إن رأى، أنصار الله، أنه طالما أن الآخرين لم يواجهوهم سوى بالبيانات.. فإذا الدولة آلت إليهم، فهم إذاً يؤكدون أنهم جماعة حربية. إن لم يعطوا للبيانات شرعيتها، ويعتمدوا عليها أساساً أقوى من أسس الرصاص والسلاح والفرض، فهم يقولون إنهم لا يفهمون في البيانات.. ما يأخذونه لا يأخذونه إلا بالقوة، ولن يعتبروا شيئاً أنهم خسروه إلا بالقوة. إذاً فهم جماعة حرب.. عليهم حل الأحزاب السياسية.. وإغلاق الميدان الوطني العام، الذي يغطي ظهر عنفهم حتى الآن، وسيفسح ذلك الطريق لقوى ستدافع عن مصالحها بالسلاح، ويمكنهم تذكر جملة جار الله عمر رحمه الله: تعامل السلطة هو من يحدد طبيعة المعارضة التي يستحقها.. لكل حاكم، المعارضة التي تشبهه. ** أنصار الله، وكل جماعة تنتصر بالقتال المسلح، يكونون جماعة متماسكة، متخففة من تعقيدات المصالح.. لكن، أول ما يصبحون دولة.. يتدافع نحوهم أصحاب المصالح.. هذا يريد مكاناً، وهذا يريد وظيفة، وهذا يريد تأثيراً، وهذا يريد أن يسمعوا رأيه.. طيب، هم متعودون هم من يطلبون مصالحَ لشعارات يتبنونها.. ذلحين، أيش يصرفوا للناس، شعارات وإلا مصالح؟ التحديات، عن كيف تدير سلماً، مختلفة للغاية، عن تحديات: كيف تقاتل بالسلاح. ** أمام عبدالملك الحوثي، فرصة خلود تاريخي، لكنه أمام خيارات صعبة للغاية، تخصه هو، في مواجهة جماعته. جميع القوى، تتعامل معه كمصدر قوة، ومستعدون يمنحونه حق الإشراف على نقاشات خياراتهم، لكن ذلك سيهدد جماعته، التي تريده قائداً لها لتفرض قواعدها على الجميع. ما ضر عبدالملك لو هو بنفسه يشرف على حوارات القوى السياسية، ويقول لجماعته، انتهى زمن انتصارات السلاح، فقد صرنا القوة الأولى في البلاد. لاقيمة لكم بدونهم جميعاً.. وإلا فإن عمركم سيكون من عمر الرصاص الذي تصنعه مصانع الحروب. ** البرلمان كله، لم يكن أبداً مستعداً لاتخاذ أي قرار قد يراه عبدالملك الحوثي تهديداً، لكن الخيار الأحادي الأهوج للجماعة، يقوم يعلن حله، مش لأنه ضده وضد شرعيته، ولكن لأنه مؤسسة قائمة قد تكون أول مؤسسة تتواصل مع عبدالملك الحوثي، مباشرة، بشكل موازٍ لبقية أدوات الجماعة. الإعلان ألغى المؤسسة في محاولة لتأميمها، وإلا كيف تحل مؤسسة، وجالسة تجمع توقيعات من أعضائها ليكونوا أعضاء كنواب في مؤسسة حلت محل مجلسهم الذي انتخبوا فيه. المجلس الوطني، حق علي محسن، كان الرصاصة الأولى في دولة 2011، وذات الأمر سيتكرر للمجلس الوطني حق يحيى الحوثي. لن يأتي له أحد، طالما الأطراف السياسية رافضة، وإذا سيفرض هو الموالين له، وبالله ويش ذلحين الحوثي يدور مؤسسات يوظف فيها الموالين له؟ والمشكلة ركبوا عليه مجلس الرئاسة.. أسأل نفسي: من ورط عبدالملك الحوثي بهذه الخيارات التي تشبه قيداً للمنتحر كى لا يهرب من طلقة الرصاص. ما ضرك يا عبدالملك لو سمعت لشركاء العمل الوطني.. لأجلك أنت وجماعتك أولاً. أيش باتسوي لجانك المسلحة بمقر مجلس النواب؟ وكأن ما ينقصك هو مقرات. المقرات ما لم تكن تعبيراً عن المشروعية العامية فهي مجرد جدران، لا فرق بينها. ** من يوم الإعلان السياسي الحوثي، فالذين يقتلون من اليمنيين، يسجلون كضحايا بيد من؟ أتحدث بالتحديد عن ضحايا الحراك الجنوبي. من هو المسئول عن أي أضرار من أي مواجهات للمظاهرات والاعتصامات والمسيرات؟ أيش باتقولوا لهم، هذه دولة هادي، وسيعلن الحوثي استنكاره لقتل الجنوبيين؟ وإلا بايكون الخطاب ضدهم أنهم متمردون ضد الدولة والوحدة والاستقرار؟!! ** هيئة رئاسة البرلمان: يحيى الراعي، مستحيل يتخذ أي قرار، يفتح له خصومة مع الحوثي، ويمكن لولا الإحراج لأصبح هو رئيس المجلس الوطني حق الحوثي. حمير الأحمر، يالله سلمت بيته من الاقتحام.. والتفجير. محمد الشدادي، خلاص، يقول لك، هذا الحوثي شمالي، وصلى الله وبارك. من باقي أكرم عطية، الله أعلم الآن فين جالس يقرأ مولد ابن ديبع. إعلان الحوثي، حل البرلمان، تحمل جثة ميتة، أو أنه بدل ما يستخدمه سجاد أحمر لدولته، قام رفعه فوق رأسه.