائر غير المتفجرة التي برزت خلال الأسابيع الماضية في اليمن، لا سيما في المحافظات التي استعاد الجيش الموالي للشرعية والمقاومة السيطرة عليها بعد تراجع مليشيات الحوثي منها، مثل عدن ولحج وأبين والضالع. وتشكل هذه الظاهرة تهديداً مباشر لحياة المواطن ولم يتم حتى الآن بذل أي جهود جادة لإزالة هذه المتفجرات باستثناء ما قامت به الإمارات والتي نشرت عدة فرق للتعامل مع المشكلة في عدنوالمحافظات المجاورة. كما نشر الجيش الوطني الموالي للشرعية والمقاومة الشعبية، بعض الخبراء المحليين لتفكيك الألغام، ولكن هذه الجهود اقتصرت على تطهير الطرق التي توصل بين المدن والطرق الرئيسية داخل المدن. وما زال هناك حاجة واضحة وملحة لمعالجة هذه المشكلة في المناطق السكنية والقرى لحماية المدنيين وتمكين النازحين من العودة بأمان إلى منازلهم بحسب ما ذكرت اللجنة في تقريرها. كما يبذل المركز التنفيذي للبرنامج الوطني للتعامل مع الالغام فرع عدن جهودا حثيثة لنزع الألغام وجمع الذخائر التي لم تتفجر في كل من محافظاتعدن ولحج وأبين والضالع، وقد استطاع المركز جمع حوالي 1173 لغما وقطعة ذخيرة غير متفجرة، تم تأمينها وتخزينها او التخلص منها خلال الأسابيع القليلة الماضية. وقال وزير حقوق الإنسان عزالدين الاصبحي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن ما تقوم به الميليشيات المتمردة من زرع حقول الألغام لاستهداف المدنيين في المدن والقرى اليمنية تضاف إلى سلسة جرائم الحرب التي تقترفها هذه الميليشيات وسجل الانتهاكات الجسيمة التي تقوم بها.