أثارت غارة دامية شنتها القوات الخاصة الأميركية الأسبوع الماضي في اليمن جدلا جديدا أمس الجمعة عقب نشر وزارة الدفاع (البنتاغون) شريطا مصورا قديما لمسلحين إسلاميين لإثبات أن الغارة حققت نجاحا، لكنها سحبته بعد دقائق من نشره وأظهر الشريط -الذي استولت عليه القوات الخاصة الأميركية من جهاز حاسوب- رجلا ملثما يلقي دروسا في "كيفية تحطيم الصليب" وصنع متفجرات. غير أن المفارقة تكمن في أن الشريط جرى إعداده قبل نحو عشر سنوات، وأنه ظل متداولا عبر شبكة الإنترنت من قبل. وأكد خبير بإعلام الجماعات الإسلامية أن الشريط الذي أعده "متشددون غير معروفين" هو مقطع على ما يبدو من شرائط مصورة بُثت على الإنترنت قبل نحو عشر سنوات، مما يقوّض رواية البنتاغون بشأن أهميته. وأشار إلى أن الاختلاف الوحيد كان في أن شريط البنتاغون أُضيفت له ترجمة بالإنجليزية. وقال المتحدث باسم القيادة الوسطى الأميركية العقيد جون توماس "لم نكن نعرف أن الملف قديم". وأضاف أنه سحب الشريط لأنه لا يريد للمنتقدين الادعاء بأن الجيش الأميركي قام بإعادة إنتاج مادة قديمة، وشدد على أن القوات الخاصة استولت على مجموعة نفيسة من الملفات المفيدة التي ستبقى سرية. ومنذ شن الغارة الأحد، وهي الأولى التي يجيزها الرئيس دونالد ترمب على مجمع ل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بمحافظة البيضاء وسط اليمن، ظل البيت الأبيض والبنتاغون في موقع المدافع عنها رغم سقوط العديد من الأطفال والنساء في عداد القتلى . وقُتل في الغارة جندي من القوات الخاصة الأميركية وجُرح ثلاثة منهم ودمرت مروحية كما أسفرت عن مقتل 20 من الأطفال والنساء و 13 من المسلحين . ونسبت وكالة رويترز لمسؤولين عسكريين -لم تسمهم- القول إن الغارة نُفذت دون معلومات استخبارية كافية أو دعم بري أو تجهيزات مساندة كافية. وقال ثلاثة مسؤولين إنه نتيجة لذلك وجد فريق القوات الخاصة الذي قام بالهجوم نفسه ينزل داخل قاعدة محصنة للقاعدة تحميها ألغام أرضية وقناصة، وعدد أكبر مما كان متوقعا من الإسلاميين المدججين بالسلاح.