فرع العدين هي أحد المديريات التابعة إداريا لمحافظة إب ، تقع في أقصى الجنوب الغربي للمحافظة ، وتعد من المديريات النائية المترامية الأطراف . يبلغ عدد سكانها حوالي (120549) نسمه ، يعمل الكثير منهم في الهجرة الداخلية ، اضافة الى امتهان مهنة الرعي خاصة بين النساء. *عودة ونزوح: بفعل الأحداث التي تشهدها اليمن حاليا ، والتي كانت من نتائجها أغلاق منفذ حرض الحدودي ، القبلة الأولى للكثير من أبناء الفرع في هجرتهم الداخلية ، فبعد إغلاقه عاد الكثير من العمال إلى قراهم وعزلهم عاطلين ، لا يستطيعون توفير لقمة العيش لأسرهم ، مكتفين بتعتق الخبز والشاي الخالي من أي مواد غذائية ، مما أدى إلى سوء تغذية بين الأطفال الذين يعدون في مرحلة البناء والنمو ، وبين النساء الحوامل والمرضعات بشكل أساسي. ومع اشتداد حالة الجوع والفقر لجأ الكثير من أرباب الأسر إلى بيع ما يملكون من مواشي لجلب الغذاء والدواء لاطفالهم وأسرهم. أضف إلى ذلك فقد نزح إلى المديرية ما يقرب من(8000) الف نازح من مختلف المناطق وخاصة من تعز ، مما زاد من معاناة الأهالي الذين تجمعهم بهم صلة قرابة ، والتي يسكن معظمها بمساكن بدائية (عشش) . * الوضع الصحي والاجتماعي : تعد مديرية فرع العدين من المديريات المنسية عبر مختلف المراحل ، فهي تحتل المرتبة الأولى من بين مديريات إب العشرين الأشد فقرا. وفي الآونة الأخيرة ظهرت بوادر مجاعة مخيفة في أغلب عزلها وقراها ، والتي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة ، الأمر الذي ينذر بحصول كارثة إنسانية نتيجة لفقدان الأمن الغذائي واتساع حالات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات. وفي هذا الصدد وجه مدير مكتب الصحة بالمديرية الدكتور عبدالمغني علي غالب دبوان نداء استغاثة عاجل إلى كل المنظمات الإغاثية الإقليمية والدولية والناشطين طالبهم فيه بسرعة التحرك والعمل على إنقاذ الألف من الاطفال والنساء من الخطر الذي يهدد حياتهم . وقال عبدالمغني أن هناك ما يقرب من (2750) مابين طفل وامرأة حامل ومرضع ، وصل بهم الحال إلى مستويات حرجة من سوء التغذية الحاد والوخيم ، مما يتطلب تدخلات إغاثية عاجلة محلية ودولية . موضحا أن الكثير من الحالات التي لم يتم اكتشافها تعاني من سوء التغذية ، لم تستطع الوصول إلى المنشآت الصحية العاملة بالمديرية ، والبالغ عددها (35) منشأة مابين مستشفي ومركز صحي ووحدة صحية ، نتيجة لعدة أسباب أهمها ، الفقر ، والبعد عن المنشأة ، وافتقاد الوعي . مشيرا إلى أن أهم الامراض المنتشرة بالمديرية هي (الملاريا وسوء التغذية والالتهابات..) ، وتتركز في الغالب في (39) قرية تابعة لعزلة العاقبة السفلى والعاقبة العلياء والمسيل والاهمول والوزيرة. *نتائج زيارة فريق المسح الميداني الذي زار المديرية: هذا وكان فريق مسح ميداني مكون من مدير عام المديرية ومدير مكتب الصحة ومستشار محافظة اب للاعلام ومنسق التغذية بمكتب الصحة بمحافظة اب ومدير المركز الصحي بمنطقة المسيل قد توصل بحسب بيان صادر عنه إلى ضرورة توفير الأمن الغذائي لأبناء المديرية بشكل عامة ، فجميعهم محتاجين ، من صغيرهم إلى كبيرهم خاصة بعد فقدان المواطنين لأعمالهم ، والذين أصبحوا عاجزين عن توفير المتطلبات الأساسية لأسرهم وأطفالهم ، اضافة لذلك استقبال المديرية ل (600) اسرة نازحة من اماكن الصراع المسلح. واكد الفريق على ضرورة أن تقوم المؤسسات والمنظمات الإغاثية المحلية والدولية والناشطين الشباب العاملين بالمجال الإنساني ، خاصة الناشطين من ابناء محافظة إب ، الذين أبلو بلا حسنا في الساحل التهامي بالحديدة ، بواجبهم الانساني تجاه سكان المديرية ، من خلال تسيير قوافل الإغاثة المحملة بالمواد الغذائية والأدويةوالمستلزمات الضرورية لأبناء المديرية ، قبل حدوث كارثة إنسانية ، أصبحت قاب قوسين أو ادنى ، بعد أن بداء الجوع ينهش في أجساد الأطفال والنساء بلا رحمة . .. *ندأ للسلطة المحلية بإعلان فرع العدين مديرية منكوبة : ووجه الفريق دعوة عاجلة للسلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالمحافظ اللواء عبدالواحد صلاح إلى إعلان حالة الطوارئ بمديرية فرع العدين وإعلانها منطقة منكوبة . الجدير بالذكر ان السلطة المحلية بمديرية فرع العدين كانت قد وجهت نداء استغاثة على لسان مديرها العام جمال المزحاني خصت به المحافظ والأمين العام والمشرف والوكلاء والمنظمات الإغاثية والإنسانية المحلية والدولية ورجال الأعمال ورجال الخير والمغتربين والناشطين الشباب ، إلى سرعة الالتفات لأوضاع المديرية التي تقع تحت خط الفقر ، وتقديم الدعم الكافي للمواطنين المتضررين من الحرب ، وأعلن المديرية منطقة منكوبة بعد أن وصلت نسبة المجاعة فيها 80%. هذا وقد اطلق ناشطون من ابناء المحافظة حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاق #فرع_العدين_منطقة_منكوبة ، دعو من خلاله الاعلاميين والناشطين الى التفاعل مع هذة القضية الانسانية وتحويلها الى قضية رأي عام.