بدأت الاستثمارات في القطاعين الحكومي والخاص تنهال على العاصمة المؤقتة عدن (جنوباليمن) بعد عودة الحكومة اليها من السعودية بشكل نهائي لإدارة شؤون البلاد. و أعلنت السلطات المحلية في العاصمة المؤقتة عدن، استعدادها وسعيها لضبط الأوضاع الأمنية من أجل جذب الاستثمارات وإنعاش الاقتصاد خلال الفترة القادمة. وستوقع الحكومة ممثلة بوزراة السياحة الأحد القادم مذكرة تفاهم مع شركة " درع نجد " السعودية لإعادة تأهيل وتشغيل فندق " جولدمور " السياحي الذي تملكه الحكومة بمدينة " التواهي " الساحلية في عدن - جنوباليمن . وتتضمن مذكرة التفاهم بين الطرفين إعادة تقييم وعمل دراسة من قبل الشركة السعودية وتقديمها لوازرة السياحة اليمنية حول ترميم وإعادة تأهيل الفندق . كما تتصمن المذكرة إرسال الشركة السعودية فريقاً هندسياً للإطلاع على حجم الأضرار التي لحقت بالفندق جراء حرب الحوثيين مطلع العام الماضي ثم التفاهم على صيغة الترميم والتأجير فيما بعد . في سياق متصل, بحث وزير النفط والمعادن المهندس سيف الشريف اليوم نظيره الكويتي المهندس عصام المرزوقي إمكانية إمداد مصافي عدن بالنفط الكويتي الخام لتكريره وإعادته مرة أخرى إلى الكويت. واتفق الوزير الشريف مع مسئولي مؤسسة البترول الكويتية على تشكيل لجنة فنية مشتركة من شركة مصافي عدن ومؤسسة البترول الكويتية لبحث الجوانب الفنية للموضوع ، ورفع النتائج إلى الجهات المختصة لإتخاذ اللازم من حيث الإجراءات العملية ويستعد ميناء عدن خلال الايام القادمة لإستقبال الباخرة العائمة SescCement لمستثمر يمني وهي متخصصة بتصنيع وجهيز الأسمنت وتغليفه في عرض البحر حيث أن السفينة العائمة تمثل مصنع متحرك للأسمنت بتقنيات عالية والذي سيتم نقل الأسمنت بعد تغليفه وتجهيزه مباشرة إلى أرصفة ميناء عدن ليصل إلى الأسواق المحلية. ويرى خبراء اقتصاديون أن مثل تلك المشاريع الاستثمارية التي بدأت تدب رويدًا رويدًا في مدينة عدن يمكنها أن توفر المئات من فرص العمل للشباب وتقليص حجم البطالة المتضخم بسبب الحرب الدائرة في البلاد. وتقدم الحكومة تسهيلات الكبيرة لاستقطاب المستثمرين المحليين والخليجيين والمواقع الممتازة لتلك الأراضي الشاسعة المتاحة للاستثمار في حين يتخوف بعض المستثمرين من الوضع الأمني المضطرب في المدينة. وأعلنت السلطات المحلية في مدينة عدن، سعيها لضبط الأوضاع الأمنية من أجل جذب الاستثمارات وإنعاش الاقتصاد خلال الفترة القادمة. وأكد محافظ عدن عيدروس الزبيدي، عزم إدارته إعادة عدن لوضعها الطبيعي كمنطقة حرة زاخرة بالاستثمارات، مضيفا أن الأجهزة الأمنية ستعمل على تأمين كل المشاريع الاستثمارية بما يخدم النهوض بالاقتصاد الوطني. كما أكد الزبيدي أن الأجهزة الأمنية ستعمل على ضبط الأوضاع وتحقيق الأمان بما يساهم في تشجيع عودة الاستثمارات والمستثمرين من جديد.
وتمتع عدن بمقومات استثمارية متعددة جعل منها محطة جذب للاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية ، منها الموقع الاستراتيجي الذي يطل مباشرة على خطوط الملاحة البحرية الدولية بين أوروبا واسيا ويعتبر المدخل الرئيسي إلى شرق القارة الأفريقية. وتعتبر عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية وأول منطقة تجارية وصناعية حرة في اليمن ، وتمثل المحافظة حالة نموذجية لتكامل النشاط الاقتصادي وتنوع البنيان الإنتاجي واتساع وتنبع أهمية عدن من شهرتها ومكانتها كميناء ومنطقة تجارية إقليمية ودولية لتميز موقعها الجغرافي ووقوعها على خط الملاحة الدولية.