أحدثت خطوة تشفير المحادثات والمكالمات في التطبيق الشهير "الواتس اب" ضجة كبيرة في أوساط الخبراء الأمنيين على مستوى العالم. ففي الوقت الذي رحب فيه المستخدمون بالميزة الجديدة وما تحمله من مزايا تحميهم من المخترقين والمتطفلين وتمنع إمكانية الوصول إلى بيانات التطبيق، إلا أن خبراء الأمن والحماية وخصوصاً المطلعين أعربوا عن احتمال إثارة مشاكل في بعض دول العالم، لا سيما وأن هذه الخطوة تتعارض مع التشريعات والأنظمة. وحجبت السلطات الحكومية في سلطنة عمان "واتساب"، كما أن السعوديين أصبحوا يشعرون بأن أيام "واتساب" في السعودية باتت معدودة، على الرغم من أنه إلى الآن لم تصدر أي تعليمات رسمية بحجبه. وأعادت أزمة ال "واتساب" في دول الخليج، إلى الأذهان أزمة الهاتف المحمول "بلاك بيري" عام 2010، حيث أقدمت الحكومات الخليجية على حظره بسبب تكنولوجيا التشفير التى تطبقها الشركة، على محتوى المعلومات الذى يتبادله مستخدمو الجهاز، ما يُصعّب على السلطات إمكانية مراقبة هذا المحتوى، الأمر الذي حل لاحقاً بإتفاق بين دول الخليج وبلاك بيري. ويعد نمط التشفير (الطرف إلى الطرف) (end-to-end encryption) آمناً للغاية، حيث يتم إنشاء المفاتيح الخاصة بالتشفير بين طرفي المُحادثة بشكل تلقائي، وتكون هذه المفاتح مُخزنة على هواتف المُستخدمين دون أن تمتلك الشركة أو أي جهة أخرى نسخةً عنها، مما يعني أن الرسائل تمر عبر الشبكة بشكل غير مقروء سواء من قِبَل قراصنة الإنترنت أو الحكومات، كما تكون الرسائل مُخزنة بشكلٍ مُشفّر على مُخدّمات واتساب مما يجعلها عصيّة على القراءة حتى بالنسبة للشركة نفسها. وشبّهت الشركة هذا التشفير بأنه أقرب إلى المحادثات الشخصية "وجهاً لوجه". وكانت قد أعلنت شركة تشفير تطبيقها"واتساب" للمحادثات لجميع مُستخدمي التطبيق، وذلك لكل من رسائل الدردشة والصور والفيديو والمكالمات الصوتية. وقالت الشركة في بيان لها، اليوم الأربعاء: "إنه وبدءاً من الآن، فإن أية رسالة نصية، أو صورة، أو فيديو، أو ملف أو رسالة صوتية يتم تبادلها عبر التطبيق ستكون مُشفرة بما في ذلك الرسائل المُتبادلة ضمن المجموعات، على فرض استخدام أطراف المحادثة للنسخة الأخيرة من واتساب". وتابعت: "إن التشفير يأتي في الوقت الذي تتصاعد فيه النقاشات المتعلقة بالخصوصية والحماية، ويساهم في حماية الأشخاص من الإجرام الإلكتروني والقراصنة والأنظمة القمعية".