شغلت عشيرة البونمر العراقية المجتمع الدولي والعالمي بعد المجازر التي ارتكبها داعش بحق نسائها ورجالها وأطفالها. فمن هي تلك العشيرة؟. هي إحدى عشائر قبيلة الدليم التي نزحت من اليمن قديما باتجاه العراق، ويبلغ تعدادها اليوم أكثر من 500 ألف شخص. امتهن أبناؤها سابقا تربية الجمال، أما حالياً فيمتهنون مهنة التجارة، وكبقية عشائر وشرائح المجتمع العراقي، تخرّج من أبنائهم الأطباء والمحامون والقضاة والأكاديميين وضباط كبار في الجيش العراقي والشرطة وأعضاء في البرلمان أيضاً.
ويذكر موقع مؤتمر صحوة العراق الذي يقوده الشيخ أحمد أبو ريشة، في صفحته الرسمية أن "رجال البونمر استوطنوا الصحراء ما بين الموصل والأنبار وصلاح الدين، ويسكنون الآن بشكل رئيسي في ناحية الفرات زوية البونمر التابعة لقضاء هيت. كما تسكن أعداد كبيرة منهم في ناحية حديثة وفي عانة وفي منطقة القائم ومركز مدينة الرمادي وقضاء الفلوجة بمحافظة الأنبار". ويضيف الموقع أسماء المدن التي سكنتها العشيرة فيشير إلى أن "هناك أعدادا أخرى منهم تسكن في قضاء بيجي وناحية الصينية وتكريت بمحافظة صلاح الدين، وفي منطقة الشرقاط والقيارة ومركز المدينة بمحافظة نينوى، وأعداد قليلة تسكن في العاصمة بغداد". جدهم قاتل النمور أما الشيخ نعيم الكعود، وهو أحد القيادات البارزة في رئاسة هذه العشيرة، فيتحدّث عن تسمية عشيرته باسم" البو نمر" ومن أين جاءت، فيقول:" أطلقت تسمية البو نمر نسبة إلى جدهم الشيخ محمد الذي تروي الحكايات الموروثة عن القبيلة أنه قاتل في إحدى المناطق ثلاثة نمور بالسيف وبطش بها، ومنذ ذلك الحين أطلقت الناس عليه لقب "أبو نمر" ليشمل هذا اللقب فيما بعد العشيرة كلها". والبونمر، كما يؤكّد الكعود، منذ زمن الملوك وحتى اليوم، كانت لهم صولات وجولات ضد الظلم والطغيان في جميع الحكومات التي مرّت على العراق. لكنها اليوم تتعرض لهجمة كبيرة تقودها عصابات "داعش" تستهدف حياتها ووجودها، حيث قدمت العشيرة أكثر من 405 من خيرة شبابها بالإضافة الى عدد كبير من المفقودين الذين لا يعرف مصيرهم حتى الآن. يذكر أن الشيخ نعيم الكعود قد أطلق عبر "العربية نت" نداء استغاثة لإنقاذ ما يقرب من 500 عائلة يحاصرهم الدواعش في منطقة حوض الثرثار، محذراً من إبادة جماعية شبيهة بما حدث في "سبايكر".