شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    علي ناصر محمد يفجر مفاجأة مدوية: الحوثيون وافقوا على تسليم السلاح وقطع علاقتهم بإيران وحماية حدود السعودية! (فيديو)    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس المشترك: هادي أخل بالتوازن وعطل النقاط ال20 والمشترك لن يستمر
نشر في المنتصف يوم 29 - 03 - 2013

أنا ضد الفيدرالية.. والمشترك يحاور بدون رؤية.. والقادم سيشهد تحالفات ستطيح بتكتلنا..
الرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك, الأستاذ محمد الزبيري ل"المنتصف":
قال لنا الرئيس هادي نبدأ (نذري) أو النصيحة.. ومن باب الاحترام قلنا النصيحة فقال اتركوني أعمل ما أريد وعدَّل في القوائم وأخل بالتوازن
- الخلاف بين الحوثي والإصلاح لم يكن سبباً لانسحاب اليدومي.. ومشكلة الإصلاح داخلية وقائمة الرئيس أداء
- المشترك تأثر بتعيين الرئيس هادي لأمناء أكبر أحزاب المشترك مستشارين له..
- نحن في المشترك إلى الآن لم نخرج برؤية وطنية موحّدة عن شكل الدولة والنظام بسبب طغيان المصالح الحزبية
- مؤتمر الحوار سينجح؛ لأن العالم أراد له ذلك.. وما أخشاه عدم توافق مخرجاته مع المشروع والثوابت الوطنية
- إيران لم يكن لها مصلحة من التدخُّل في اليمن.. وقطر بدون مشروع، والسعودية تنفذ المشروع الأمريكي
- بشار الأسد في خطابه قال إنْ لم نصل إلى الحد المعقول سنسلِّم السلطة لجبهة النصرة لتكون شوكة في وجوه من دعموها!
 قال الأستاذ محمد الزبيري، الرئيس الدوري لتكتل أحزاب اللقاء المشترك الأمين المساعد القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي: إن الحوار الوطني سينجح بناءً على رغبة دولية وإن تعليق حزبه المشاركة في هذا المؤتمر كان احتجاجاً على الخلل الذي ترافق لتشكيل اللجنة الفنية.. ووصف الزبيري التناقضات التي تعيشها أحزاب المشترك بالخصوصيات التي يجب احترامها طالما وأنها تتفق على مشترك وطني.. وعبر عن تفاؤله بانتصار سوريا على المشروع الصهيوأمريكي.. وتحدث عن خارطة تحالفات جديدة بين الأحزاب والقوى السياسية ستفضي إلى تفكيك تكتل المشترك.
حاوره/ عبدالرحمن المحمدي – محمود الهجري
قابلتم الرئيس السوري بشار الأسد في وقت تقوم أحزاب في المشترك وبالتحديد الإصلاح بالحشد والتأليب ضد نظامه.. كيف تفسر هذا وهل هو مؤشر لتفكيك المشترك؟ -
- أولاً، نحن في المشترك نلتقي مع الإصلاح ومع غيره بقواسم مشتركة الذي هو المشروع الوطني، وبالتالي يبقى اختلاف في الهامش في خصوصية كل حزب. نحن لنا خصوصيتنا وهم لهم خصوصياتهم في كثير من المسائل وبالتالي عندما نكون في موقفنا مع سوريا وهم بالاتجاه المعاكس.. هذا لا يعني أننا نختلف بالمشروع الوطني وهذا ما لاحظته أيام الثورة هم كانوا يرفعون أعلام الاحتلال الفرنسي على سوريا والبعض لا يعي ماذا يعني العلم. وبالتالي كنا ندخل معهم في نقاشات حادة في هذه المسألة ونختلف ونتفق معهم في المشروع الوطني.. وعدا هذا كل واحد له خصوصيته.
