حذرت دراسة بحثية متخصصة في الامن الغذائي في اليمن من ان الزيادة السكانية في اليمن اصبحت تزيد من استهلاك القمح وبان اليمنيين لن يستطيعوا في المستقبل من مواكبة الاكتفاء الذاتي ومن تحقيق طموح الامن الغذائي بالنظر الي الحجم والاستهلاك الكبير لمادة القمح . وبحسب الدراسة فإن كمية القمح المستورد وصلت الي ما يقارب 4 ملايين طن ناهيك عن استيراد العديد من محاصيل الحبوب الأخرى التي كان من المستحيل استيرادها خاصة وان اليمن قادره على انتاجها . وبينت تلك الدراسة الي ان الزيادة لكبيرة في استهلاك القمح المتواصل وفي ضل انخفاض وتراجع انتاج اليمن الزراعي لذالك المحصول الهام والتي كانت الزراعة المحلية توفر نصف احتياجات المجتمع والتي لجئت البلاد الي توفيرها عن طريق الاستيراد . وأوضحت الدراسة إن إنخفاض مستويات الانتاج الزراعي للقمح يأتي بسبب إتجاه المزارعين نحو زراعة القات بدلا من زراعة الحبوب الغذائية عقب تخلي الدولة عن تقديم الدعم اللازم للمذراعين اليمنيين والذين اكدوا بدورهم الي انهم اضطروا الي ترك زراعة القمح والحبوب الغذائية بسبب تخلي الدولة عن مسئوليتها تجاه توفير احتياجات ومتطلباتهم الزراعية لزراعة مثل تلك المحاصيل الهامة . وتوقعت تلك الدراسات البحثية الجامعية بان تقلبات الاسعار العالمية المستقبلية بالنسبة للقمح سوف تجعل اليمن تعاني من ازمة غذائية كبيره وخاصة مع تراجع اليمن عن الاهتمام بالزراعة وبتوفير احتياجات المزارعين وتشجيعهم على زراعة القمح وغيرها من الانتاج الزراعي وحتى تؤمن من تخفيف نسبة العبئ على اعتماد اليمن على استيراد القمح واستهلاكه بصورة جنونية . و كانت دراسات اخري اوضحت تراجع اليمن من حيث الانتاج الزراعي الكلي من مادة القمح وغيرها من زراعة الحبوب الغذائية سنة بعد اخري مع حدوث تذبذب في معدلات النمو صعودا وهبوطا ومشيرة الي ان حجم الانتاج الزراعي منذ العام 1990م بات يتراجع الي الخلف رافقه ارتفاع كبير في مؤشرات الاستيراد وايضا في عملية الاستهلاك بالنسبة للقمح. وكشفت دراسة بحثية زراعية اعدتها الاستاذة الباحثة ميسون القرماني بان الانتاج الزراعي في اليمن انخفض بنسبة كبيرة في السنوات الاخيرة حيث بلغ حجم التراجع الزراعي في الريف اليمني بنحو 70% وبداء اهتمام المزارعين نحو زراعة القات والذي اصبح بدوره يزيح من امامة زراعة محاصيل القمح والحبوب الزراعة المتنوعة الأخرى والتي كانت تشتهر بزراعتها اليمن في السابق. وقالت إن ذالك يعود الي تساهل الدولة على اعتمادها على استيراد القمح من اجل تحقيق الاكتفاء الغذائي ودون اكتراثها من حيث ارتفاع مؤشرات وارداتها السنوية من القمح والتي اصبحت مؤشراتها تمثل خطرا على واقع الزراعة في اليمن وبانه في حالة تعرض العالم لازمة انعدام مصادر الغذاء عقب توقعات من ان يتعرض المناخ العالمي لحالة من التراكمات من حيث اصابة نصف مساحة الارض بالملوثات البيئية الناجمة عن الصناعة و استخدام الاسلحة وبالتالي فانة قد تتعرض اليمن لمجاعة غذائية حقيقية في المستقبل وحتى في حالة ارتفاع تكاليف اسعار القمح عالميا . واشارت الباحثة الجامعية ميسون القرماني الي ان مسألة تحقيق اليمن للاكتفاء الغذائي مرهون بزيادة مساحة زراعة القمح والحبوب الغذائية الأخرى وقبل ذلك يجب ان يوفر المناخ الامن والتزام الدولة بتوفير احتياجات المزارعين اليمنيين.