يحلم عشرات الآلاف من نازحي مدينة حرض التي تركت الحرب آثارها المدمرة على منازلها ومحلاتها، بالعودة إلى بلدتهم الحدودية شمال غرب حجة، بعد نحو 10 أشهر من النزوح والتشرد. عشرة أشهر تفرق فيها نحو 30 ألفاً من سكان مدينة "حرض" في مخيمات اللاجئين وأكواخ الصفيح، يحلمون ليل نهار بالعودة إلى منازلهم وبيوتهم ومزارعهم حتى لو كانت ركاماً، مترقبين بلهفة أخبار التهدئة على الحدود علها تفضي إلى حل نهائي لإيقاف الحرب. ويبدي النازحون من هذه البلدة الحدودية، والذين يقيمون حالياً في مديريات متفرقة بمحافظتي حجةوالحديدة، رغبة في العودة إلى مدينتهم، الا انهم يقرون باستحالة ذلك حالياً حتى توقف الحرب وإنسحاب الحوثيين من المدينة التي أصبحت منذ عدة أشهر منطقة عسكرية مغلقة. في أحد أزقة مدينة "الزهرة"، التابعة لمحافظة الحديدة، يقول علي حسن (30 عاماً) "للمشهد اليمني" “أرغب في العودة لمدينتي حرض، وتقبيل أرضها.. كم أتوق لأشم هوائها النقي الذي لوثه البارود، أريد العودة إلى منزلنا حتى لو كان قد أصبح حطاماً". ويؤكد علي، أنه سيعود “ما أن تتوقف الحرب، والدي مدفون هناك، وليس لنا راحة الا في الأرض التي ولدنا وترعرعنا فيها، نأمل أن تهدأ الحرب على الحدود كي نتمكن من العودة إلى حرض ”. يترقب أهالي مدينة حرض الحدودية أخبار الهدنة على الحدود اليمنية السعودية باهتمام، فمعاناة النزوح ومفارقة الديار ليس مثلها معاناة، ويظل حلم العودة إلى الأرض يروادهم في كل حين. يقول "أحمد" (14 عاماً) أنه يفتقد مدرسته وكتبه ويحلم بالعودة إليها. ويضيف “ليت الحرب تنتهي على الحدود كي أستطيع الذهاب مجدداً الى المدرسة وأكمل تعليمي". تقع "حرض" شمال غرب محافظة حجة، على بعد نحو عشرة كيلومترات من الحدود السعودية، وتتميز بموقعها الهام كونها تضم المنفذ الحدودي الأكبر بين اليمن والسعودية والذي كانت تمر منه 80% من الصادرات اليمنية. وتعتبر حرضالمدينةاليمنية الأكثر تضرراً من الحرب حيث لحق بها دمار كبير جراء القصف المتواصل الذي حولها إلى مدينة أشباح بعد فرار سكانها الذين تركوا بيوتهم ومزراعهم مجبرين ليكتبوا بآلامهم ومعاناتهم، أكبر قصة لجوء داخل الوطن. لمتابعة أخبار المشهد اليمني عبر التليجرام اضغط هنا