استطاعت مليشيا الحوثي وقوات صالح الثلاثاء بعد شهر تقريباً من شن هجماتها العنيفة على قرى ومناطق القبيطة, جنوبتعز, استطاعت من إحكام السيطرة على جبل استراتيجي, يطل على قاعدة العند الجوية الشهيرة. وذكر مصدر في مقاومة القبيطة في حديث خاص ل"مُسند للأنباء" أن مليشيا الحوثي وقوات صالح استماتت من أجل الوصول إلى جبل "جالس" المهم والمطل على قاعدة العند, إذ لا يبعد الجبل عن القاعدة بأكثر من 35 كيلو متراً.
وأشار المصدر أن المقاومة خاضت مواجهات شرسة بإمكانياتها البسيطة, دون دعم من الحكومة اليمنية, ولا غرفة مشتركة مع التحالف العربي, إذ غاب الإسناد الجوي تماماً, ولا دعم يذكر إلا أشياء بسيطة تم تجميعها ذاتياً, أو عبر قائد الجبهة العقيد حسن سالم.
تحدثت مصادر أخرى عن قيام التحالف في قصف تعزيزات للحوثيين لم تؤكده المقاومة, التي أوضحت أن غارة لمقاتلات التحالف أصابت منزلاً عند فجر الثلاثاء, موقعة ضحايا من المدنيين.
مصدر عسكري قال إن تقدم الحوثيين ومحاولة سيطرتهم على القبيطة والجبال المحيطة بها, والمطلة على محافظتي عدنولحج, مؤشر خطير, ومسعى لحرف مسار المشاورات الجارية في الكويت منذ 21 أبريل الماضي.
وأكد أن المليشيا بسيطرتها على جبل "جالس" الاستراتيجي بإمكانها قصف العند ومعسكر صلاح الدين الواقع في منطقة البريقة, محافظة عدن, جنوب البلاد.
وعن إمكانية قطع الإمداد عن تعز, أوضح المصدر العسكري بأنه لا يستبعد ذلك إذ بإمكان المليشيا التحكم بمديريات واسعة, ستكون تحت نيران مدفعيتها كمديرية طور الباحة التابعة لمحافظة لحج, والتي تقع في الخط الرئيس عدنتعز.
الصحفي فهد سلطان وفي تصريح خاص ل"مُسند للأنباء" أن المليشيات تحاول أن تفرض واقع الانفصال على الأرض بشتى الطرق, مستغلة الانشغال في حوار الكويت, فهناك تناغم في الدعوات التي يقوم بها الحراك الجنوبي وبين مليشيات الحوثي في هدف واحد, الأول في الدعوة الصريحة الى الانفصال وترحيل أبناء الشمال من مناطق الجنوب, والثاني في فرض واقع على الارض في الشمال, من خلال التمركز في المناطق الحدودية لما قبل الوحدة.
فللحوثيين وصالح مآرب آخرى من هذا الالتفاف, منه صنع نصر بعد الهزائم المتلاحقة, وعدم مقدرتهم على التقدم في مديرية الوازعية غرب تعز, وجبهة حيفان جنوب المحافظة أيضاً, إضافة حسب متابعين أنهم, يريدون إحكام الحصار على تعز, وإن عسكرياً بقطع خط الإمداد عن الجبهات الداخلية, استثماراً لقطع الإمداد من قبل التحالف على عديد من الجبهات الملتهبة, ومنها جبهة القبيطة.
قادة ميدانيون أوضحوا ل"مُسند للأنباء" أنه لولا التخاذل لما استطاعت المليشيا التقدم نحو جبل جالس والتباب المجاورة, وأشاروا أن هناك تهاوناً من قبل قيادة المنطقة الرابعة والتحالف والحكومة الشرعية, التي لم تتبرع باتصال واحد للاطمئنان عن الوضع.
وأشاروا أنهم قدموا بطولات وتضحيات كبيرة, فهم قدموا ما عليهم وما زالوا يقدمون, ولو مدوا بذخائر حية لكان الوضع مختلف, ولانسحب الحوثيين كما انسحبوا من مناطق أخرى وجدوا فيها مقاومة شرسة كما في منطقة الكعبين.