تناقلت المواقع خبر أن سبب زيارتكم لسوريا ناجم عن رفض رئيس الوزراء باسندوة لقاءكم.. ما مدى صحة ذلك؟
-الحقيقة.. الإصلاح وبقدر ما كان هناك خلاف حول موضوع المسيرة التي نفذها الإصلاح بعدن بين الاشتراكي وصخر الوجيه، حيث كان يطرح الاشتراكي بأن المهرجان الذي يقام بعدن نفذته الدولة وعلى الدولة تحمل نتائجه ومسئوليته وتبعاته ويصدر بيان.. لكن الأخ صخر الوجيه في نهاية الاجتماع تكلم وأشار باتهام الاشتراكي بوقوفه وراء ما يحدث في عدن.. انفض الاجتماع وبدافع الحرص لسد أي ثغرة خلاف اتفقنا مع باسندوة اليوم الآخر وأمناء عموم الأحزاب لمناقشة هذا الموضوع. كنت بلغت أمناء العموم وفي الساعة 12 صباح اليوم الثاني عندما ذهبت إلى منزل رئيس الوزراء وصلت كان هناك ثلاثة أحزاب فيما المعنيين بالشأن الاشتراكي والإصلاح لم يحضروا. كان رئيس الوزراء قد بلغ بعض أمناء الأحزاب بتأجيل الاجتماع على أساس أن الاجتماع خاص بالكتل الوزارية فقط وبالتالي فشل الاجتماع.. وأنا كنت قد وصلت ولم يكن عندي خبر وكان عندي زيارة محددة سابقاً في اليوم الثاني إلى سوريا لمشاركة القيادة القومية لحزب البعث بغرض التنسيق بين الحزبين السوري واليمني واللبناني.. طبعاً نشروا أخباراً أني سافرت غاضباً بسبب فشل الاجتماع، وهذا هو الموضوع.
هل أنتم ممثلون في مؤتمر الحوار؟ -
- نحن علقنا مشاركتنا في مؤتمر الحوار الوطني ليس من اليوم وإنما من بداية تشكيل اللجنة الفنية؛ لأننا كنا نرى أن تشكيل اللجنة الفنية غير منسجم مع المبادرة الخليجية ولا مع آليتها التنفيذية.. زُجت إلى داخل اللجنة الفنية مجاميع كبيرة لا نعرف من أين جاءت أو من تمثل! وكنا نطرح هذا الموضوع بقوة في الاجتماعات بالمشترك ورئيس الجمهورية.. وطلبنا لقاء مع رئيس الجمهورية بحضور قيادات المشترك وطرحنا له كل موقفنا وشرحنا له التفاصيل والحيثيات وأنها لا تتطابق مع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. هو قال أولاً نبدأ (نذري) أو النصيحة.. ونحن من باب الاحترام قلنا نصيحة. قال: اتركوني أعمل ما أريد.. فتشكلت اللجنة الفنية بهذه الكيفية، جاءت بعد ذلك مسائل أخطر، توزيع النسب والتي كانت بداية لتفصيل البلد قبل الوصول للحوار، حيث أعطوا 50% للجنوب و50% للشمال وأيضاً قسموا الأحزاب 50% للشمال و50% للجنوب، وهذا فيه عودة للمربع الأول للسير نحو التجزئة فاعترضنا على هذه الطريقة والنسب. وأيضاً بالمقابل طرحنا بأنه لا يمكن أن ينجح الحوار ما لم تتهيأ الأجواء فطرحنا 20 نقطة للمشترك والبادئ فيها الاشتراكي، ونحن أيدناها وأصبحت قضية الأحزاب كلها ال(20) نقطة لو أنها طبقت كانت حلت لنا مشكلة ما يحدث في الحوار الآن.
من الذي وقف ضد تنفيذ ال20 نقطة؟ -
- السلطة ممثلة برئيس الجمهورية، كان يفترض أن يصدر قرارات للمعالجة وليس حتى ال20 نقطة وخاصة الجزء المتعلق بأبناء المحافظات الجنوبية بإعادتهم إلى وظائفهم وتعويضهم ومعالجة قضايا الأراضي والحقوق إلى آخره. وهذه كانت من المسائل التي طرحناها ودافعنا عنها، إضافة أن قانون العدالة الاجتماعية يكفل تعويض هؤلاء المتضررين بالساحات وأسر شهداء الثورة دون أن تجبر قلوبهم ودون أن تعالج قضاياهم لا معنى للحوار. هذه المشاكل مجتمعة جعلتنا نعلق مشاركتنا في الحوار الوطني.
