أعرب زعماء العام عن ادانتهم للهجمات الدموية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية "باريس"، مؤكدين وقوفهم إلى جانبها وتأييدهم لجهود الحكومة الفرنسية لضمان امن واستقرار البلاد. وأصدر مجلس الأمن الدولي بيانا أدان فيه "الهجمات الإرهابية الهمجية والجبانة" التي تضمنت استخدام مهاجمين بنادق وقنابل في عدة أماكن من بينها الاستاد الرياضي الوطني وقاعدة رئيسية للموسيقي. وأبدت الولاياتالمتحدةوروسيا تأييدهما في رسائل إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند على الرغم من اختلافهما بشأن قضايا كثيرة من بينها الحرب في سوريا والتي أججت عنف الإسلاميين. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما للصحفيين في البيت الأبيض "مرة أخرى نشهد محاولة شائنة لإرهاب المدنيين الأبرياء. "نقف مستعدين وجاهزين لتقديم أي مساعدة تحتاجها الحكومة والشعب في فرنسا." وأضاف "هؤلاء الذين يعتقدون إن بإمكانهم إرهاب الشعب الفرنسي أو القيم التي يدافع عنها مخطئون." وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعث بخالص تعازيه لأولوند ولكل الشعب الفرنسي في أعقاب "الهجمات الإرهابية المروعة في باريس." وقال إن "روسيا تدين بقوة هذا القتل غير الانساني وهي مستعدة لتقديم أي مساعدة وكل المساعدة للتحقيق في هذه الجرائم الإرهابية." وقال حلف شمال الأطلسي إنه يقف مع فرنسا وهي عضو مؤسس للحلف . وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج "أنا مصدوم بعمق من الهجمات الإرهابية المرعبة في باريس الليلة. مشاعري مع أسر الضحايا ومع جميع من تأثروا ومع شعب فرنسا." وأضاف "نقف أقوياء ومتحدين في الحرب على الإرهاب. الإرهاب لن يهزم الديمقراطية." وفي أوروبا قالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في بيان "شعرت بهزة عميقة بسبب الأنباء والصور التي تصل إلينا من باريس. مشاعري في هذا الوقت مع ضحايا ما يبدو أنه هجوم إرهابي بالإضافة إلى عائلاتهم وكل الشعب في باريس. وأضافت "الحكومة الألمانية على اتصال بالحكومة الفرنسية ونقلت رسالة تعاطف وتضامن من الشعب الألماني." وأكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان بلاده ستقدم كل ما في وسعها لمساعدة الحكومة الفرنسية عقب الهجمات التي شهدتها "باريس" مساء أمس الجمعة. وأعرب كاميرون عن صدمته للهجمات التي شهدتها باريس، قائلا "اننا نفكر ونصلي من اجل الشعب الفرنسي". إلى ذلك، أعلنت المملكة العربية السعودية ، اليوم، إدانتها واستنكارها الشديدين للأعمال والتفجيرات الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، وأسفرت عن سقوط العديد من الضحايا والمصابين. وأكد مصدر مسؤول في الخارجية السعودية أن المملكة تؤكد على ماسبق وأن أعربت عنه من ضرورة تكاتف المجتمع الدولي ومضاعفته لجهوده لاجتثاث هذه الآفة الخطيرة والهدامة التي تستهدف الأمن والاستقرار في أرجاء المعمورة كافة ، والتي لاتقرها جميع الأديان السماوية ولا الأعراف والمواثيق الدولية، وبما يكفل تطوير آليات فعالة للعمل المشترك على المستوى الدولي لمحاربة كل من يسعى إلى الهدم والتخريب والإفساد في الأرض تحت أي ذريعة كانت. ودان مصدر مسؤول في الخارجية الكويتية، هجمات "باريس"، مؤكدا وقوف بلاده إلى جانب جمهورية فرنسا وتأييدها في كافة الجهود التي تتخذها لضمان امنها واستقرارها، مشيرا إلى موقف الكويت الثابت والمبدأي المناهض للارهاب بكافة اشكاله وصوره وأيا كانت الجهة التي تقف وراءه. من جانبه قال وزير الشؤون الخارجية الاماراتي الدكتور انور قرقاش، إن "الإرهاب الذي إستهدف باريس بكل دمويته و بشاعته يستهدفنا جميعا، وتظافر الجهود ضد التطرّف و الإرهاب أولوية، الخطر مشترك و جميعنا معرضون". وأضاف قرقاش في تغريدات على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "نحن من هذا العالم،ديننا وإنسانيتنا يرفضان إستهداف المدنيين الأبرياء،والتطرّف والإرهاب ورم خبيث يحاول أن يتمكن،علينا أن نتصدى لهما بحزم وقوة". يشار إلى أن 120 شخصا على الاقل قتلوا في "اعتداءات ارهابية غير مسبوقة" استهدفت باريس، مساء الجمعة، وتخللتها تفجيرات وعملية احتجاز رهائن واطلاق رصاص، ما دفع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لاعلان حال الطوارئ في البلاد واغلاق الحدود، بينما اعرب العالم عن ادانته وغضبه. ووقعت الاعتداءات في اوقات شبه متزامنة في سبعة مواقع مختلفة من العاصمة الفرنسية، بحسب مصادر امنية، واسفرت عن مقتل 120 شخصا، بحسب حصيلة مؤقتة. وعلقت الصحف الفرنسية، اليوم السبت، بانها "حرب" في باريس داعية الى "الوقوف جبهة واحدة" بعد الاعتداءات المتزامنة التي ضربت العاصمة مساء الجمعة. وعنونت صحيفة لو فيغارو المحافظة "الحرب في وسط باريس" فيما عنونت لو باريزيان اوجوردوي آن فرانس "هذه المرة انها الحرب". وكتب مدير صحيفة ليبيراسيون اليسارية لوران جوفران ان "الوحشية الارهابية تخطت مرحلة تاريخية". وتابع "من المستحيل عدم ربط هذه الاحداث الدامية بالمعارك الجارية في الشرق الاوسط. فرنسا تلعب دورها هناك. ويجب ان تواصل عملها بدون ان تتاثر". ورات صحيفة لا شارانت ليبر المحلية ان ضحايا اعتداءات الجمعة "هم الشاهد الفظيع الذي لا يحتمل على حرب عالمية تتحول فرنسا رغم ارادتها الى احدى ساحات معاركها الرئيسية". واوردت صحيفة ليست ريبوبليكان ان "الخطر الارهابي بات متجذرا على الارض الفرنسية. وبالتالي فهو يضعنا في حالة حرب دائمة". وعنونت صحيفة ليكيب الرياضية "الفظاعة" على خلفية سوداء وقد استهدفت احدى الهجمات الجمعة ملعب استاد دو فرانس حيث كانت تجري مباراة كرة قدم ودية بين منتخبي المانياوفرنسا. وكتبت سود-اويست "علينا في الوقت الحاضر الوقوف صفا واحدا" وهو ما اجمعت عليه الصحافة برمتها. وكتبت لو باريزيان "باسم شهداء امس الحقيقيين، الضحايا الابرياء، وباسم الجمهورية، فرنسا ستبقى موحدة وستعرف كيف تواجه". واعلنت صحيفة لا ريبوبليك دي بيرينيه "كنا شارلي، ونحن الان باريس" في اشارة الى شعار موجة التضامن مع صحيفة شارلي ايبدو الهزلية بعدما استهدفها جهاديان هاجما مقرها الباريسي في 7 كانون الثاني/يناير 2015 وقتلا خمسة من رساميها.