الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار تحولت من جلسة حوصلة وحصاد إلى كواليس صفقات وهناك من يصفها صراحة ب"السمسرة", فضلا عن الفوضى العارمة التي سادت وتسود جلسات ومداولات ثالثة الجلسات العامة والأخيرة كما يفترض ويفترض أيضا أنها قد انتهت وانتهى الحوار قبل شهرين من الآن. لكن, إلى الآن لم ينتهي شيء سوى الآمال التي علقت على سقف فندق النجوم الخمسة. فريق الحكم الرشيد أقر الأربعاء تقريره الختامي رغم اعتراضات كثيرة لمكونات في الفريق على رأسها المؤتمر الشعبي العام الذي يتهم ممثلوه أمانة الحوار بالتضليل والتدليس وغضافة مواد ونقض ما تم الاتفاق عليه. جلسة الأربعاء شهدت هرجا ومرجا وسادت أعمالها الفوضى وقوطعت كلمة الأمين العام المساعد للمؤتمر الشيخ سلطان البركاني, فيما أخفق رئيس الجلسة سلطان العتواني في ضبط الإيقاع وإعادة القاعة إلى أجواء الجلسة. عضو في فريق المصالحة الوطنية العدالة الانتقالية, اتهم في حديث للمنتصف نت, أمانة ورئاسة الحوار بممارسة الإرهاب الفكري والترهيب ضد أعضاء الفرق والمكونات لتمرير وفرض الصيغ الجاهزة ومنع الاعتراضات, تحت طائلة التهديد الصريح بتغيير الرافضين واستبدالهم بأعضاء آخرين كما حدث مع فريق القضية الجنوبية باستبدال ثلاثة من أعضاءه دفعة واحدة. ووفقا لعضو آخر, في فريق قضية صعدة, فإن "الإنقلاب على المبادرة والتسوية يتم علنا وتحت سقف مؤتمر الحوار من قبل تحالف (التمديد) وبإدارة وإشراف وتوجيه الأمانة العامة للحوار ولجنة التوفيق والذين يفرضون رؤاهم وينقلبون على الاتفاقات اليومية ويضيفون المواد المفخخة للتقارير". وأضاف عضو مؤتمر الحوار الوطني ل"المنتصف نت", فإن "تحالف العصابة المعروفة بأطرافها يفرض كلمته وخياراته في الساعات الحاسمة كأمر واقع" مؤكداً في هذا الصدد: "لا قيمة للاعتراضات والرفض لديهم وهم ماضون في فرض رؤاهم وخطتهم لتفصيل المرحلة المقبلة على مقاساتهم فقط". وزاد من بلة طين ختامية الحوار وجدل قضاياها المتشعبة ارتفاع نبرة المبعوث الدولي جمال بن عمر, الذي بات "يلعب على المكشوف كمتبني ومؤيد لوجهة نظر طرف سياسي بعينه ويمارس انحيازا فجا مقابل إكثاره من الاتهامات والانفعالات في وجه الآخرين بحيث فقد حياديته وتنظر إليه مكونات وأطراف على أنه خصم لا حكم" بحسب قيادي في أحزاب التحالف وعضو في الحوار.