اللقاء المشترك يعترض فيما حزب البعث يعلق المشاركة.. ألا يعني هذا التناقض وجود خلافات عاصفة بالمشترك؟
لم يعلق سوى البعث.. ونحن قلنا نلتقي في الحد الأدنى بالقواسم المشتركة ولكن هذا لا يعني أن نكون في جيب طرف، كل طرف له خصوصيته وقراراته وبالتالي بدأ المشترك يشعر بالخطأ الذي حذرنا منه.. وما حذرنا منه وصلوا إليه.. يعني وأنت ماشي في إطار الثورة تريد أن تذهب لتحقيق أهداف هذه الثورة. هل يعقل أنك في اللجنة الفنية تقوم بترشيح رئيس الطرف الآخر، الذي أنت في خلاف معه، رئيساً للجنة الفنية؟! لا يمكن.. معناه أنك سلمت الثورة كلها إلى الطرف غير الأمين.. اليوم شركاؤنا في اللقاء المشترك يشعرون بوقوعهم بأخطاء..
ما هذه الأخطاء؟ -
- تشكيل اللجنة الفنية وانتخاب الارياني رئيساً، هذه أخطاء سياسية وقع فيها شركاؤنا في المشترك.
لكن أنتم في إطار تسوية وتوافق للانتقال لمرحلة أخرى؟ -
- كانت الثورة قد أوشكت على تحقيق أهدافها بعد جمعة الكرامة.. كان الطرف الثاني قد اهتز. ويبحث عن مخرج.. كان على وشك مغادرة البلاد، فجاءت المبادرة هذه وقلنا تمام تجنباً للانزلاق في حرب أهلية، لكن هذا لا يعني أن نسلم أوراقنا كلها للطرف الآخر (الخصم) أن لا نترك البيض في سلة واحدة، لو كان في عمل سياسي لأحدث التوازن.. رئيس الجمهورية راح للمؤتمر.. رئيس الحكومة راح للمشترك، كان المفروض عند تشكيل اللجنة الفنية أن تكون رئاستها للمشترك ونائبها للمؤتمر. هذا إذا كنت تريد أن تشتغل سياسة. وما وصلنا إليه نتيجة تلك الأخطاء.
بماذا تفسر انسحاب اليدومي بعد الجلسة الأولى من مؤتمر الحوار؟ -
- نحن في المشترك أصدرنا بياناً وقلنا إن القائمة التي كانت للرئيس ال(64) كانت مطروحة على أساس التوازن. إعطاء الأطراف التي لم تدخل الحوار حقها في التمثيل كالعلماء والنقابات وناس كانوا مستقلين الرئيس يغطي من قائمته. هو ترك بلاطجة المؤتمر يتقاسمون هذه الحصة، هذه قضية. والقضية الثانية وجود ثلاث قوائم وكنا من الذين احتجوا عليها في البيان، مثل: آلية اختيار الشباب، وآلية اختيار المؤتمر، وآلية اختيار المرأة للتمثيل.. هذه القوائم حصل عليها خلاف داخل اللجنة الفنية التي يجب عليها إعادتها إذا اختلفت القوائم لرئيس الجمهورية. رئيس الجمهورية أحدث تعديلات في هذه القوائم أثر على معادلة التوازن داخل مؤتمر الحوار.. اليوم الثلث يعطل في مؤتمر الحوار. هذه المسألة كان يتطلب من المشترك تحديد موقف تجاهها، لكن ذلك لم يحدث وربما يحدث اليوم أو غداً. المؤتمر تحصيل حاصل.. اليدومي انسحب؛ لأنه لما يجلس هو ومن ثار الشعب ضدهم (البلاطجة) معناه مخالف لتظاهرات الشباب المطالبين بالمحاكمة ومعادٍ للثورة، فانسحب. ولم ينسحب حزبه.
كيف تتحدث عن البلاطجة وأنتم شركاء في حوار؟ -
- في قائمة خاصة برئيس الجمهورية وترك فيها من يريد من حزبه، المؤتمر، ومن غيره في قائمته بما أخل التوازن .
