عاد مسلحون من تنظيم “القاعدة” للانتشار في مدينة جعار بمحافظة أبين بعد نحو شهر من إعلان لجنة وساطة محلية التوصل إلى اتفاق مع قيادة التنظيم على مغادرة عناصره جعار ومدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين وبقاء عناصره الذين ينتمون إلى أبين في مناطقهم بحيث يكونون مواطنين صالحين. وقال مصدر أمني في أبين مفضلا عدم الكشف عن اسمه ل”السياسة”، امس، إن عناصر التنظيم لم ينسحبوا أصلا من المحافظة بل بقي بعضهم داخل المدينتين وبعضهم الآخر انتقل إلى مناطق أخرى فيها ثم عادوا إلى جعار وظهروا بشكل علني من خلال سيطرتهم على مصنع سبعة أكتوبر ومقر إدارة الأمن العام ومقر المحكمة، وذلك بسبب عدم قيام قوات الجيش والأمن بالانتشار في زنجبار وجعار لتأمينهما ومساعدة السلطات المحلية في ممارسة مهامها من زنجبار، بالإضافة إلى أن لعناصر التنظيم حاضنات شعبية في عدد من المناطق. وأكد المصدر أن انتشار عناصر التنظيم لا يقتصر على جعار، قائلاً “عملياً أبين كلها واقعة تحت سيطرة أكثر من ألفين من مسلحي القاعدة وهم منتشرون في مناطق أخرى مثل المحفد وأحور والوضيع ولودر”. وكشف أن عدداً من قادة التنظيم جأوا إلى أبين بعد فرارهم من مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، “كما أن للتنظيم معسكرات تدريب في أبين ولحج ويمتلك ما يعادل سلاح وذخائر لواءين عسكريين بينها دبابات وعربات مدرعة وصواريخ كاتيوشا ومدافع، وهي الأسلحة التي استولى عليها من مهاجمة معسكرات الجيش وقوات الأمن ومخازن الأسلحة والذخائر في أبينوحضرموت أو التي حصل عليها إبان المعارك التي شهدتها محافظة عدن لتحريرها من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح وميلشيات الحوثي، كما أن عناصر التنظيم نشطوا في الآونة الأخيرة في شراء السلاح من مناطق عدة في أبين وخاصة من لودر ومن محافظات يمنية أخرى، إضافة إلى قيام التنظيم بتجنيد المئات من الشباب من محافظات عدة بينها أبين والبيضاء ومأرب وحضرموت وشبوة خلال الأشهر الماضية”.