لطالما اتسمت المساجد في اليمن بوجه عام وفي العاصمة صنعاء على وجه الخصوص بنوع من التسامح والتسامي الديني بين جميع مرتاديها، والذين يحملون خلفيات مذهبية مختلفة، حيث كان من المألوف رؤية مؤتمين سنة يصلون خلف إمام شيعي والعكس. ومنذ اقتحام الحوثيين للعاصمة صنعاء ظهيرة يوم الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م، تغيّرت أحوال المساجد بشكل كبير، وبدأت سلطات الإنقلاب في ممارسة نوع من التحريض المذهبي ضد طائفة معينة، مارست معها أنواعاً شتى من أساليب التضييق والمنع، قبل ان يتطور الأمر لاحقاً الى الاعتداء وإغلاق الجوامع. وكانت ميليشيات الحوثي الرئيس السابق صالح قد اعتدت على أحد المصلين في مسجد حجر بالعاصمة صنعاء بالضرب حتى أدمته ثم اقتادته وهو بحالة سيئة على سيارة تابعة لهم الى جهة مجهولة بعد أحداث شغب داخل المسجد أثناء خطبة الجمعة، وذلك بعد أن قال الخطيب الحوثي أثناء الخطبة: أن من يكره شعار الصرخة فهو إما جاهل، أو مغرر به مظل، أو أنه منافق.
وقال الصحفي محمد الخامري الذي روى الحادثة في صفحته على الفيس بوك أن هذا الخطاب أحدث ضجة في المسجد، وتسبب بخروج العديد من المصلين كما وتعالت الأصوات الرافضة لذلك داخل المسجد، وقام البعض بأداء الصرخة، وارتفعت أصوات أخرى تهتف (بالروح بالدم نفديك يا يمن).
وفي ذات السياق اتهم الخطيب الحوثي في جامع الفتح بالسنينة الجنوبيين بأنهم خانوا وطنهم ودينهم وأعراضهم وأنهم سلموا الجنوب للعدو حد وصفه، فيما قام خطيب جامع الفليحي بلعن أصحاب رسول الله معاوية وعمر وطلب من المصلين في المسجد من إكثار لعنهم لأنهم( كما قال) من قاموا بتحريف الدين والصلاة مما أثار غضب المصلين فغادورا المسجد أثناء الخطبة، فيما طلب خطيب جامع المشهد في قريه القابل المعين من قبل الحوثيين "حسين علي شرف" من المصلين بشكل صريح عدم صلاة ركعتي "تحية المسجد" وعدم ترديد "آمين"في صلاتهم.
يذكر أن مثل هذه الحوادث تتكرر في كل صلاة جمعة في العديد من مساجد العاصمة صنعاء، في حين يزداد حجم الغليان الشعبي إزاء تلك التصرفات اللامسئولة لسلطات الإنقلاب، ما تسبب في تزايد دعوات لمقاطعة مساجد الحوثيين بأمانة العاصمة، كرد على تصرفاتهم التعسفية والمذهبية.