المؤتمر الشعبي نفسه يتهم هادي بعدم الالتزام بما وعد و"شخط" به وجهه؟ -
- هذا شغل سياسة. لكن الواقع غير.. بالمقابل كان اليدومي بموقف محرج جداً وليس أمامه إلا أن يعبر عن رأيه.
هناك من قال إن انسحاب اليدومي جاء لأن الحوثي هو من يرأس لجنة الحوار وهو أكبر حزب فمن العيب أن يبقى؟ -
- لا.. ليس هذا السبب. يوجد خلاف بين الحوثي والإصلاح، لكن الخلاف لا يصل إلى درجة الانسحاب، ثقل الإصلاح بمؤتمر الحوار أكبر وبالتالي هذا ليس قلق الإصلاح. الإصلاح مشكلته كشف كل أوراقه متهماً الطرف الآخر بإدخال مشاركين في قائمة الرئيس من الطرف المتهمين بجرائم قتل الشباب بالساحات. في حراك داخل الإصلاح، لسان حاله يقول: كيف تجلسون مع أشخاص على طاولة حوار وهم متهمون بقتل الشباب بالساحات.. هذا الحراك الضاغط داخل الإصلاح سبب على اليدومي أن يعلن انسحابه..
القوائم العائلية طغت على ممثلي أحزاب المشترك في مؤتمر الحوار كالاشتراكي والناصري؟
هذه ليست في المشترك فقط وإنما في المؤتمر.. المشترك كان عنده اختلال في التوازن منذ أن تشكلت اللجنة الفنية وبدأ التفكير الذاتي يطفو على المصلحة العامة. وبالتالي حين جئنا على النسب بدأ التفكير الذاتي والشخصي يطفو مما أثر على أداء المشترك والرئيس هادي لعب لعباً فظيعاً وكبيراً في ذلك.. أولاً، جر القيادات لبعض الأحزاب ذات الثقل وجعلهم مستشارين للرئيس، وهذا أثر على المشترك.. كذلك قام بتعيين ثلاث شخصيات من الثلاثة الأحزاب الكبيرة في المشترك باللجنة الفنية، وهذا قسم المشترك، بعدها بدأت قرارات رئيس الجمهورية تأخذ طابع الثلاثة الأحزاب، وبالتالي تركزت المصالح الشخصية (الأنا) وأصبحت القضية الوطنية والمشروع الوطني ثانوياً. وكان المفترض على المشترك عندما يدخل الحوار أن يدخل بمشروع وطني واحد وقائمة واحدة وصلنا إلى هذا حين وصل كل واحد يشارك بقائمته، وهنا بدأت الاختراقات والأسماء. وهنا لوحظ غياب المشروع الوطني لهذه الأحزاب على مستوى القوائمن حيث كشفت أسماء القوائم تناقضات فكر وأيديولوجيا تلك الأحزاب.
توقعنا ذلك من الطرف الآخر.. ولم نتوقعه من المشترك؟ -
- السبب غياب الرؤية الوطنية الموحدة وطغيان المصلحة الحزبية الضيقة، ورغم هذا كنا متفقين على رؤية إنقاذ وقلنا - سنعدِّل فيها والتعديل سيكون بقضايا مثل شكل الدولة والنظام، لكن هذا لم يحصل، نلتقي دون أن نخرج بنتيجة. وبالتالي أنا قلت، في تصريح سابق، الخشية أن يفرز الحوار الوطني مشروعاً لا يخدم المشروع الوطني الكبير الملبية نتائجه لطموحات وتطلعات وأحلام المواطنين والوطن.
ألا ترى أن تلك المخاوف قد ظهرت الآن؟ -
- أنا لا أخفيك، شخصياً شعرت منذ بداية تشكيل اللجنة الفنية أن المشروع الوطني أصبح بأجندة غير وطنية وباتجاهات غير وطنية وبالتالي سنحصد نتائجه الكارثية بعد نهايته مع علمي أن مؤتمر الحوار سيتم وينجح؛ لأن العالم كله أراد له أن يتم وينجح، لكن هل سيتوافق مع المشروع الوطني والثوابت الوطنية؟ أنا أخشى أن لا يكون بهذا الاتجاه.
