قال مصدر أمني خليجي، اليوم الثلاثاء، إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أبلغ العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، أن بلاده بذلت قصارى جهدها لحلّ الخلاف الخاص بعلاقات الدوحة مع الجماعات الإسلامية المتشددة، إلا أنه يبدو أن العاهل السعودي غير مقتنع بذلك. وقال المصدر إن الشيخ تميم وصل جدة أمس الإثنين، لإجراء محادثات استغرقت ساعتين بشأن الخلاف داخل مجلس التعاون الخليجي الذي يُمثل صدعاً غير معهود بين أغنى دول في العالم العربي له تداعيات في أرجاء منطقة الشرق الأوسط. وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن السلطات السعودية :"لا تبدو مقتنعة اقتناعاً كاملاً بتصريحات أمير قطر الشاب". ويدور الخلاف حول دور الجماعات الإسلامية، لاسيما جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر، في الدول الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي والمنطقة. ويقول مسؤولون خليجيون إن الدول الثلاث، التي تؤلف مع الكويت وسلطنة عمانوقطر مجلس التعاون الخليجي، تريد من الدوحة إنهاء جميع صور الدعم المالي والسياسي لجماعة الإخوان التي أعلنتها السعودية منظمة إرهابية. شفافية وقال المصدر الذي يتخذ من جدة مقراً له "أراد الشيخ تميم خلال الاجتماع أن يُبلغ العاهل السعودي بالأساس أن قطر لبَّت جميع الشروط التي طلبها الملك عبد الله، وأن ذلك كاف لوضع نهاية رسمية لهذا الخلاف." وأضاف "وعد أمير قطر العاهل السعودي أيضا بإطلاعه الدائم بالسياسة الخارجية لقطر في محاولة لزيادة الشفافية التي التزم بها بدرجة ما." ومضى المصدر يقول إن القيادة السعودية ما تزال غير مقتنعة بأن قطر أوقفت تمويل ما ترى الرياض أنها جماعات إرهابية في المنطقة، التي تضم أيضاً جماعات متشددة في سوريا مثل جبهة النصرة. وقال المصدر "يتعين الاعتراف بإحراز تقدم، إلا أنه لا يزال يتعين عمل الكثير، تمويل الإرهاب لا يزال مشكلة خاصة بقطر." وتستضيف قطر، يوسف القرضاوي المرتبط بجماعة الإخوان، وتتهم بعض الدول الخليجية قناة الجزيرة الفضائية ومقرها الدوحة بدعم هذه الجماعة، وهو ما تنفيه قطر. وقال وزير الخارجية القطري خالد العطية في أغسطس (آب ) إن بلاده لا تدعم الجماعات المتطرفة بأي شكل من الأشكال، مندداً بتنظيم الدولة الإسلامية على وجه الخصوص. وقال إن :"قطر ترفض أفكارهم وأسلوبهم العنيف وأطماعهم". وطلبت قطر في سبتمبر (أيلول) من 7 شخصيات بارزة في جماعة الإخوان مغادرة البلاد، بعد ضغوط استمرت بضعة أشهر من دول الجوار لوقف دعم الإسلاميين. لكن إبراهيم منير، وهو مسؤول كبير في الجماعة يقيم في لندن قال لرويترز في ذلك الوقت إن مغادرة هذه الشخصيات لا يعني قطع العلاقات بين قطر والإخوان. وقال المصدر الأمني الخليجي إن أمير قطر اجتمع مع العاهل السعودي يرافقه وفد يضم رئيس الوزراء القطري عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني. وأضاف أن السعودية تشعر بالقلق أيضاً من دور قطر في إطلاق سراح رهائن. وفي سوريا توسطت قطر في الإفراج عن رهائن أجانب وسوريين في مناسبات عديدة، في الحرب الأهلية في سوريا التي مضى عليها أكثر من ثلاث سنوات. وينفي مسؤولون قطريون دفع فدية مقابل إطلاق سراح الرهائن، إلا أن مصادر دبلوماسية غربية في الدوحة تقول خلاف ذلك. وترفض السعودية دفع فدية مقابل إخلاء سبيل الرهائن. وقال دبلوماسي غربي لرويترز "نعم قطر لديها شبكة طيبة من العلاقات مع جماعات مثل جبهة النصرة." ومضى يقول "هذا لا يمنع نوعاً من المدفوعات بصورة مباشرة أو غير مباشرة لهذه الجماعات، الأمر الذي يشجعها على اختطاف المزيد من الأشخاص".