غاب مروان الساعدي، الطيار العراقي المُلقب ب"قاهر الدواعش"، عن الوجود منذ أكثر من شهر في أشهر مدن الموت شمالي بغداد، إثر صاروخ حراري بعثر مروحيته لأشلاء خردة، دون عودة إلى ذويه. ولم تترك عائلة مروان، جهة دون أن تقصدها لاستعادة جثة أبنها الذي لقي حتفه في قضاء بيجي الذي حُرر حديثاً على يد القوات العراقية من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في محافظة صلاح الدين. وأنذر مروان روحه للوطن، مُوصياً ذويه بمراسيم تشييع له بهيئة عرُس كبير، حباً منه لوطنه حسب أقوال أسرته وأصدقائه من الذين أطلقوا حملة غضب تُطالب الجهات المعنية بجثته. حال مروان ينطبق على ألاف المفقودين من الجنوب العراقي في ساحات القتال، ضد عناصر (داعش)، أشهرهم أكثر من 11 ألف طالباً من القوة الجوية، وعسكرياً من مُعسكر سبايكر في تكريت (مركز محافظة صلاح الدين) قرب قصور صدام حسين. (كُلنا مروان الساعدي) حملة عنوان لموجة غضب للجنوب العراقي الذي أنحدر الطيار الشاب منه، ولم يأتِ أحد من أفراد القوات الأمنية أو الحشد الشعبي، وبتكفل من وزارتي الدفاع والداخلية، أو مجلس الوزراء والبرلمان، بجثته من قرية الصينية التابعة لبيجي. وقال حسنين المُنشد، الناشط المدني من ميسان المحافظة الجنوبية، ل"روسيا سيغودنيا"، "إن "مروان الساعدي" المُلقب بقاهر الدواعش، قُتل بتأريخ الثالث من شهر أكتوبر الماضي، في قرية الصينية ببيجي، وانطلقت حملة المُطالبة بجثته بعد تحرير القضاء. وألمح المُنشد، وهو أحد المُروجين للحملة في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، نقلاً عن ذوي الساعدي، إلى أن جثته موجودة في الصينية وأهله أعلموا الجهات المعنية بذلك لكن لم تُعاد حتى الآن. ويواصل ذوو ضحايا سبايكر الذين قدم أغلبهم من محافظات الجنوب العراقي، الذي يضم غالبية من الشيعة، احتجاجاتهم المدمية للقلب، في شوارع العاصمة بغداد أمام مقر الحكومة في المنطقة الخضراء المُحصنة أمنياً، وقبالة مبنى المحافظة رافضين تناول أي لقمة طعام لحين الحصول ولو على طرف من أشلاء أبنائهم.