تتحدثون عن السيادة الوطنية والحوار والرعاية الخارجية.. هل تتوقعون دولة وطنية ذات مشروع وطني في ظل ما يحدث؟ -
- السيادة الوطنية من الثوابت، وبالتالي حين ترتهن للأجنبي لا تستطيع أن تبني أو تعمل لا استراتيجيات سياسية ولا اقتصادية واجتماعية ولا مستقبلية؛ لأنك مربوط أصلاً بالخارج.. عندما نتحدث عن المشروع المدني.. عن الدولة المدنية.. مشروع الدولة القوية ذات السيادة والمتكفلة بالمساواة والعدالة والحرية وتوزيع الثروة، كيف تستطيع بناء هذا المشروع وأنت تحت الوصاية الخارجية على هذا البلد وهذا يتقاطع والسيادة الوطنية.
هناك من يقول إن الحوار هذا كان يفترض أن يتم بين السعودية وإيران ويتفقوا ونحن نصادق على مخرجاته؟ -
- نحن لا ننسى وجود مشاريع خارجية تتصارع داخل البلد.. ولا تعتقد أن أي مشروع من تلك المشاريع يخدم الموطن. في مشروع سعودي مشروع قطري، مشروع إيراني، مشروع أمريكي، كل هذه المشاريع لها أهدافها وتستغل الوضع القائم في ضخ كثير من الأموال للتأثير على الاتجاهات في الداخل. فمثلاً إيران لم يكن لها مصلحة من التدخل في اليمن لولا خلافها مع السعودية التي تعد حامي المشروع الأمريكي بالمنطقة.. وأمريكا تختلف مع إيران وهنا تصبح اليمن ميدان صراع للاعبين الدوليين، وهذه مسألة خطيرة. وكذلك قطر، رغم أنها لا تمتلك مشروعاً تختلف مع السعودية تضع قطر المال للحوثيين نكاية بالسعودية التي تكون مساندة وداعمة للسلطة. يختلفون في مسائل بينهم فيصفونها في اليمن، وحين تكون اللاعب الرئيس أمريكا، فإن هذا اللاعب الإقليمي الذي هو جزء من المشروع الأمريكي، يلتزم الصمت ونحن في المشترك قد طرحنا وتحدثنا عن علاقات صداقة لكن لا تمس بالسيادة الوطنية.. الاستعمار اليوم يعود بوجوه جديدة وأدوات ووسائل جديدة يستعمرك اقتصادياً وسياسياً ويجعلك تدور في مداره .
استمرار تحالف اللقاء المشترك يحوله إلى تكتل شمولي وهذا يضر بالديمقراطية..ما رأيكم؟
نحن ضد الشمولية.. والمشترك كانت استراتيجيته حاضرة إلى أن جاءت المبادرة الخليجية، بعدها وقع في تناقضات كبيرة كونه لم يعمل استراتيجية لما بعد التوقيع على المبادرة فوق التناقضات والاختلالات بسبب عدم وجود البرنامج الذي يسير عليه. الأخ سلطان العتواني كان قد طرح بضرورة وضع خطوط وبرامج استراتيجية، لكن إلى اليوم لم يستطع إخراجها إلى حيز الواقع بسبب التناقضات الموجودة.. سيستمر المشترك حتى أول دورة انتخابية قادمة وبالتالي سنقف أمام خارطة تحالفات وتكتلات جديدة. إفرازات جديدة سيشهدها الميدان السياسي لأحزاب المشترك من جهة ولبقايا القوى من جهة أخرى.. وهذا سيدفع بخارطة تحالفات وتكتلات جديدة، وأنا أتوقع فعلاً حدوث فرز في الفترة القادمة داخل القوى السياسية.. مما سيدفع لتحالفات جديدة، فمثلاً التناقضات في الأيديولوجيا بين أحزاب اللقاء المشترك باعدت المسافات، وربما يصل الأمر في نهاية المطاف إلى التفكك، وهذا رأيي الشخصي وسيدفع لتحالفات جديدة: القومي مع القومي والإسلامي يصطف مع السلفي. ربما القوى الليبرالية ستلعب دوراً كبيراً، كما أن دفع الخارج لقوى جديدة إلى الساحة سيجعلها تتحالف مع قوى المرحلة القادمة. الساحة مهيأة لفرز في المواقف وبالتالي ستظهر تكتلات جديدة.
