قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجيةعبد الملك المخلافي:" أن الانقلاب الذي شهدته اليمن لم يكن ضد السلطة فحسب رغم أن ذلك حالة سيئة معادية للديمقراطية، لكنة كان انقلابا على الدولة والمواطنة والدستور والقانون ". وقال لدى لقائه بممثلي طلاب اليمن المبتعثين بماليزيا في مقر السفارة اليمنيةبكوالالمبور اليوم – بحضور السفير اليمني عادل باحميد والمستشار الثقافي رشدي الكوشاب:" أن الشعب اليمني قدم تضحيات كثيرة منذ بزوغ شمس ثورة 26 سبتمبر 62 مرورا بثورة 11 فبراير حتى الاحداث الاخيرة التي شهدتها بلادنا وما أريقت من شلالات دم من أجل بناء الدولة العادلة وأنتم الطلاب مسؤولون بدرجة اساسية عن بناء المستقبل " واضاف : " ثمة جيل سيرحل بأخطائه الكبيرة والكثيرة أو بحسناته أن كان له حسنات، ولكنه فشل بقوة في بناء الدولة العادلة التي سعى لها اليمنيون منذ فجر 26 سبتمبر و14 أكتوبر الخالدتين وأنتم الطلاب وحدكم من يراهن عليكم في بناء هذه الدولة التي ضحى لأجلها اليمنيون بدمائهم التي روت كل أرجاء أرض اليمن الكبير " وشدد على أن اليمن هي ملك الشعب اليمني وليست سلعة أو ملكا لأحد من الناس، وقال:" أن اليمن وشعبها ليست ملكا لأيا كان ولسنا متاع لاحد ليتوارثونا باسم الإمامة أو بغيرها من المسميات"، متابعا " فكرة الإمام المتغلب اندثرت إلى غير رجعة منذ سبتمبر الذي طمر وأنهى الإمامة إلى الأبد ولن تعود مهما كانت التضحيات وأن اليمن التي قدمت في سبتمبر 26 أكثر من 200 ألف شهيد لن يسمح بعودة الإمامة التي أطلت علينا بوجه الحوثي أو بوجه صالح، وبالحق الإلهي أو غير ". وقال: " الجمهورية ترسخت بالدم ومخرجات الحوار الوطني ترسخت بالدم ومن يعتقد بأن الشعب اليمني سيهزم فهو وأهم، وأن اليمن المتعدد المتنوع الموحد مع توزيع عادل للثروة والسلطة هو الذي سيكون ولن يكون ثمة مركز مقدس أو مدنس." وذكر المخلافي أن الانقلاب الدموي الطائفي الذي شهدته اليمن ضرب الدولة في الصميم ولم يكن انقلابا ضد السلطة بل ضد الدولة والشعب، وتسبب في كوارث كبيرة جدا وأن الحرب لم تكن سوى التجلي الأبرز للكوارث التي جلبها الانقلاب “. لافتا إلى أن البنك المركزي اليمني حتى قبل الانقلاب كان لديه احتياطي نقدي يقدر بنحو 5 مليار و200 مليون دولار إلى جانب واحد تريليون و300 مليار ريال يمني عملة نقدا، وأشار نائب رئيس الوزراء إلى أن المليشيا كانت تسحب بحدود 25 مليار ريال شهريا من البنك كمجهود حربي لقتل الشعب اليمني وقاموا إلى جانب ذلك بقطع رواتب الموظفين في المناطق المحررة ورواتب الدبلوماسيين حتى أنتهى الامر بقطع رواتب الطلبة المبتعثين في الخارج. وأكد المخلافي أنه وحتى ما قبل سبتمبر 2015 انتهت المليشيا من نهب كل الاحتياطي النقدي في البنك المركزي اليمني باستثناء 700 مليون من الوديعة السعودية التي مازالت مجمدة حتى الأن. وكشف المخلافي عن تفاجئ الحكومة الشرعية ازاء مخاطبة المليشيا جمهورية روسيا الاتحادية لطباعة أوراق نقدية جديدة في روسيا