ينعكس تراكم اخفاقات الحكومة الشرعية على تنامي مستوى الاحباط في اوساط مؤيديها والمتطلعين الى دورها في استعادة الدولة ومؤسساتها وانهاء الانقلاب. ويرى مراقبون سياسيون مؤيدون للشرعية، ان سلبياتها اصبحت اكثر من ان تحصى، وفشلها بات واضحا للعيان ولم يعد يجدي معه اسلوب التغطية والاخفاء بالبهرجة الاعلامية والانجازات الوهمية، فالواقع على الارض هو الفيصل بالنسبة للمواطن اليمني بالذات.. وأكدوا في تصريحات ل "المشهد اليمني"، ان الشرعية امتلكت كل ادوات النجاح على المستوى المحلي والاقليمي والدولي، لكنها غرقت في اوحال الفساد والمحسوبية وتصرفت بذات المنهج الذي سار عليه اعدائها واعداء الشعب اليمني من تحالف الحوثي وصالح الانقلابي .. مستدلين على هذه التصرفات بالتسابق على توزيع المناصب بين الاقارب والاهل والاصدقاء والاستحواذ على اكبر مبلغ مادي ممكن وباي طريقة كانت، وارتجالية القرارات والعشوائية وتغذية الجانب المناطقي بصورة فجة لا يقل ضررها فداحة عما احدثه الانقلابيين من شرخ اجتماعي كبير بين ابناء الوطن الواحد. ويرى هؤلاء المراقبون، ان اطالة امد الحرب اصبح بمثابة هدف للحكومة الشرعية وصانعي القرار فيها الذين اتى غالبيتهم في غفلة من الزمن والتاريخ دون اي خبرات سياسية او مؤهلات باستثناء روابط القربى.. مشيرين الى ان قناعة اولئك "الشلة" ان الحفاظ على مناصبهم وتنامي ارصدتهم وثرواتهم التي اصبحت مثار سخط في الداخل اليمني ودول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن. ويؤكدون ان الشرعية اخفقت خلال عامين رغم كل الدعم المحلي والاقليمي والدولي في تاسيس نموذج بالمدن المحررة والعاصمة المؤقتة يكون دافعا وحافزا للمناطق التي لازالت تحت سيطرة الحوثي وصالح للانتفاض ضد مشروعها الطائفي والمذهبي، وقدمت الشرعية نموذج مماثل على اساس مناطقي وعائلي اكثر وقاحة وبؤس.. معتبرين الفوضى الامنية في المدن المحررة وتمدد نفوذ التنظيمات الارهابية وغياب الخدمات والاحتجاجات لعدم صرف الرواتب ومعاناة الطلاب المبتعثين في الخارج من انقطاع مخصصاتهم وسلسلة اخرى طويلة من فشل الحكومة الشرعية، احبطت مؤيديها وقوت خصومها الانقلابيين. وطالب، المراقبون دول التحالف العربي بقيادة السعودية بوقفة مراجعة جادة لاداء من تدعمهم، وان تنظر الى افعالها واخفاقاتها القائمة على الواقع وعدم تصديق الخطابات الاعلامية المبهرجة التي تسوق لها انجازات وهمية من اجل استنزاف مزيد من اموال الدعم والحصول على مصالح اكبر.. مؤكدين انه دون ذلك وبوتيرة الفشل المتراكم والمتزايد للحكومة الشرعية، فان تحقيق هدف الانقلاب لن يتحقق وسيغذي تجار الحرب في الشرعية استمرارها باي طريقة، وسيصل المؤيدين لها والمحبطين من ادائها وفشلها الى قناعة بتغيير مواقفهم وذلك بمثابة نكسة للتحالف العربي الذي يقف امام امتحان صعب اذا لم يتدارك الامر وقد دخل الشعب اليمني عامه الثالث من الحرب المستمرة ودون افق قريب يلوح بنهايتها باستثناء التقدم والانجازات التي تحققها الشرعية في وسائل الاعلام.