سوريا... إلى أين؟ -
- في سوريا الوضع يختلف عما حدث في الوطن العربي بشكل عام من ثورات الربيع العربي، بدليل أن تلك الثورات كانت ترتكز على ثلاثة أسس: الديكتاتورية، الارتهان للاجنبي والتفريط بالقضية الفلسطينية، الأوضاع المتدهورة داخلياً سياسياً وأمنياً واجتماعياً... إلخ. هذه الأسس لا تنطبق على ما يجري في سوريا. كانت سوريا تمثل المواجهة الممانعة.. الاقتصاد متعافٍ، وإذا أخذنا مأخذاً على نظام سوريا فهو التسلط، بس هذا كان قد جعل بشار الأسد يقفز إلى الأمام والبدء بإصلاحات سياسية.. والناس كانت محقة في المطالبة بالحرية والتعبير.. لكن؛ ولأن سوريا داعم للخط الممانع للأمة جعل الدول الغربية تدفع بسوريا إلى مكان آخر لا علاقة له بالثورة والحرية، وبهذا اندلع صراع مسلح من البداية لاستهداف سوريا وتدميرها اقتصادياً واجتماعياً حتى تصبح لقمة سائغة للأجنبي في عملية المخطط العالمي (الشرق الأوسط الجديد). سوريا كانت مدركة لهذا الموضوع وكانت تخوض الصراع هذا على المستوى الإقليمي والدولي، لذلك أخذت احتياطاتها لمواجهته بعد أن نقله الغرب وبأدوات عربية وتركية إلى داخل سوريا وما يحدث في سوريا من معارك سينتهي قريباً لصالح سوريا. إلى الآن سوريا لم تحرك ثلث جيشها.. لم تحرك سوى القوات الخاصة والحرس الجمهوري المتدرب على حرب العصابات والإرهاب. شعرنا من لقائنا بالسيد الأسد أن المعركة في نهايتها ستنتهي لصالح سوريا.. الآن في تسويات وتطورات وكل طرف يعمل على تحسين شروطه التفاوضية.
في سوريا العامل الدولي يريد لا انتصار النظام ولا المعارضة بغرض تدمير سوريا؟ -
- كلام صحيح، بشار الأسد في خطابه قال إذا لم نصل إلى الحد المعقول سنسلم السلطة لجبهة النصرة حتى تكون شوكة في وجوه من كانوا خلفها، أصلاً الغرب لا يريد النظام ولا مقاتلي النصرة لتدمير سوريا وإضعاف جيشها، لكنهم عجزوا عن إخراج سوريا عن خطها المقاوم ولن يتمكنوا من فرض المشروع الأمريكي في المنطقة على سوريا. سوريا دولة منتجة، أي شيء يدمَّر يتم إعادته.. وما يجري في سوريا يلعب الإعلام دوراً مدمراً يقلب الحقائق ويزوِّر الوقائع ويرسم واقعاً مزوراً، فيما الحقيقة كنت قد تجولت في دمشق بعد سفري من بيروت إلى سوريا براً.. الأوضاع هادئة، لكن الإعلام يصورها دولة محروقة عكس الواقع تماماً. لا تشعر في سوريا أن هناك حرباً ولا نسمع بالحرب إلا من الإعلام الممول أصلاً والمسوق للمشروع الصهيوامريكي بالمنطقة.
الوضع العربي والمحلي.. إلى أين يسير؟ ماذا عن الغد؟ -
- الرهان الآن على سوريا.. لو أن سوريا لم تنتصر ستتغير خارطة الوطن العربي وسيعاد مشروع التقسيم والتجزئة وسيشمل السعودية والخليج ومصر، وبالتالي المراهنة على المشروع القومي في سوريا هو مراهنة على الأمة وانتصار للمشروع القومي بسوريا يعني نهاية المشاريع الإسلاموية الماضوية المتخلفة، وخسارته سيمهد لمشروع شرق أوسط جديد (تقسيم المقسم وتجزئه المجزأ).