غير أن الحكومة أوقفت طباعة هذه المبالغ التي طالبت المليشيا روسيا بطباعتها منوها إلى أن ثمة 400 مليار ريال يمني كانت في البنك المركزي في صناديقها جديدة لم تستخدم بعد عملت المليشيا على نفوقها حتى أنتهى بها الأمر إلى استخدام الأوراق النقدية التالفة والغير صالحة للتداول حيث سحبتها من المحرقة وأعادت تداولها من جديد رغم تلفها. وأكد المخلافي أن هذا الامر دفع الحكومة بقوة لسرعة نقل البنك المركزي الى عدن حتى لا يستمر الانقلابيين بمزيد من النهب الممنهج الذي ضرب البلد والاقتصاد والمواطن ومعيشته في الصميم، وحتى يتم الحفاظ على بقاء الدولة لأن بقاء الدولة يعني بقاءنا واستمرارنا فهي حاميتنا وهي بيتنا الكبير. وأشار وزير الخارجية الى أنه سيقوم بمتابعة وزارة التعليم العالي بصقة شخصية لحل قضايا واشكالات الطلبة التي يمكن حلها والمطروحة من قبل بعض الطلاب في الاجتماع -رغم أن ذلك ليس من دائرة اختصاصه كوزير للخارجية لكن تقديرا من الحكومة للطالب اليمني الذي يراهن عليه في بناء مستقبل اليمن- مؤكدا أن رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي يتابع باهتمام بالغ قضية الطلاب اليمنيين وأن ارسال المستحقات من قبل الحكومة الشرعية جاءت بموجب توجيهات من قبل فخامته للحكومة بسرعة دفع رواتب الطلبة اليمنيين المبتعثين في الخارج وأن التأخير في دفع الرواتب كان لأسباب منها قلة أو عدم اكتمال البيانات لكل الطلبة المبتعثين في الخارج الى جانب كون البنك المركزي اليمني حتى اللحظة لا يمكن تحويل المبالغ منه مباشرة من عدن الى الدول التي يتواجد بها الطلاب فضلا عن أن بعض الدول لم يستطاع تحويل المبالغ اليها مباشرة . مشيرا إلى أن الحكومة حاليا بصدد تشكيل لجنة خاصة بالابتعاث مهامها النظر في معايير الابتعاث بموجب ترشيد وتكافؤ الفرص وأن هذا الامر من شأنه أن يمنح الفرصة لابتعاث من يستحق، ودعا المخلافي الطلاب إلى التكاتف والتعاون والعمل سويا ضمن الأسرة الواحدة والأخذ في الاعتبار اثناء التعبير عن الرأي والاحتجاج أو المطالبة بالحقوق أن يكون ذلك قانونيا وعقلانيا متزن وناضج دون تسيس أو أثارة مشاكل كون ذلك ينعكس سلبا على مصلحة وسمعة الطالب والسفارة والجالية اليمنية في على حد سواء. وشدد على ضرورة أن يحافظ الطالب اليمني في ماليزيا على مكانته العلمية وينمي من مهاراته وقدراته وأن يكون محل تقدير البلد الذي يدرس فيه، وأن أي إخلال في أمن البلد أو ارتكاب أي مخالفات سيؤثر على سمعة الطالب وكل اليمنيين داعيا إلى الحفاظ على السمعة الحسنة في ماليزيا التي رسمت لديهم عن الانسان اليمني منذ القديم ،وذكر المخلافي أن السفارة هي بيت كل اليمنيين وعلى كل اليمنيين احترام هذا البيت. هذا ومنح الاتحاد العام لطلاب اليمن في ماليزيا لدى اختتام اللقاء درع الاتحاد لنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمنية عبدالملك المخلافي تقديرا لجهوده في خدمة الوطن والدبلوماسية اليمنية والطالب اليمني في المهجر على وجه الخصوص.