كشف عبد ربه منصور هادي، اليوم الأربعاء، عن خطته المتبعة في معركة استعادة العاصمة صنعاء من سيطرة مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، مؤكدا في الوقت ذاته أن "الحوثيين ليسوا على المذهب الزيدي". وقال هادي في مقابلة مع صحيفة "عكاظ" السعودية إن "الشرفاء من العسكريين لم يتربوا على النهب والسرقة، ونعوِّل عليهم كثيرا، وهم يدركون أهمية نظرية نابليون في الحصار والتطويق، ولهذا فنحن نسير على النظرية نفسها. وتمت السيطرة على ميدي التي كانت بيد الحوثيين وحينما نستعيد تعز والحديدة فستسقط صنعاء". ونظرية التطويق والحصار التي ذكرها الرئيس هادي في حوار له مع صحيفة "عكاظ" السعودية، التي قال إنها المتبعة في معركة صنعاء ونسبها لنابليون استخدمها رمسيس الثاني والاسكندر ومن قبلهم الصحابي الجليل خالد بن الوليد. وبحسب موسوعة "ويكيبيديا" فإن التطويق يرمز كمصطلح عسكري إلى فصل هدف أو وحدة عسكرية عن باقي القوات الصديقة وحصارها من كافة الجهات من قِبل القوات المعادية، وهو وضع بالغ الخطورة بالنسبة للقوات المُحاصرة، فعلى الجانب الاستراتيجي لا تستطيع تلك القوات تلقّي الدعم أو التعزيزات، في حين يصبح موقفها التكتيكي أكثر حرجًا لاحتمال تعرضها للهجوم من مختلف الجهات كما أنها لا تمتلك القدرة على الانسحاب وعليه تصبح أمام خيارين فقط، إما القتال حتى تُباد بأكملها أو الاستسلام للقوات المعادية. استُخدم التطويق على مدار القرون المتعاقبة من جانب العديد من القادة العسكريين، لعل أبرزهم رمسيس الثاني والإسكندر الأكبر وخالد بن الوليد وحنبعل ونابليون وغيرهم، كما اقترح سون تزو في كتابه فن الحرب ضرورة عدم تطويق الجيش بأكمله بل إعطاء مساحة لتلك القوات المُحاصرة للهروب وذلك لعدة عوامل نفسية، أهمها: إيمان تلك القوات المُحاصرة بمصيرها المحتوم، ومن ثمّ استماتتها في القتال والدفاع عن نفسها مما يُكبّد القوات المُهاجمة خسائر في غنى عنها، وقد طبقت هذه النظرية في معركتي دونكيرك عام 1940 وجيب فاليز عام 1944 خلال الحرب العالمية الثانية. يمكن اعتبار الكماشة المزدوجة إحدى أساليب التطويق الرئيسية، إذ تقوم على مهاجمة أجنحة الجيش أثناء المعركة، فيما تتولى القوات المتحركة سواء كانت مشاة خفيفة أو فرسان أو دبابات أو ناقلات جنود مدرّعة مهمة اقتحام الصفوف باستخدام سرعتها الفائقة وقدرتها القتالية، وبالتالي تتمركز وراء الخطوط الخلفية للعدو لتغلق الحلقة حول القوات المعادية التي تصبح محاصرة من كافة الجهات، ويُعد تطويق الجيش الألماني السادس أثناء معركة ستالينغراد عام 1942 خلال الحرب العالمية الثانية خير مثال تكتيكي على ذلك. لمتابعة أخبار المشهد اليمني عبر التليجرام اضغط هنا