أعلنت قناة "ان بي سي" الأمريكية يوم امس السبت خبر وفاة أسطورة الملاكمة "محمد علي كلاي" وبحسب القناة سيتم توديع جثمان كلاي في مسقط راسه بولاية كنتاكي "الأمريكية" . ونقل كلاي إلى المستشفى أمس الأول الخميس، 2 يونيو/حزيران، بعد تدهور حالته الصحية ومعاناته من ضيق التنفس ، ووضع بالعناية المركزة منذ ذلك الحين. وجدير بالذكرأن محمد علي كلاي ملاكم أمريكي ولد بإسم (كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور) في 17 يناير 1942 لأسرة مسيحية في مدينة لويفيل بولاية كنتاكي فاز ببطولة العالم للوزن الثقيل ثلاث مرات على مدى عشرين عاماً في 1964 و 1974 و 1978، وفي عام 1999 توج محمد علي كلاي بلقب "رياضي القرن". وهو صاحب أسرع لكمة في العالم والتي وصلت سرعتها 900 كم في الساعة . واعتزل الملاكمة عام 1981 حين كان عمره 39 عامًا . وفي عام 1964 صدم العالم عندما استطاع محمد علي إقصاء الملاكم سوني ليستون عن عرش الملاكمة وكان عمره لا يتجاوز 22 عاما آنذاك. بعد انتصاره فاجأ العالم مرة أخرى بإعلانه اعتناقه الإسلام عام 1965 وتغيير اسمه إلى اسم جديد وهو محمد علي فقط دون اسمه الأخير "كلاي" لأنه كان اسم العبودية المطلق عليه. اعتنق كلاي الإسلام ولم يضع إهتماما لما سيحدث من انتقاص لشعبيته ولكن شعبيته وحب الناس له زادت واكتسحت الآفاق ولم يكن الدين عائقاً بل كان من الأسباب الرئيسية لشهرته . وفي عام 1964 رسب محمد علي في الاختبارات المؤهلة للإلتحاق بجيش الولاياتالمتحدة لأن مهاراته الكتابية واللغوية كانت دون المستوى وذلك في بدايات عام 1966م، ثم تمت مراجعة الاختبارات وصنف محمد علي على أنه ينتمى للمستوى A1 ، مما يؤهله للالتحاق بالقوات المسلحة وكان هذا في غاية الخطورة بالنسبة له لأن الولاياتالمتحدة كانت في حالة حرب مع فيتنام عندما تم إبلاغه بنجاحه في الاختبارات أعلن أنه يرفض أن يخدم في جيش الولاياتالمتحدة واعتبر نفسه معارضا للحرب. وقال محمد علي وقتها (هذه الحرب ضد تعاليم القرآن وإننا كمسلمين ليس من المفترض أن نخوض حروبًا إلا إذا كانت في سبيل الله ورسوله وإننا لا نشارك في حروب المسيحيين أو الكافرين) على حد وصفه ، كما أعلن في عام 1966 قائلا "لن أحاربهم قاصداً الجيش الشيوعى في فيتنام فهم لم يلقبونني بالزنجي". وفي عام 1967 في قمة انتصاراته في عالم الملاكمة تم سحب اللقب منه بسبب رفضه الالتحاق بالخدمة العسكرية في جيش الولاياتالمتحدة أثناء حرب فيتنام اعتراضاً منه على الحرب شأنه شأن الكثير في ذلك الوقت. وكان قد تلقى دعما من الكثيرين في معارضته وقد تكبد الجيش الأمريكي خسائر كبيرة في تلك الحرب كما توقع. وعاد محمد علي للملاكمة مرة أخرى عام 1970 في مباراة وصفت ب (مباراة القرن( ضد جو فريزر حيث لم تسجل هزيمة لأي منهما في أي مباراة من قبل، وكانت مباراة من 3 مباريات متفرقة فاز محمد علي باثنتين منها.
وفي عام 1974 هزم محمد علي الملاكم القوي فورمان ليستعيد بذلك عرش الملاكمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم بأسره. أصيب محمد علي بمرض الشلل الرعاش، وأثناء مرضه كان صابراً لأقصى درجة حيث أنه كان دائماً يقول أن الله ابتلاه ليقول له وللناس أنه ليس الأعظم بل أن الله هو الأعظم. وقد تداوى من مرضه على طريقة الصوم الطبي وهو شرب الماء على فترة معينة على يد أطباء مختصين وكان ذلك بتشجيع من الشيخ أحمد كفتارو، و شفى محمد علي كلاي من كثير من أمراضه بذلك. ولا تذكر هذه المعلومة لأنها تمت في بلد عربي وعلى يد أطباء عرب مسلمين من سوريا. والجدير بالذكر ان ابنته ليلى محمد على احترفت الملاكمة النسائية مثل والدها. وتم تكريم أسطورة الملاكمة السابق محمد علي كلاي في حفل كبير، وتم تقليده وسام الحرية تقديرا لجهوده في الدفاع عن حقوق الإنسان والسلام العالمي التي يمنحها سنويا المركز الدستوري الأميركي.
وتم ظهوره كتكريم بأن حمل العلم الأولمبي في دورة الألعاب الأولمبية المقامة في لندن 2012.