شكل إعتراف جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية بالجيش الأمريكي، مسؤوليته عن العملية التي نفذتها البحرية الأمريكية ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن يناير الماضي إدانه واضحة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقال فوتيل في تصريحات أمام لجنة الشؤون العسكرية التابعة للكونغرس الأمريكي أمس الخميس: "خسرنا الكثير في هذه العملية، وأتحمل مسؤولية ذلك، خسرنا عنصرا (في إشارة إلى جندي البحرية الأمريكية أوينز الذي قتل في العملية) وجرح آخرون بالإضافة إلى تسببنا بسقوط ضحايا مدنيين وخسرنا طائرة باهظة الثمن." وقال السيناتور، جون ماكين، الذي يرأس لجنة الشؤون العسكرية “عندما يكون هناك نساء وأطفال قتلوا، وخسارة طائرة قيمتها 70 مليون دولار، ولم يتم إلقاء القبض على أي شخص كما كان مخططًا له في هذه العملية، فإن المهمة لا تعتبر ناجحة”. وبهذا الإعتراف يحق لأهالي الضحايا اليمنيين في الإنزال الأمريكي الفاشل ببلدة يكلا بمحافظة البيضاء رفع دعوى قضائية ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير دفاعه جيمس ماتيس حيث تسبب الغارة الأمريكية في سقوط ضحايا مدنيين أغلبهم من النساء والأطفال. ويجرد قانون جاستا أمريكا من الحصانة القضائية، ويعطي المجال للمواطنين المتضررين من العمليات الإرهابية لرفع قضية مدنية لإقامة المسؤولية التقصيرية على الدولة المسؤولة عن العمليات الإرهابية، ويسقط القانون الدولي الحصانة القضائية لها في حال رفع قضية تعويض مادي ضدها من أسر الضحايا بسبب ناتج عن أضرار جسدية وفي الممتلكات، وفي حال الوفاة. وكانت ردات فعل غاضبة ومنددة قد تعالت ضد قانون "جاستا" الذي يسمح لعائلات ضحايا 11 سبتمبر بمقضاة السعودية بذريعة قيامها بتلك الهجمات، وطالبت بمحاكمة أمريكا على تدخلها وانتهكاتها في دول عديدة كالعراق وأفغانستان وفيتنام واليمن والصومال وغيرها. وكان المدعي العام الأميركي السابق، مايكل موكايسي، قد إنتقد قرار الكونغرس الأميركي بإقرار قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب، المعروف اختصاراً ب"جاستا"، مؤكداً أنه سيضر بالولايات المتحدة أكثر من النفع الذي ستحصل عليه عائلات ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر. وبدأ قادة الحزب الجمهوري خاصة رئيس مجلس النواب وزعيم الأغلبية الجمهوريين ورئيس لجنة الشؤون الخارجية، التحذير من تداعيات القانون والمطالبة بإعادة النظر فيه وإدخال تعديلات على القانون لحماية القوات الأمريكية في الخارج والمسؤولين الأميركيين من المقاضاة والمعاملة بالمثل من قبل دول وأفراد. وصعدت أمريكا منذ تولي ترامب سدة رئاسة البيت الأبيض ضرباتها الجوية على تنظيم القاعدة في اليمن، ونفذت إنزالاً جوياً على مواقع مفترضة للقاعدة في محافظة البيضاء سقط فيها ضحايا ابرياء اضافة الى عناصر وقيادات من القاعدة وجندي أمريكي.