وجدَ جرحى المقاومة الشعبية في محافظة تعز، الذين أصيبوا في معارك مع المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس السابق صالح أنفسهم وحيدين، بعدما تعفنت جراحهم، وتدهورت حالتهم الصحية، وسط غياب مخز لما يصفه ناشطون، بدور سلطات الرئيس عبد ربه منصور هادي، أو من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، باتت في خندق واحد معهم ضد ما تعتبرهم ب"الانقلابيين". ملف الجرحى في تعز، دخل ميدان الاستقطاب السياسي، في أعقاب إعلان رئيس اللجنة الثورية العليا التابعة لجماعة الحوثيين، محمد علي الحوثي، عن استعداده لاستقبال وعلاج جرحى أعدائهم بتعز، وتسفير من تتطلب إصابته العلاج في الخارج. وأمام هذا الموقف الحوثي الذي وضع سلطات الرئيس هادي، في موقف محرج، سعت بعد ذلك إلى تداركه بتشكيل لجنة لمناقشة وضع الجرحى الذين أصيبوا وهم يدافعون تحت رايتها منذ نيسان/أبريل من عام 2015. وعلى مدى أكثر من عام، ترزح مدينة تعز تحت حصار خانق يفرضه الحوثيون وقوات صالح، وهو ما تسبب في وصول الوضع الإنساني فيها إلى حد الكارثة، فيما تفتح مأساة الجرحى فصلا جديدا من معانات هذه المدينة، على وقع التصعيد العسكري المتواصل من شريكي الانقلاب فيها. ويقدر عدد الجرحى في تعز بنحو 13 ألفا، تعفنت جراح البعض منهم نتيجة عدم قدرة مستشفيات المدينة على علاجها، فضلا عن حالات البعض منهم التي بحاجة إلى نقلها إلى خارج البلاد. وأخذت قضية جرحى مقاومة تعز في التفاعل أكثر في الأيام القليلة الماضية، بعد إقدام أحد الجرحى من منتسبي #الجيش الوطني على الانتحار، عقب إلقاء نفسه من إحدى البنايات السكنية، احتجاجا على تدهور إصابته في مواجهات سابقة مع الحوثيين. وما ضاعف من تدهور حالة ذلك الجندي هو إيقاف راتبه الشهري، حيث كان من أفراد اللواء 33 مدرع الموالي للحوثي، قبل التحاقه بصفوف #الجيش الوطني، الأمر الذي قاده نحو الانتحار، إلا أن محاولته هذه لم تنته بما يريد، بل جرى إسعافه إلى أحد مستشفيات المدينة للعلاج. وضع مأساوي جدا وفي هذا السياق، أكد مدير منظمة "رعاية" في تعز، عصام التميمي، أن الواقع الذي يعيشه الجرحى في المدينة مأساوي جدا، نتيجة تدهور حالات الإصابة لديهم، جراء انعدام الأدوية والمستلزمات الطبية، وغياب الأطباء المتخصصين، فيما يترافق مع الإهمال الذي تبديه السلطات الشرعية في البلاد، إزاء هذا الوضع الحرج. وقال في تصريح خاص ل"عربي21" إن غياب الرعاية الصحية ل13910 جرحى، يضاعف من تدهور حالتهم الصحية، خصوصا أن نحو 430 هم بحاجة ماسة إلى العلاج خارج البلاد، في حين أن من تقرر نقلهم إلى الخارج من قبل اللجنة الطبية في المدينة نحو 223 جريحا. وبلغ من نقلوا للعلاج خارج اليمن 38 جريحا. حسبما ذكره رئيس "رعاية" المنظمة المعنية برعاية أسر القتلى والجرحى في تعز. ومن المقرر أن تشهد مدينة تعز، السبت، وقفات احتجاجية، تحمل شعار "ادعموا جرحى تعز" بهدف التعريف بمعانات الجرحى فيها، ووضع الجميع أمام هذه المشهد المأساوي.