القوميون في اليمن مع نظام سوريا القومي وفي اليمن مع نقيضه وكذلك الإسلاميون في اليمن مع القوميين وفي سوريا يدعمون المقاتلين والثوار ضد نظام سوريا.. هذه الازدواجية كيف تفسرها؟ -
- سئلت في دمشق هذا السؤال، قلت إن المستقبل للمشروع القومي الإسلامي، ولا أقصد هنا الإٍسلام السياسي، بل إعادة الروح الإسلامية لجسد القومية العربية، وهذا من فلسفتنا في البعث القومي.. وبالتالي نجح الغرب بفصل الروح عن الجسد في المشروع القومي، واليوم حان الوقت لربط المفهومين وإعادة الروح إلى الجسد.
مؤتمر الحوار سينجح وهناك من طرح شكل الدولة والنظام.. أنتم في المشترك ما مشروعكم، ماذا ستطرحون؟ -
- المشترك في صدد مناقشة شكل الدولة، وهذا الموضوع خلاف بين الناس.. فهناك من يريد دولة اتحادية وهناك من يريد الانفصال وهناك من يريد الأقاليم والفيدرالية و..و.. إلخ. نحن في المشترك كنا نطرح على شركائنا بضرورة دخول الحوار بمشروع واحد، لكن يبدو أن كل حزب في المشترك يريد الدخول بمشروعه بعيداً عن مشروع واحد للمشترك، ونحن في البعث مع دولة موحدة تكفل الحقوق والحريات والعدالة.. المشكلة محصورة بين الدولة والمركزية، ولو منح الناس دولة ذات دستور وقانون وتم منح صلاحيات المحافظات سيفضي لتقويض المركزية الشديدة المدمرة ودولة موحدة ذات صلاحيات محلية هي الحل. واعلموا أنه كلما زادت الصيغ يهدد مشروع الوحدة الذي يعد خطاً أحمر عندنا في فكر البعث.
كرئيس دوري للمشترك.. ما مشروعكم؟ -
- مشروع شكل الدولة لم يحسمه المشترك حتى الآن.. الإصلاحيون هم مع اللامركزية كاملة الصلاحية، لكن إذا ما تم طرح صيغة فيدرالية بين إقليمين فإنه مرفوض لدى الإصلاح.
العلَم الشطري برز داخل مؤتمر الحوار.. إلى ماذا يؤشر؟ -
- أولاً، الحراك لا يمثل كل أبناء الجنوب. أما أبناء الجنوب هم مع الوحدة، لكنهم لا يريدون وحدة تضيع فيه الحقوق وتُسلب. وما هو موجود بالجنوب هو الطفح السياسي.. ممن ظلموا منذ عقود. تركيبة أبناء الجنوب وحدوية.. هم من دفعوا بنا إلى الوحدة، وهذه الثقافة لا يمكن أن تنتهي بمجرد هذا الطفح السياسي.
كقوميين.. ما دوركم لمواجهة المشاريع الخارجية التي تستهدف وحدة البلد؟ -
- نحن كحزب، ضد أي صيغة تكون غير اللامركزية الكاملة الصلاحية. سنشكل تكتلات، سندافع عن الوحدة. المشكلة أن هناك من سبق الحوار بطرح مشاريع.. طرحوا فيدرالية قبل الحوار.. والفيدرالية بلا دولة مركزية بداية للتشظي وكان المفترض يدخلوا لمؤتمر الحوار ويناقشوا الدستور وشكل النظام ويتفقوا، لكن نستبق الحوار ونطرح صيغاً مزاحية، هذه كارثة. ومعلوم أن الفيدرالية إضعاف للدولة المركزية وتقوية للأقاليم ويؤدي إلى التفكك.
في تجارب فيدرالية نجحت؟ -
- أوروبا جاءت من التفكك إلى التوحد. والتوحد ضروي للخروج من الصراع والحروب. أما نحن موحدون، وما نريده هو صيغ سياسية تحافظ على التوحد، لا أن نتخلى عن الوحدة ونبحث عن ما هو أدنى. ختاماً: نحن نتفاءل بالخير والوعي العام شعبياً وحدوي بالفطرة، وأعتقد أن العجلة لن ترجع للوراء بل إلى الأمام لدولة واحدة تكفل الحقوق والحريات والعدالة في توزيع السلطة والثروة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.