مر اليوم الموعود على خير ما تشتهيه سفينة الحوثيين في أمانة العاصمة بعد أن عزف سكان صنعاء عن دعوات الاحتشاد اليوم في ميدان التحرير، للمطالبة بتسليم مرتبات موظفي القطاع الحكومي. غير أن دعوة الاحتشاد نهار اليوم الأحد 27 نوفمبر رافقتها أحداث مثيرة، لم تبدأ بالدعوة المزيفة التي كان الرئيس المخلوع صالح وراءها للتظاهر، ولم تنتهي بخلو ميدان التحرير من أي متظاهر وعلى رأسهم كامل الخوداني، والذي كان الشرارة الأولى التي أعلنت بأنها ستخرج الى الميدان اليوم، لكنه اختفى عن المشهد منذ الأمس ولا يزال حتى لحظة كتابة هذا الخبر، هذا بالإضافة الى قيام المليشيا باعتقال عدد من المحتجين كانوا أمام بوابة جامعة صنعاء، كان من بينهم قياديان بارزان في حزب المؤتمر. وتحصل "المشهد اليمني" على معلومات موثوقة بخصوص حقيقة الأحداث التي تدور وراء كواليس دعوات الاحتجاج، حيث تفيد المعلومات بأن الرئيس المخلوع صالح هو صاحب فكرة الخروج الى الشارع لابتزاز الحوثيين والحصول على مكاسب سياسية وعسكرية هو بأمس الحاجة اليها، إذ يسعى عن طريق الضغط عليهم الى انتزاع اتفاق سري معهم يقضي بتعهدهم بعدم المساس بقوات الحراس الجمهوري، وإبقائها تحت سلطته المطلقة، كما يسعى أيضاً الى تقوية ما يسمى ب "المجلس السياسي" وإعطائه صلاحيات وسلطات أكبر، بعد أن كان الحوثيون قد قلموا أظافره باستخدام كرت "اللجنة الثورية" التابعة لهم، والتي ظلت هي المتحكمة بكل مفاصل الدولة. واستخدم رئيس المؤتمر ذراعه الإعلامي في منصة التواصل "كامل الخوداني" للترويج لفاعلية الاحتجاجات، وهي دعوة لاقت تفاعلاً واسعاً لدى نشطاء التواصل، قبل أن يختفي الأخير من المشهد يوم أمس السبت. وكان "المشهد اليمني" قد نشر قبيل فجر اليوم الأحد خبراً عاجلاً ورد من مصدر موثوق يفيد بأن الخوداني موجود في مبنى اللجنة الدائمة، المقر الرئيسي لحزب المؤتمر الشعبي العام، ما يعطي مؤشرات على وجود "مؤامرة" تدور في الخفاء، وبأن الدعوة كانت مبيّتة لأغراض سياسية لا علاقة لها أبداً بالهدف الذي تخرج من أجله. ولم ينغّص هدوء أجواء العاصمة هذا اليوم بالنسبة للسلطات الانقلابية سوى تواجد عشرات من المتظاهرين المحسوبين على المؤتمر الشعبي العام أمام بوابة جامعة صنعاء الشرقية، والذين نظموا وقفة احتجاجية للمطالبة بتسليم المرتبات، قبل أن تقوم إحدى دوريات الحوثيين بتفريق الفعالية واعتقال عدد من المشاركين في الوقفة، كان من بينهم القيادي المؤتمري أمين الغذيفي (مدير التربية السابق بأمانة العاصمة)، وكذلك الشيخ علي بن علي المحفدي، أحد وجهاء بني مطر.