تُعد "تهامة" أكثر المناطق وبائية في اليمن، حيث يرزح نحو (60%) من السكان تحت خطر الملاريا، ولا يعني هذا أنهم سيصابون بالمرض، إذ تتفاوت المناطق في البلاد من حيث وبائية وانتشار المرض وفقاً لاعتبارات المناخ والمياة. يوجد في تهامة مابين (50 إلى 60) وادي رئيسي وفرعي وهذا ما يجعلها مرتعاً خصباً لإنتشار الملاريا وهي بالأساس ذات طبيعية جغرافية ومناخية متجانسة وأكثر وبائية من بقية مناطق اليمن على الإطلاق. وتساهم سلوكيات الناس في تهامة في تكاثر البعوض الناقل للملاريا وانتشاره بسبب انتشار المستنقعات والبرك وذللم بؤرة أو مصدراً للأمراض والأوبئة. في كثيرٍ من المناطق التهامية بمحافظتي حجة والحديدة يشكل الماء المرتع الخصب لتكاثر وانتشار البعوض الناقل للملاريا في ظل أساليب ووسائل خاطئة بغية حفظه والانتفاع به ما فتئت تسهم في انتشار نواقل الملاريا وزيادة حدة المشكلة واتساع الإصابة وما تسفر عنه من معاناة كبيرة. في فصل الشتاء تنتشر الملاريا في المناطق التهامية بشكل كبير ويعاني الناس من انتشار البعوض، بعد هطول الأمطار في نهاية الخريف والتي تعد رافداً لبرك ومستنقعات تعتبر أرضاً خصبة لتوالد البعوض الذي يتخذها موطنا ينطلق من خلالها، ناشرا للعديد من الأمراض أبرزها الملاريا. عانى الكثير من نازحي المناطق الحدودية في مخيمات النازحين في مديريتي عبسبحجة والزهرة بالحديدة من إنتشار الملاريا هذا العام رغم جهود وزارة الصحة التي قامت بتوزيع كمية كبيرة من الناموسيات إلا أن فرق الرش لم تقم بعملها هذا العام بسبب الحرب وأزمة المشتقات النفطية. المضحك المبكي أن أصحاب المستشفيات والعيادات الخاصة والصيدليات يعتبرن هذه الأيام موسماً لجني الأرباح، حيث أصبح الطب تجارة رابحة نظراً لغياب دور الجهات الرقابية بسبب الأوضاع التي تعيشها البلاد.