إستنكر عدد كبير من الناشطين السياسين والحقوقيين اليمنيين لقاء المبعوث الأممي إلى اليمن "إسماعيل ولد الشيخ أحمد" مساء اليوم مع الرئيس السابق "علي عبدالله صالح" بعد ساعات من وصوله إلى صنعاء. وعبر عدد كبير منهم عن إستيائهم وشعورهم بخيبة الأمل عقب الإعلان عن اللقاء الذي عقده المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد مع صالح المدرج إسمه في العقوبات كأحد المعرقلين للعملية السياسية في اليمن وبقرار من الأممالمتحدة نفسها. وتسائل البعض عن سر لقاء المبعوث الأممي بصالح وهل هناك صفقة غير معلنة للتنازل عن قرار العقوبات حيث قالت مصادر سياسية أن صالح قدم للمبعوث عدد من الشروط لإنجاح مشاورات الكويت وعلى رأسها رفع إسمه من لائحة العقوبات الدولية والمنع من السفر. من جهته قال الباحث السياسي اليمني ياسين التميمي أن ولد الشيخ يكرر النموذج السيئ للمبعوث الأممي السابق جمال بنعمر مشيراً الى أن صالح يخضع للعقوبات من قبل الأممالمتحدة باعتباره أحد معرقلي التسوية السياسية، وذهاب ولد الشيخ إليه في صنعاء ومقابلته إياه يدل على أن المبعوث الأممي سمسار آخر على طريق الأزمة اليمنية. وأضاف: لقاء ولد الشيخ بصالح الذي يعتبر أحد المعرقلين للعملية السياسية يدل على أنه لا جدية لدى الأممالمتحدة في تنفيذ قرارها، ولا نية لدى الرعاة الدوليين في إنهاء الأزمة اليمنية وإعادة البلاد إلى طريق السلام معتبراً أن صالح على مكافأة من الأممالمتحدة كأي زعيم حرب عصابات. ورأى آخرون أن المشكلة ليست في ولد الشيخ وإنما في الأممالمتحدة التي فشلت في تمرير قراراتها بالإضافة إلى التعامل مع الإنقلابيين الذين فرضت عليهم العقوبات بقرار منها. وقال الناشط السياسي والحقوقي "عبدالكريم عمران" أن لقاء ولد الشيخ بصالح المطلوب دولياً كمجرم حرب يعد مخالفة صريحة للقرار الدولي 2216 فيما قال آخرون أنه اعتراف ضمني بشرعية الانقلابيين وتجاهل شرعية الشعب. من جهته قال الاعلامي والباحث والسياسي "عبدالله إسماعيل" أن قرارات مجلس الأمن طوت صفحة صالح و ولد الشيخ يريد إعادة فتحها بلقاءه اليوم معه مشيراً الى أن لقاء ولد الشيخ بصالح مخالفة صريحة من المبعوث الاممي لقرارات الأممالمتحدة التي يمثلها. وكان المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد قد التقى مساء اليوم الرئيس السابق علي عبدالله صالح في صنعاء بعد ساعات من لقاء الرئيس هادي ووفد الحكومة اليمنية بالعاصمة السعودية الرياض . وحضر اللقاء الذي يعتبر أول فعاليات المبعوث الأممي فور وصوله صنعاء أمين عام المؤتمر ورئيس وفد الحزب في مفاوضات الكويت، عارف الزوكا، حيث تأتي زيارته إلى صنعاء، قبل يومين من الموعد المحدد لاستئناف مفاوضات الكويت بين الأطراف اليمنية، منتصف يوليو الجاري. وكان الرئيس عبدربه منصور هادي قد جدد أمس في لقاءه مع ولد الشيخ رفضه أي مقترحات أممية للسلام لا تلتزم بمرجعيات الحوار، ووصف نتائج مشاورات الكويت التي دامت نحو شهرين مع وفد الانقلابيين ب "السراب". وقالت مصادر مطلعة أن هادي رفض خلال اجتماعه بالمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ في الرياض أمس، مناقشة خريطة الطريق التي اقترحها الأخير خلال مشاورات الكويت، وطالبه بالتقيد بالمرجعية الدولية. ونقلت المصادر أن هادي قال للمبعوث الأممي: "لا نريد منك شيئاً سوى التقيد بالقرارات الأممية"، رابطاً العودة إلى المشاورات في الكويت بتقديم ضمانات، والاستناد إلى المرجعية الدولية، التي من أهمها قرار الأممالمتحدة 2216، الأمر الذي تقبله المبعوث الأممي ووعد بإيجاد حلول له. وأفادت المصادر الحكومية أن هادي قال في اللقاء مع ولد الشيخ الذي ضم عدداً من مستشاريه: "منذ الذهاب إلى مشاورات السلام والالتزام بما يطلب من قبلنا، لم نحصد إلا سراباً من الميليشيا الانقلابية التي لا يهمها إلا وقف الغارات الجوية لكي تعتدي على الأبرياء والعزل وقتل الأسر والأطفال، كما حدث صبيحة العيد في مأرب ومواصلة حصار المدن في تعز وغيرها". ووصل المبعوث الأممي إلى اليمن مطار صنعاء الدولي عصر اليوم الأربعاء قادماً من العاصمة السعودية الرياض في رحلة مكوكية سيقوم بها " ولد الشيخ " كمحاولة لعقد جولة جديدة من المشاورات في موعدها المحدد الجمعة المقبلة في الكويت.