في خطوة سياسية بالغة الأهمية وبالتزامن مع إعلان الرياض قرب الأطراف المتنازعة في اليمن من الوصول لاتفاق لحل الأزمة بالبلاد، جاءت قرارات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بتعيين الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيسًا للحكومة، وتعيين الجنرال علي محسن الأحمر نائبا لرئيس الجمهورية. ويأتي تعيين الجنرال الأحمر، كورقة قوية رمى بها الرئيس هادي مع اقتراب موعد محادثات السلام في الكويت المقرر انعقادها في الثامن عشر من أبريل الجاري. وتؤكد المعطيات أن الجنرال الأحمر كان فاعلا في تفاصيل العمليات العسكرية التي تجري في اليمن منذ بدايتها، بحكم مكانته في قوات الجيش الوطني ووجود الكثير من القيادات العسكرية التي كانت تعمل تحت إمرته وقيادته ومازالت تكن له الاحترام والولاء. *الأحمر.. رجل المهمات الصعبة يرى مراقبون أن الفريق الأحمر، رفيق درب صالح السابق والذي انحاز لخيارات الشعب وثورة الشباب السلمية التي طالبت برحيل صالح بأنه سيكون رجل المرحلة القادمة عسكريا وسياسيا. الكثيرون قد لا يقتنعون بأن الأحمر مجرد ورقة رابحة مرحلية، فهؤلاء بمعظمهم يجزمون بأنه سيكون له دور مهم في اليمن الاتحادي، خصوصا على مستوى شمال البلاد. ويرى متابعون للشأن اليمني ان الرئيس هادي يأمل من خلال تعيين الأحمر نائبا له، نيل تأييد المسؤولين القبليين والقادة العسكريين البارزين في منطقة صنعاء حيث يحظى الفريق الاحمر بتأثير واسع. *بن دغر.. السياسي المحنك وصفت صحيفة عكاظ السعودية رئيس الوزراء المعين حديثا الدكتور أحمد عبيد بن دغر بالسياسي المحنك، موضحة أنه يمتلك باعا طويلا في العمل الحكومي والسياسي، وبرز اسمه مرات عديدة كأحد المكلفين بتشكيل الحكومات اليمنية. ونقلت الصحيفة عن مراقبون يمنيون قولهم إن بن دغر لديه رؤى وأفكار قادرة على تجاوز اليمن لهذه المرحلة الصعبة والخطيرة التي تمر بها، وجعلها عنصرا فاعلا في المحيط العربي والإسلامي والدولي. وعلى الصعيد العلمي، له عدد من الأبحاث والمؤلفات التاريخية بأبعادها السياسية، كرس بعضها لتناول أهمية بناء الدولة في اليمن، ويعد من أوائل الداعين إلى ضرورة بناء الدولة اللا مركزية حفاظا على وحدة اليمن. هل تُنهي قرارات «هادي» الحرب في اليمن؟ يعول الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ومن خلفه التحالف العربي الذي تقوده السعودية، على قدرة اللواء الأحمر على إنهاء الحرب التي باتت وشيكة، بحسب مراقبين. ويذهب البعض في دور الجنرال الأحمر إلى ما بعد معركة صنعاء، سيما في مسائل ضبط الحكم وتثبيت أركان الدولة، بل يعد اللواء الأحمر من القلائل في اليمن القادرين على ضمان تنفيذ أية تسوية سياسية في البلاد، فهو الأخ غير الشقيق لعلي عبدالله صالح ومنقذ نظامه طوال سنوات الحكم قبل الثورة الأخيرة في اليمن. فيما يرى مراقبين آخرين أن قرار تعيين اللواء الأحمر نائبا لرئيس الجمهورية يبشر بنهاية وشيكة للحرب وأن القرار جاء في إطار سعي الرئيس هادي والتحالف العربي الى ذلك.